2025-06-08 11:02 ص

الشرق الاوسط بين نيران التطرف ولهيب الحقد الامريكي الصهيوني

2016-03-08
بقلم : عبدالحميد الهمشري
" الفوضى الخلاقة " و" النظام ينبثق من الخراب " من المصطلحات الأمريكية الهادمة لأمن واستقرار دول الشرق الأوسط خاصة من يقع منها شرق حوض البحر الأبيض المتوسط " دول عربية وتركيا وإيران " ، لإعادة تكوينها من جديد وفق الرؤى الاستراتيجية للسياسة الأمريكية التي تأخذ بالحسبان ضرورة إعادة هيكلة وتشكيل هذه الدول وفق منهجية جديدة تبقي الصراع دائراً بين كافة مكوناتها إثنياً ومناطقياً ودينياً وثقافياً .. هذه السياسة اتبعتها وتتبعها الولايات المتحدة الأمريكية منذ تسلمها زمام الأمور في أمن واستقرار العالم الغربي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مستخدمة أساليب متعددة من أجل إنجاح ما تخطط له دون عناء وصولاً للأهداف الاستراتيجية في الهيمنة الكاملة على مقدرات هذه المنطقة ومن هذه الأساليب اتباع سياسة العصا والجزرة في تطويع كل دولة من دولها وفرض الوصاية الاقتصادية عليها وإلزامها بعقود وعهود يمنحها الحق في التدخل بشؤونها من خلال افتعال أحداث وإنشاءحركات وتنظيمات من بين ظهرانين هذه الدول لتفتيت لحمتها وتلاحمها ومنع أي توجه لتقارب سكانها مجتمعين. فالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط المترامي الأطراف مرسومة بإتقان وتهدف إلى منع أي استقرار وسلام وتطور في كل أرجائه وفق مخططات تبقي كل دولها دائماً في حال توتر مستمر، تطحنها الحروب الأهلية والدولية لإلحاق الدمار الشامل في بعض منها كما جرى بالنسبة للنموذجين العراقي والليبي وما يجري مرحلياً في النموذجين السوري واليمن حالياً والمصري لا قدر الله لاحقاً ، لكي يتم فيما بعد إعادة بناء ما جرى تدميره بالصورة الملائمة تماماً لمصالح أمريكا التي تتبع المبدأ المعروف في الدبلوماسية الهادئة والعسكرية المهيمنة : "النظام ينبثق من الخراب" .. فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية جرى الاتفاق السري بين القوى الغربية على أن تحل أمريكا في المستعمرات الأوروبية الإنكليزية والفرنسية ، ولكن بأساليب استعمارية جديدة تتميز بالتخطيط البعيد المدى، باستخدام الوسائل الثقافية والسياسية والمخابراتية أكثر من اعتمادها على الجيوش لكن تبقى أساطيلها تجوب البحار المحيطة بها وقواتها تتواجد في قواعد عسكرية ثابته رهن التخل فيما لو استشعرت أو توجست خيفة من أي خطر فد يتهدد مصالحها ومصالح الكيان العبري صنيعتها .. وهذا يبقى قائماً وعلى الدوام على دول شرق البحر المتوسط "البلدان العربية وتركيا وإيران" حيث توصلت القيادات الأمريكية الفاعلة، العلنية والسرية، إلى قناعات مفادها أن هذه المنطقة الواسعة الواقعة شرق البحر المتوسط ، شكلت عبر التاريخ وتشكل المركز الحضاري الهام والخطير المنافس للمركز الحضاري الأوروبي (غرب البحر المتوسط) والذي يمتد من مضيق البوسفور التركي إلى مضيق جبل طارق المغربي ـ الإسباني ، كون الأخير يفصل أوروبا عن باقي العالم القديم (قارتي آسيا وأفريقيا) . ومثلما هو معلوم فإن حوض البحر المتوسط