2025-06-08 12:11 م

ثورة الثامن من اّذار .. عطاء مستمر وتبقى الرسالة خالدة

2016-03-07
بقلم: ميشيل كلاغاصي
تأتي الذكرى الثالثة والخمسون لثورة الثامن من اّذار ولا زالت سورية تتعرض لأكبر هجمة عدوانية همجية عُرفت في العصر الحديث , إذ تاّمرت عليها كل القوى الاستعمارية في العالم وعملائها وأدواتها والتي اعتمدت على نسخ إرهابية متطرفة حاقدة و مسلحين متطرفين تكفيريين ُأدخلت إلى سورية عبر دول الجوار كافة ً عربا ًو تركا ً.. وعملت على دفعهم عبر المال و السلاح لارتكاب أبشع الجرائم بحق المواطنين و تدمير البنى التحتية وهدر إمكانات الوطن .. و مع استمرار الحرب على سورية .. لا تزال دمشق القلعة السورية عصية وصامدة, و سيفها الدمشقي يذود عنها, و أهلوها صامدون و يلتفون حول قائدهم الرمز والأمل, الحكيم والخبير والصابر سيادة الرئيس بشار الأسد, وحول جيشهم الباسل الذي لم يتوان عن بذل التضحيات والدماء الطاهرة و قوافل الشهداء. هي حرب المشروع الصهيو- أمريكي المباشرة وعبر الوكلاء الإقليميين ومستعربي العرب , والتي تستهدف إعادة رسم خرائط المنطقة والعالم لخدمة مشروعها الكبير في السيطرة على العالم. أرادوها حربا ً مركبّة ً ثنائية الحوامل.. أولهما عسكري بقوامه الإرهابي المسلح , والثاني فكر ٌ تكفيري إرهابي .. فكانت حربا ً مبتكرة لم يعرف التاريخ مثيلا ً لها . حربا ً ألبسوها ثوبا ً سياسيا ً وحراكا ً شعبيا ً مزيفا ً فكانت بلا مضمون و بلا إستراتيجية, اعتمدوا فيها على استنباط شخصيات ٍ محلية أقل ما يُقال فيها جماعة الكفر الوطني, فدعوها "معارضة" و "معارضة مسلحة" و "معارضة معتدلة"....الخ. و دعوها " ثورة ً و ثوار". خمس سنوات ٍ و لم يقدّم هؤلاء المجرمون برنامجا ً أو خطة ً أو فكرا ً.. و لم يُعرف لهم توجها ً أو فكرا ً أو حتى قضية ..!! و ليسوا سوى شخصيات ٌ إعلامية تلفزيونية و رواد الفنادق الفخمة في أوروبا و تركيا و قطر و مصر – بالمجان – لا يعرفون سوى الصراع و التصادم على كرسي في مجالس العار التي ابتدعها لهم أسيادهم من عبيد العبيد و مغتصبي بلاد الحجاز و الخليج العربي.. لقد أثبتوا أنهم خونة و بائعوا أوطان ليس إلاّ.. لقد وصل الغزاة عسكريا ً إلى الحائط المسدود أمام قوة و صلابة الجيش العربي السوري وصمود شعب سورية الأبي, وبتعاون ٍ و مشاركة المقاومة اللبنانية والدولة الروسية العتيدة و الدعم الكبير للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبالرغم من التسليح النوعي والتمويل اللا محدود , و استقدام مزيد الإرهابيين من كافة أنحاء العالم .. أخذوا يتحدثون عن الحل السياسي بعدما علت صرخات فشلهم وصيحات خوفهم من إرتداد الإرهاب نحوهم و حيثما صنّعوه . لقد تاّمروا على الشعب السوري خدمةً للكيان الصهيوني وعملوا على إشغال وانهاك الجيش العربي السوري بأمور داخلية في محاولة لاستنزاف طاقاته و اخراج سورية من الصراع العربي – الاسرائيلي. هذا الجيش العقائدي الوحيد الذي وقف في وجه الاحتلال