يكشف مستوى المعارضة او التأييد لاي نظام او جهة او قضية مدى متانة ورسوخ هذا النظام او هذه الجهة والقضية.
لن نناقش مقال سعودي لكاتب يبدو ان له من اسمه نصيب اسمه (النصف)، يعنون مقاله بان السعودية تقود معسكر المقاومة والممانعة!
فعندما يكون المستوى متدنيا على الجانب الاخلاقي او عصبي متميز بالتهور والطفولية او معتمدا على الاكاذيب والاضاليل والتلفيقات، فان ذلك يكشف عن ضعف بالغ واهتراء وخواء لا سبيل معه للاقناع او الاستقطاب سوى هذه الاساليب، ناهيك لو اضيف الترغيب بالمال وشراء الذمم لكل هذه الممارسات، فهو كاشف لـ "ظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ".
القرار الخليجي الاخير باعتبار حزب الله "منظمة ارهابية"، وما تبعه من بيان مفروض على وزراء للداخلية (عرب) يكشف مدى التهور وفقدان الاعصاب ومدى ضعف الحجة التي وصل اليها النظام الخليجي بقيادته السعودية، ومدى البؤس لمن لا يستطيعون حتى الاعتراض الا من نجاهم الله بالتنصل من هذه الفضيحة.
وهذا التهور لايجب ان ينفصل مشهده عن مشاهد موازية يمكن بريطها استباط ما تعد له الساحة حاليا.
فلايمكن فصله عن اللقاءات السعودية بالصهاينة واصرار الصهاينة على الاعلان وانهم لن يعملون في الخفاء بعد ذلك.
مضافا لذلك ما اعلنه الحاخام مارك شنير، بعد لقاء جمعه بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إن العداوة المشتركة لحزب الله اللبناني من قبل إسرائيل ودول الخليج العربي، يجب انتهازها لخلق تحالف إسرائيلي مع دول عربية كانت ترى إسرائيل عدوا سابقا.
ونقل شنير عن العاهل البحريني قوله: "إنها مسألة وقت قبل أن تبدأ بعض الدول العربية بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل".
ونقل عنه أيضا قوله إن توازن القوة بين المعتدلين والمتطرفين في الشرق الأوسط يعتمد على إسرائيل، وهي دولة قادرة على الدفاع عن نفسها وعن الأصوات العربية المعتدلة في المنطقة أيضا.
المراد حاليا هو خطة تم الحديث عنها منذ شهور بخلق حلف عربي اسرائيلي على غرار الناتو لمواجهة قوى المقاومة التي تعيق المشروع الاستعماري في المنطقة.
والمطلوب ضم مصر لهذا الحلف والضغط عليها لانها رمانة الميزان في هذا الحلف، وما شهدته مصر اخيرا من تجاذبات بشأن التطبيع الا نوعا من هذه الضغوط ومحاولة للتوريط وقف وراؤها انصار هذا المشروع في الداخل والخارج بهدف جس النبض الشعبي واختبار ردود الافعال وموازين القوى، الا ان ذهاب من تصدروا للواجهة الى الجحيم دون بواكي من الشعب جدد عهد الرفض الشعبي لهكذا مشاريع مضادة للفطرة العربية القويمة.
ولكن نحن بانتظار جولات جديدة من المحاولات التي لن تنضب بسهولة في ظل استمرار السياسة اللينة الرسمية مع القضايا المصيرية والتي تضفي على سوء الن بالادارة ومحاولات التشكيك بها وجاهة، طالما لاتنبري بدفوع لها قيمة ومتناسبة مع خطورة الاتهامات والتحديات.
وبنظرة على مقترحات دينيس روس بخصوص انقاذ اسرائيل من ورطات داخلية متعلقة بالاستيطان عبر مقاربات جديدة، تضع حداً للانجراف نحو دولة ثنائية القومية وتضعف حركة نزع الشرعية دولياً وتمنح الولايات المتحدة القدرة على منع أي عقوبات أوروبية مستقبلية ضد إسرائيل.
وسيؤدي ذلك أيضاً - بعد عقود - إلى التخلص من مسألة الاستيطان التي تشكل عثرة دائمة في العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية.