تشكلت فيه منذ فجر التاريخ أولى الحضارات في كل من العراق ومصر وسوريا " العالم القديم " والتي منها انطلقت إلى أوروبا غالبية المعارف والمكتشفات مثل الأبجدية، وكذلك العقائد والأديان، ومن أبرزها المسيحية واليهودية والإسلام. وأيضاً القوى الغازية لأوروبا: فينيقيون فعرب وأتراك. وكانت الإمبراطورية العثمانية آخر القوى العالمية الشرقية التي احتلت شرق أوروبا وظلت تهدد سلامتها لعدة قرون ولكن في نهاية المطاف نجح الغرب بتدمير هذه الإمبراطورية العثمانية من خلال التأثير على النخب فيها وجعلها تتبنى الثقافة الغربية والفكر القومي التقسيمي الرافض للوحدة الإسلامية العثمانية.. ولخطورة وأهمية هذه المنطقة بالنسبة لأوروبا، فإن القوى الأوروبية الفاعلة حاولت جاهدة عبر التاريخ إضعاف هذه المنطقة والسيطرة عليها من خلال اليونانيين أولاً ومن ثم الرومان فالصليبيين، ثم الاحتلال الاستعماري في القرون الثلاثة الأخيرة ، واستمر هذا الحال من التغلغل والإضعاف والسيطرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن وبأساليب مختلفة أهمها الاقتصادية والثقافية والتدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد وبث روح الفتنة والطائفية فيما بين كياناتها التي اصطنعتها .. وقد اعتمدوا على تاريخ العلاقة بين الشرق ـ والغرب، وباستراتيجية موضوعة هدفها الرئيسي والنهائي منع أي احتمالية لإمكانية توفر شروط ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية مستقرة وآمنة تسمح لشعوب المنطقة بالتقارب والتعاون وبناء قوة حضارية ربما تشكل مستقبلاً إمبراطورية خطرة تهدد سلامة الغرب وفق تصورهم، ومصالح أمريكا بالذات.. فسلامة الغرب وأمنه وفق اعتقادهم يستوجب الضمان الأكيد بوجود أنظمة ملائمة ومتحالفة مع الغرب ومع أمريكا بالذات. دون أن يكون هنالك أية إمكانية تكون وراء تحقيق هذه الضمانة إلا باللجوء إلى المبدأ المعروف (النظام ينبثق من الخراب)، والذي يعني العمل على تهيئة جميع الأسباب لتدمير المنطقة بكاملها من أجل إعادة بنائها، دول وشعوب وثقافات وقناعات ومصالح، وبما ينسجم تماماً مع مصالح الغرب... إن هذا الهدف الاستراتيجي للتدمير الكامل يعتمد ويقوم على خلق التوتر والعداء والتعصب بين الجماعات الأساسية التي تتكون منها مجتمعات الشرق الأوسط. من السنة ، الشيعة ، العلمانيين، المتدينين، ، المسيحيين.. يضاف إليها الجماعات القومية المختلفة من عرب وترك وفرس وكرد، وغيرهم .. والإيهام بأن الأمريكان ليسوا وراء المشكلة ولا يد لهم فيها ... بل يتمادون في الإيهام بأنهم بذلوا وما زالوا يبذلون قصارى جهدهم لمنع استفحالها لتحقيق الوئام والتآلف فيما بين دولها لكنهم ليسوا كذلك فهم كمن يصب الزيت على النار ليزداد الوضع اشتعالاً وكالمنقب عن النفط لكنه حين يعثر عليه يحفر الآبار لاستثماره بما يعود خيره وسعادته على مستثمريه الغربيين وإشقاء أهل المنطقة برمتها . * سياسة تدميرية وقد رسمت استراتيجية أمريكا منذ تسلمها قيادة دفة الأمور في العالم الغربي على محاور تقوم على تدمير الإسلام وأهله أولاً من خلال خلق أجواء من العداء والتناحر بين الشيعة