بقلم: رابح بوكريش
لا داعي الى التعجب من بيان وزراء الاعلام بدول الخليج ولكن الأمر الذي يدعو الى العجب هو محاولة ايجاد طريقة لمنع التعامل مع وسائل الاعلام المحسوبة على حزب الله . عندما يطلب
البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الـ 24 لوزراء الإعلام بدول مجلس التعاون، في العاصمة السعودية الرياض ذلك يظهر أنهم نسوا بأن هذا اصبح من الخيال . لتذكير فقد اتفقوا دول الخليج على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، لمنع التعامل مع أي قنوات محسوبة على ميليشيات حزب الله، وقادتها، وفصائلها، والتنظيمات التابعة لها، والمنبثقة عنها، وذلك باعتبارها “ميليشيات إرهابية " . تخطئ السعودية عندما تعتقد وتقول لأصدقائها أنه يجب محاصرة حزب الله اعلاميا ، ذلك ان ذلك من المستحلات السبعة في الوقت الحالي .
ضف الى ذلك أن رجال حزب الله لا يخشون أدنى خطر من هذه الإجراءات نظرا الى العلاقات المتميزة مع الاعلام العربي الحر . ومن البديهي أنه لا توجد بالعالم العربي وسيلة اعلامية حرة تدخل في حرب اعلامية ضد حزب الله لأنه مازال يتمتع بسمعة شعبية كبيرة في العالم العربي بصفته يمثل المقاومة الشعبية ونحن إذ نقول هذا فإننا ننتقد الدور الذي يقوم به في سوريا . وبعبارة أخرى فإننا نحن مع حزب الله عندما يبقى في الداخل يدافع عن لبنان ونحن ضده عندما ينقل اعماله الى خارج لبنان . إن العربي المتحرر لا يمكنه أن يساهم في أي شيء يمكن ان يضعف من قدرة حزب الله العسكرية أو الاعلامية . تلك هي صورة الصراع بين السعودية وحزب الله ، ولكن هذه الصورة ليست شيئا جامدا لا يقبل التغيير والتحوير . الحقيقة الواضحة تماما في هذه الصورة هي : تريد السعودية بصفة أو بأخرى أن تنتهي الظروف الحالية للالتزام العسكري والاقتصادي والمالي الذي يربطها بلبنان . والمفهوم من ذلك أن السعودية تعاني من ضائقة مالية بسبب تدخلها العسكري في اليمن و بسبب الأموال الكثيرة التي تضعها في ايادي بعض المجموعات الارهابية في سوريا حتى ولو كانت هذه الأموال لا تبدو واضحة للعيان . إن محاولة إجبار بعض وسائل الاعلام العربية على قبول المبادرة السعودية " محاصرة حزب الله اعلاميا " يجهلون واقع الاعلام الحالي فحسب بل وكذلك الوضع الاعلامي العالمي ! لقد تغير العالم من هذه الناحية والوصول الى المعلومة أصبح اسهل من ذي قبل ، كمواقع التواصل مثلا . لهذا وذاك فإن بيان بلدان مجلس التعاون الخليجي يعتبر في نظر المراقبين حبر على ورق .
لا تنصح أحدا بأن يحاصر اخر إعلاميا ! ؟
2016-03-09