الاسرائيلي في حرب تشرين التحريرية عام 1973 , و كان وراء انجازات المقاومة اللبنانية و إنتصاراتها في أيار عام 2000 و في تموز 2006 , وثبات و إنتصار المقاومة الفلسطينية في غزة 2008 – 2009 , لهذا تكالبت عليه كافة قوى الشر و الظلام و الهيمنة و عمدت الى مهاجمة منظوماته الدفاعية و دفاعاته الجوية و المطارات العسكرية في محاولة لإضعاف قدراته و امكاناته تمهيداً للانقضاض على سورية . ثلاث ٌ وخمسون عاما ً للثورة ولا يزال حزب البعث العربي الاشتراكي , والجيش العربي السوري يؤكدان القسم و يؤكدان عزمهما على استئصال الارهاب والإرهابيين , لتبقى سورية حرة القرار منيعة السيادة . و لا تزال بنادق ثواره تدافع عن الهوية العربية على كامل مساحة الوطن العربي الكبير في سورية و لبنان و العراق أرض التاريخ واليمن المقاوم البطل , وفي كل شبر ٍ من وطننا العربي. إن الثورة و في ذكرى عيدها اليوم لا تزال مستمرة ً في عطاءاتها و تطوير اّلياتها بما يخدم حاضرها و تطلعات أبنائها على طريق الإنتصار و إعادة بناء سورية الحديثة و المتجددة القوية و المنيعة . لقد شكلت الثورة و منذ انطلاقتها عام 1963 مفصلاً أساسياً في تاريخ سورية من خلال الانجازات و المكتسبات التي حققتها لأبناء الطبقة الكادحة و العمال والفلاحين , لقد حققت سورية بفضل ثورتها قفزات نوعية تنموية و اقتصادية و ثقافية و اجتماعية وعلمية هامة الأمر الذي جعل منها دولةً عصريةً تعتمد على قدراتها الذاتية و تؤّمن استقلال قرارها الوطني .. و لن تسمح لأي كان أن يسرق عرق جبين وكدّ يمين الشعب السوري. لذلك اختارت طريق الصمود و التصدي لكي تضمن حرية و كرامة الشعب العربي و للذود عن الأمة و استرجاع الحقوق , و أعادة وضع " أمن اسرائيل " على المحك لا بل وجودها أيضاً , رغم تصاعد التاّمر عليها و تضافر قوى الشر الغربية و" العربية "عليها . لقد أرادوا اسقاط سورية و تدميرها ليقينهم أنها الداعم الأول للمشروع القومي العربي و صاحبة الفكر المناهض للرجعية و الاستغلال , و أرادوا اضعاف دورها العربي و الدولي , لكن سورية و بفضل ثوابتها الوطنية و القومية ستظل قلعة العرب القوية و ستفشل المؤامرة حتماً , و ستقضي على أهداف مخططهم و ستستأصل ارهابهم عن أرضها . ان سورية قوية و مصيرها لا يقرره سوى أبنائها مهما اشتدت و كثرت الضغوط فأبنائها واثقون من أنها سوف تعبر الأزمة و ستكون أكثر قوة و صلابة و قدرة على تحقيق مصالح و اّمال الشعب و الأمة عبر مسيرة الديمقراطية و الحرية الحقيقية كما نراها نحن السوريون منطلقين نحو سورية المتجددة الواعدة . وهانحن الاّن و في الذكرى الثالثة والخمسون للثورة المجيدة , وعلى أعتاب النصر الكبير لا بد لنا أن نحيي روح القائد الخالد حافظ الأسد الذي جعل سورية دولة محورية تشغل العالم كله و تحتل مركزه . كما نبعث برسالة حب و تقدير و معايدة للأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد و لجيشنا الباسل و شعبنا البطل الصامد.