والسنة وهذه النقطة من أهم وأخطر أهداف الاستراتيجية الأمريكية الكبرى في إضعاف المنطقة وإنهاكها وتغذية روح الضغينة والحروب بين شعوبها خاصة أنه بعد هزيمة الشيوعية، ظل الإسلام هو العقيدة الوحيدة في العصر الحديث التي تمتلك الطاقة الروحية في مواجهة الحضارة الغربية بكل جبروتها وعنفوانها. ولذلك سعوا لتدمير الإسلام من خلال المسلمين أنفسهم منذ أعوام الخمسينات من القرن الماضي وما زالوا وبصورة هادئة يبذلون الجهود وينفقون الأموال الطائلة، حتى نجحوا في بلوغ مرحلة متقدمة من التشرذم من خلال خلق قطبين متناحرين يشقان الإسلام والمسلمين في الصميم ، فكانت المنطقة العربية تمثل مركز القطب السني، وإيران مركز القطب الشيعي. فاشتغلوا بمهارة ودبلوماسية على هذين القطبين وشجعوا الحركات الإسلامية في كلا الاتجاهين وبناء الجوامع في أنحاء العالم الإسلامي والجاليات المسلمة، وتشجيع الأفكار السلفية والمتعصبة ضد الشيعة والحركات الشيعية ضد السنة. في المقابل استعانوا بحليفهم آنذاك شاه إيران لكي يدعم تأسيس الأحزاب والمؤسسات الدينية الشيعية في العراق ولبنان وباكستان وغيرها من البلدان. لكنهم اضطروا للتخلص من الشاه عندما وصلوا للمرحلة الثانية من المشروع، إذ دعموا ولا زالوا خفية سلطة الملالي في إيران لكي تكتسب مشروعية أقوى كزعيمة دينية طائفية لشيعة العالم. أمام هذا الخبث والدهاء من التخطيط فإنه لا بد لأهل المنطقة من أن يعوا الدرس جيداً ويفيقوا من غفوتهم ويعملوا من أجل مصالح شعوبهم بالتآلف والتكاتف أمام مؤامرات وأطماع الغرب المتغطرس. القيادات الأمريكية خاصة والغربية عموماً استفادوا كثيراً في نهاية أعوام السبعينات من القرن الماضي من ردود فعل المسلمين ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، حيث جرى استثمار الإقبال المنقطع النظير من العناصر الشابة المسلمة الثائرة التي وافقت على التعاون مع الغرب وأمريكا لمكافحة الوجود السوفييتي فأعلنت الثورة الإسلامية في أفغانستان من البيت الأبيض الأمريكي أيام جيمي كارتر، وتمكنوا من خلال أعوانهم من تأسيس الحركات السلفية الإسلامية وعلى رأسها الطالبان والقاعدة. فـ (ثقافة العمليات الانتحارية الإسلامية أمريكا من ابتدعتها " حيث تحققت لهم نجاحات كبيرة من خلال عملائهم ببثها بين الإسلاميين ممن يدعون الجهادية لكي يمارسوها في عملياتهم الإرهابية ضد إخوانهم المسلمين أنفسهم. وكانت ذروة نجاحاتهم ما يسمى بـ (كارثة 11 سبتمبر 2001). التي تم فيها تدمير البرجين في نيويورك من قبل (القاعدة)، التي صنعتها المخابرات المركزية الأمريكية، وهيأت لهذه العملية كل أسباب النجاح. فباسم مكافحة الإرهاب الإسلامي، تحركت أساطيل الغرب لغزو العالم الإسلامي بدءاً من أفغانستان ثم العراق. وما زالت هذه الحركات السلفية تخدم المشروع الأمريكي الغربي بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال مساهمتها الفعالة في تدمير العالم الإسلامي وتأجيج التناحر الدامي ما بين السنة والشيعة. حيث خلقت شبكات بعيدة عن الشبهة رغم تبعيتها السرية لأمريكا، لكي تغذي وتدعم مالياً وعسكرياً ومخابراتياً هذه