منذ ان تناقلت بعض وسائل الاعلام عن لقاء بين وفد من أنصار الله اليمني ووفد سعودي في المملكة بدأت الأقلام والتحليلات والتكهنات واللغط حول موضوع اللقاء وما قد تناوله أو ما يمكن ان يكون قد تناوله اللقاء. وفي ظل عدم توفر المعلومات الدقيقة عما دار بالضبط تبقى التكهنات والشائعات هي سيدة الموقف، وهذا ما لا نريد الخوض فيه الى ان تتضح الصورة بشكل جلي ولكن لا بد من تسجيل بعض النقاط عن الظروف المحيطة بهذا اللقاء سواء على النطاق الإقليمي أو الدولية وما دار ويدور على الساحة اليمنية على وجه التحديد.
في البداية نريد ان ننوه ان اللقاء قد تم بتاء على طلب من السعودية وعن طريق طرف ثالث واغلب الظن ام يكون هذا الطرف هي عمان وكانت عمان قد تقدمت منذ البداية بعرض وساطتها لجمع الفرقاء ولكن السعودية قامت بإحباط هذه المحاولات والوساطة ووضعت شروطا تعجيزية على أنصار الله وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي، مما أدى الى انهيار المفاوضات ولم تنجح محاولات الأمم المتحدة أيضا في جنيف وذلك لتمسك وتعنت الرياض التي كانت تدير الدفة لما يدور في اليمن كما هو الواقع الان.
أما النقطة الأخرى التي نود ان نشير اليها وهي في تقديرنا المتواضع من ان الطلب السعودي على وجه التحديد لإجراء مثل هذا اللقاء يعني وبشكل واضح وفاضح الاعتراف العلني بان السعودية هي الطرف الرئيسي فيما يدور على الساحة اليمنية وهي صاحبة القرار وان كل ما قيل عن "شرعية" الرئيس الفار هادي "والحكومة الشرعية اليمنية" ما هو الا اكذوبة كبرى وهراء فهذه "الشرعية" لم تكن في يوما من الأيام صاحبة قرار مستقل وسيادي حتى عندما كانت في اليمن وقبل فرار الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي.
وبناء على النقطة التي سبقت فان أي مفاوضات أو مباحثات مع أولئك الأدوات الذين لا يملكون القرار السياسي لم يكن مجديا ولم يكن الا مضيعة للوقت والجهد الذي بذلته الأطراف العديدة ومن ضمنها الأمم المتحدة والمبعوث الخاص لأمينها العام السيد بان كي مون. ولهذا فلقد طالبت حركة أنصار الله وحلفاؤهم في المؤتمر الشعبي العام واللجان الشعبية وكذلك الجيش اليمني منذ البداية ان المفاوضات إذا ما أتيح اجراءها فيجب ان تكون مع السعودية تحديدا لأنها هي صاحبة القرار وهي التي ستحدد لأدواتها وكذلك "التحالف" الغير مقدس الذي تقوده السعودية بالتوقف او الاستمرار بالعدوان الغاشم والغير مبرر منذ 26 آذار الماضي دون هوادة على الشعب اليمنية ومقدرات البلاد. ولقد كتب الكثير عن حجم الدمار الذي تسببه هذا العدوان سواء على النطاق البشري أو الاقتصادي والبنى التحتية ...الخ.
ان اية حرب مهما طالت ومهما ما توصلت اليه في المراحل المختلفة فإنها تنتهي عادة بالمباحثات المباشرة أو الغير مباشرة بين الفرقاء والمتخاصمين من كلا الطرفين أو المعسكرين. وبالتالي فان عقد مثل هذا اللقاء يأتي في سياق ما هو متعارف عليه في الحروب على مسار التاريخ البشري. ومن هنا فان الأقلام التي انبرت لتشويه صورة أنصار الله في اليمن وعلى انهم "باعوا" اليمن في هذه المرحلة بجلوسهم مع العدو الرئيسي وحتى دون ان يعلموا حقيقة ما دار وما تمخضت عنه هذه الجلسات انما يأتي ضمن إطار التشكيك من حملة أقلام مأجورة، لان من يعلم ما قدمته حركة انصار الله في اليمن من تضحيات جمة لن يصدق ما يطرحه هؤلاء الكتبة الذين يريدون النيل من مكون أساسي وطني حريص على وحدة اليمن وطرد الغزاة وتخليص اليمن أيضا من براثن القاعدة وداعش التي ما زالت تنتشر كالخلايا السرطانية على ارض اليمن. وهناك من أراد ان يصطاد في الماء العكر والتشكيك بان أنصار الله بحضورهم لهذا اللقاء فانهم تخلوا عن حلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي العام ومن هنا فان أنصار الله صرحوا بأنهم لن يتخلوا عن حلفاؤهم في الداخل.
