إضراب هنا، وآخر هناك.. ونائبة في التشريعي تعتصم مع عائلتها في المجلس، المعطل أو المغيب، وحولها متضامنون، حرق سيارة في هذه المدينة واغتيال في تلك البلدة، واتهامات لسفارات وسفراء، وشكاوى وطعن لقرارات ومراسيم.. وتسلل نحو هذه العاصمة أو تلك، ولقاءات لقيادات رفيعة المستوى في جنح الظلام مع "بولي مردخاي"، عرائض واستنكارات، واحتدام الهجمات على وسائل التواصل، ولا وجود لاعلام حيادي صادق في ساحة عطشى للصراحة والصدق والمسؤولية، ساحة تفتقر للاعلام المهني الصادق والمهنيين الأكفاء رافضين لـ "الرشى" و "القبض" من كل الجهات والقيادات، وشكوى من البعض لعدم الاستقطاب من "البكايات" وهن كثر!! تصريحات متضاربة، غابت معها الحقائق، ومواقف متغيرة، تتخذ في الليل وتمسح بالنهار، وسباق تصريحات بعبارات جوفاء لم يتوقف.. والوشوشات ضاربة أطنابها، و "الكولسات" سيدة الموقف، و "ردهات" الفنادق "تغص" بسماسرة الاصطفافات.. والشائعات تملأ كل الشوارع، والاحقاد تتعاظم، لا حديث عن القدس وتهميشها وتهويدها، ولم يعد الاحتلال محور الاحاديث، بل بركات الامارات وبخاشيش مشيخة قطر، وخيرات التكفيريين في السعودية، والحديث لا يتوقف عن سلبيات الوزارات، وقرارات الترفيعات ومراسيم التعيين، أما هبّة القدس، فقد غابت عن أجندات القيادات، وما أكثرها، ووزارة الصحة منشغلة باحصائية تعداد الشهداء، و "النواطق" الثائرين دوما لترفيع أو "قبضة مالية" يتيصدون للتطاول على محبي شعبنا بعبارات جوفاء لا فهم ولا صدقية فيها، والفقر يضرب أطنابه.. والجرائم من كل نوع في ازدهار وارتفاع، والصيد في المياه العكرة بات مهنة للكثيرين.. وحدث ولا حرج عن تفشي الظواهر ونالسلبيات.. و "التيه" في "صحراء" المعاناة يتعمق.. لا جرأة.. لا وضوح.. لا مصارحة، وكلام كبير دون تنفيذ.. ولقاءات ومؤتمرات للاستهلاك والعلاقات العامة، والأرشفة.
هذا هو الحال في الساحة الفلسطينينة، زد على ذلك.. أن الحديث عن المصالحة، مجرد هراء، وكسب نقاط، والمتصارعان لا رغبة لديهما ولا في أجنداتهما انهاء الانقسام، فلكل طرف أجنداته وأسياده، والمشترك بينهما تكثيف الاتصالات مع الاحتلال، وحفر كل منهما للاخر.
والأدهى من ذلك، أن كل طرف يلهث وراء حلف اقليمي ويجند نفسه، لخدمة مموليه "لعل وعسى" ينال "نصيبه"، طرفان متصارعان، ورغم ذلك، هما أعضاء في حلف تخريبي يقوده النظام الوهابي السعودي، أحدهما من خلال "الجماعة" والآخر "بالالتحاق المباشر".
أليست هذه أجواء الفلتان والفوضى، ومن يرى غير ذلك، فهو منتفع وغبي، دجال وانتهازي، مصاب بعمى البصر والبصيرة.
وكان الله بالسر عليم.. اللهم إنا لا نسألك رَدَّ القضاء وإنما نسألك اللُّطف فيه ؟!