الحركات الإسلامية العنيفة ، لأنها مهما صدقت بمعاداة الغرب وأمريكا إلا أن مهمتها الأولى والكبرى تبقى محصورة في تدمير العالم الإسلامي وإضعافه من الداخل، ومنح الغرب كل التبريرات لكي يمارسوا هيمنتهم على العالم الإسلامي بحجة مكافحة الإرهاب. وكانت الخطوة الثانية في مشروعهم التدميري للإسلام بعد احتلال أفغانستان احتلال العراق وتحويله إلى ساحة للصراع الدامي والشامل بين القطبين الشيعي والسني والخطوة الثالثة والمهمة جداً العمل على منع أي تقارب بين الجماعات القومية الأساسية التي تشكل الشرق الأوسط، من خلال دعم التيارات القومية العرقية المتعصبة ذات الأحلام الإمبراطورية والتوسعية، مثل التيارات القومية الإيرانية والتركية والكردية. وكذلك فرض ثقافة العزل والتغريب للجماعات القومية غير العربية التي تتعايش مع العرب في ذات أوطانهم، مثل الأكراد والتركمان والزنوج والأمازيغ والطوارق وغيرهم. ولقد حققوا نجاحات مذهلة في منع أي تفاهم وسلام بين الأكراد وشركائهم في أوطانهم، من خلال دعم الجماعات القومية الكردية المتعصبة والانفصالية ومدها بالسلاح والدعم المعنوي والإعلامي. فأمريكا بأجهزتها المتخصصة هي من صنعت للأكراد تلك الفكرة عن (كردستان الكبرى) وضخت في متعلميهم تلك الأساطير القومية والأوهام الكبرى عن تراث قومي عظيم، ليس له أي أساس من الحقيقة. بهذه الأيديولوجية القومية المتعصبة تم تغذية تلك الأحزاب والحركات التمردية الانفصالية في بلدان الشرق الأوسط من أجل إضعاف أي حكومة قوية قادرة على توفير السلام والاستقرار. ولم يدرك الأكراد حتى اللحطة أن الرابح الوحيد من كل هذه التمردات، هو الغرب وتلك القيادات القومية المدعومة منهم الذين لا زالوا بكل حماس يقدمون أنفسهم كوقود للمحارق القومية التي تطبخ عليها المشاريع الأمريكية. ومنع أي تقارب بين العلمانيين والمتدينين، من خلال دعم الاتجاهات المتعصبة والمتطرفة لدى الطرفين بتسخير كل الإمكانات الإعلامية والثقافية والسياسية من أجل نشر الثقافة الغربية وتشجيع النخب العلمانية الحداثية، وفي ذات الوقت وبصورة غير مباشرة دعم التيارات السلفية والمتعصبة من خلال التركيز الإعلامي على رموزها ونشاطاتها بل ودعم التيارات اليسارية والماركسية لأنها بعدائها المتعصب للدين تسهم بصورة فعالة في تغذية الانشقاق العلماني ـ الديني وتعمق التطرف. إلى جانب قيام المؤسسات الإعلامية والثقافية الغربية بالوقوف وراء انتشار الفضائيات المتحاربة والمتطرفة في العالم العربي: إما دينية سلفية ظلامية، أو حداثية تتبنى آخر الصراعات الغربية فنياً وثقافياً واجتماعيا. والنقطة الأهم والأبرز هي منع أي تقارب بين العرب مسلمين ومسيحيين. وقد كان غايتهم الأولى والكبرى من تهجير اليهود إلى فلسطين ومساعدتهم في تكوين إسرائيل ودعم وجودها وقوتها، لكي تقوم بدور القوة الشريرة المانعة لأي تطور وتقدم لشعوب المنطقة من خلال التوتر الدائم فيها، ودعم بصورة خفية العناصر المتعصبة ، وتغذية القوى العسكرية الحربية لديهما ونشر النميمة والأحقاد في وسائل الإعلام. وسبق لأمريكا بصورة غير مباشرة أن دعمت الجماعات الفلسطينية المتطرفة