يقول روس: لدى كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل مصلحة في تحقيق هذه الأهداف، ولكنهما لم تستخدما المهارات الدبلوماسية حتى الآن لتحقيقها. أفلم يحِن الوقت لتحقيق ذلك ولإعادة الأمل بإمكانية الحل مجدداً.
دينيس روس ينصح الادارة الامريكية باعتماد مقاربة مختلفة تجاه المستوطنات، تكون قائمة على فهم مفاده أن حوالى 80 في المائة من المستوطنين يعيشون في قرابة 5 في المائة من مساحة الضفة الغربية وبالقرب من حدود ما قبل عام 1967 وداخل السياج الأمني إلى حد كبير. أما الغالبية المتبقية من المستوطنين البالغة نسبتهم 20 في المائة فيعيشون خارج السياج الأمني في 92 في المائة من مساحة الضفة الغربية.
مضيفا انه من شأن إمكانية تبلور مقاربة أمريكية جديدة أن تقرّ بأن البناء داخل الكتل الاستيطانية لا يغيّر ملامح "خارطة السلام". وفي حين أن هذه المقاربة لن تتبنى رسمياً النشاط الاستيطاني، فسوف تسعى مع ذلك إلى حصر الاستيطان في المناطق التي يُرجح أن تكون جزءاً من الأراضي الإسرائيلية في أي اتفاق يشمل حل الدولتين.
ويستدرك دينيس روس قائلا: ولكن للأسف، في سياق لعبة الخسارة والأرباح الراهنة، وبينما يقوم الفلسطينيون بمهاجمة الإسرائيليين باستمرار، من المرجح أن يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن مثل هذه الخطوات غير مقبولة ما لم تحصل إسرائيل على مكسب مهم في المقابل. وباستطاعة إدارة الرئيس أوباما أن تقدّم الكثير من الأمور التي ستهم نتنياهو.
أولاً، بإمكان الرئيس الأمريكي أن يعِد إسرائيل باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار بشأن المستوطنات (أو أي قرار تعتبره إسرائيل موجهاً ضدها). ثانياً، بإمكان الرئيس الأمريكي أن يوافق على عدم اقتراح قرار حول أطر حلّ الصراع أمام مجلس الأمن. ثالثاً، بإمكان الرئيس أن يلتزم بالضغط على شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين والعرب لشجب الجهود الفلسطينية التي تعارض تطبيع العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، مشدداً على أن الجهود الفلسطينية الرامية إلى نزع الشرعية عن إسرائيل لا تتماشى مع حل الدولتين. (وبإمكانه أيضاً أن يسلط الضوء على التباين بين إسرائيل، التي تتبع سياسة استيطانية تتماشى مع حل الدولتين، وبين الفلسطينيين، الذين يقومون بتصرفات تقوّض هذا الاحتمال).
نصائح روس تعتمد على التطبيع بشكل رئيسي والذي اتضح انه ضالة الصهاينة ولاسيما بعد ان مضى مشروع الانهاك لدول الطوق وجيوشها شوطا لا بأس به!
اقتراحات مراكز الـ"ثينك تانك" الامريكية لا تنضب واخرها اقامة علاقة ببقايا البعث واحياؤه من جديد بضمانة انه سيكون تابعا وفيا للامريكان وسيشكل ضمانة لعدم انزلاق العراق داخل معسكر سوريا ايران حزب الله.
وعلى الارض تمارس سياسة التوريط بديلة عن بناء التحالفات، ويتصدر التوريط مملكة النفط المتهاوية وتركيا العثمانية المريضة والتي لا نرى زيارتها لطهران الاخيرة الا جزءا من خلط الاوراق والتوريط.
ومصر التي طالما استدعاها الشرفاء لضبط كفة المعادلات ان لم تحسم موقفها علنا فسيفوتها القطار ويمضي انتزاع ريادتها المستحقة كسحابة صيف لن تجدي معها الدموع ولا الندم.
مصر وآخر محطات القطار!!
2016-03-07
بقلم: إيهاب شوقي