من أمثال أبو نضال، الذي ساعدهم بتصفية الكثير من الكوادر المثقفة والسلمية الفلسطينية. كما بذلوا جهوداً مضنية بكل إمكانياتهم لكي نفشل انتفاضة الحجارة لأنها كانت سلمية ومناقضة لكل سياستهم بتأجيج العنف، كما نجحوا في شق الشارع الفلسطيني والإسهام باستحواذ حماس الإسلامية على غزة لكي يدوم الصراع الفلسطيني ـ الفلسطيني، لصالح الكيان الصهيوني. لكن في نفس الوقت يحرصون على الإيحاء للجميع ببذلهم المستحيل في مسرحية دبلوماسية إعلامية للتوسط بينهما، والتي عادة ما تنتهي ة بالفشل وتبقي ديمومة الصراع متأججة .. وبفضل هذه السياسة نجحوا في منع أي تقارب بين مكونات دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا ، وفي نفس الوقت تخلصوا من إزعاجات اليهود وعدائهم التاريخي للمسيحية وللغرب من خلال تحويل هذا العداء ناحية العرب. وأيضاً منع أي تقارب مسيحي ـ إسلامي في الشرق الأوسط ، خصوصاً في ( لبنان، والعراق، ومصر)، من خلال دعم العناصر المتعصبة لدى الطرفين، وتشجيع التوترات والحروب والمذابح بينهما. والعمل على خلق نخب مسيحية دينية وعلمانية مرتبطة تماماً بالغرب تشعر بأن مسيحيتها تعني بأنها غربية وليست شرقية. وكذلك تشجيع الهجرة المسيحية إلى بلدان الغرب وفتح الأبواب لهم نظراً للفشل الذريع بتنفيذ مشروع تكوين دولة مسيحية في لبنان لتكون مركز تجمع مسيحيي الشرق، على غرار إسرائيل وهذا أسهم به وطنية مسيحيي الشرق الأوسط الذين يرفضون الانسلاخ عن مجتمعهم الشرقي بكل مكوناته.. فهم ما زالوا متمسكين بشرقيتهم وانهم مكون من مكونات المجتمعات في دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا وبهذا فإنهم حتى اللحظة أفشلوا تحويل الشرق إلى تجمع إسلامي 100% مما أفشل ما يرمون إليه من وراء ذلك وهو إقناع نخب وشعوب أمريكا ودول أوروبا بمواجهة هذا الشرق ومعاداته باعتباره قوة إسلامية كاملة خطرة ومع هذا تمكنوا من تحقيق نجاحات بتأليب اليمين المسيحي المتطرف في أوروبا وأمريكا ضد كل ما يمت للإسلام والشرق العربي والإسلامي بصلة.. فإلى متى سنظل نغرس رؤوسنا في الرمال؟ وإلى متى ستبقى مكونات مجتمعاتنا من كافة الأصول والمنابت تتصارع على ماذا ؟؟ على هلاكها وتدمير حضارتها من خلال قطع التواصل والعيش الكريم فيما بينهم جميعاً ؟؟ وإلى متى ستبقى الرويبضة هي من تدلي بدلوها كلما زادت المحن وتكالبت علينا الأمم ؟ وإلى متى سيبقى الشرق الأوسط بين نيران الجماعات المتطرفة ولهيب الحقد الأمريكي الصهيوني؟ وإلى متى سنبقى بين سندان إرهاب المتطرفين وسندان القهر الاستعماري الغربي ؟. أعتقد جازماً أن السعي لإنقاذ شعوب المنطقة من تسونامي التطرف المتنامي والاستعباد الأمريكي الغربي لا يتم إلا من خلال الحوار البناء والهادف من أجل بناء شرق أوسط متحاب متآلف ومتآخي تجتمع حوله مختلف المكونات ومن كافة الأصول والمنابت من مسلمين سنة وشيعة وأكراد وترك وعرب ومسيحيين لإعادة بناء حضارة إنسانية هدفها خدمة البشرية جمعاء كما كانت منذ الأزل أرض الرسالات السماوية والحضارات ورسالة السلام القائم على العدل والإنصاف والمحبة والعيش الكريم لكل بني البشر..