من المهم عدم التعويل كثيرا على هذه المباحثات، وخاصة وان هنالك شكوك كبيرة لدى كل الأطراف الوطنية المقاومة بما فيهم أنصار الله للاحتلال السعودية لليمن. شكوك من ان الدعوة السعودية قد تكون مجرد محاولة كسب وقت وان آل سعود معرفون بالخداع فهم لم يحترموا الهدنة لبضعة أيام بالرغم من موافقتهم الشفهية للمبعوث الاممي سابقا. ومن التجارب السابقة فان اليمنيون بشكل عام لا يثقون بآل سعود ويدركون جيدا ان السعودية سعت وتسعى من عدوانها على اليمن المجيء بحكومة تأتمر بأمرها وتكون أداة للصوت السعودي في اليمن. ومن هنا فان المفاوضات او المباحثات ان صحت التسمية عما يدور حاليا تدور واليد على الزناد ولن يكون لها تأثيرا على الواقع الميداني. وما زالت الأمور في طور جنيني لا يمكن التكهن بما ستكون نتائج هذه الاجتماعات وما ستفضي اليه في حالة ان تطورت. الواضح الان هو وجود نوع من التهدئة على المناطق الحدودية وتبادل أسرى لدى الطرفين بالإضافة الى جثث قتلى المعارك.
ان دعوة وفد من أنصار الله للاجتماع بوفد سعودي هو بحد ذاته له دلالة كبيرة لأنه يمثل اعتراف رسمي سعودي بان أنصار الله هم طرف رئيس ومكون يمني أساسي وهو ما كانت ترفضه السعودية وتعتبر الحوثيون وحركة أنصار الله دخلاء على اليمن وكأنهم أتون من كوكب آخر وليسوا مكون يمني منذ القدم. ومن هنا كانت مطالب آل سعود منذ البداية بان على الحوثيون وحركتهم من أنصار الله تسليم أسلحتهم والأسلحة التي استولوا عليها والانسحاب من المناطق والمدن التي احتلوها والتراجع الى صعدة. بمعنى ان السعودية تعاملت معهم منذ البداية وكأنهم قوى غازية لليمن!!!!!
بعد هذه النقاط الأساسية لا بد لأي متابع أو مهتم بالشؤون اليمنية ان يطرح التساؤل لماذا تمت هذه الدعوة السعودية ولماذا في هذا الوقت بالتحديد؟ وهنا لا بد من التوقف الى العديد من النقاط الهامة والتي يمكن ان نجمل بعضها بما يلي:
أولا: وصول العدوان على اليمن الى طريق مسدود على الرغم من العدوان الهمجي جوا من خلال عمليات القصف العشوائي الذي لم ينقطع طيلة عام كامل الذي خلف دمارا غير مسبوق في تأريخ الحروب التي عرفتها البشرية. هذا الى جانب القصف البحري من البوارج السعودية والمصرية وغيرها وكذلك فرض طوق وحصار بحري سعودي وبمشاركة سفن من الولايات المتحدة ومنع إيصال حتى المعونات الإنسانية القادمة الى اليمن. لقد توصلت السعودية على ما يبدو الى قناعة بانه وعلى الرغم من صرف مليارات الدولارات فان عملية الحسم العسكري قد باءت بالفشل بالرغم من التحضيرات والتجهيزات العسكرية واستخدام كافة الأسلحة وحتى تلك المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية وغيرها. الى جانب تجنيد جيش من المرتزقة من دول وافراد والاستعانة بالمرتزقة المحترفين الذين جيء بهم من كولومبيا عن طريق شركة بالك ووتر.
ثانيا: الفشل في دخول العاصمة صنعاء أو السيطرة حتى على محيطها أو البعض من اجزائها. حتى المناطق الوسطى مثل مأرب وتعز لم يتم السيطرة عليها بشكل كامل وما زالت المعارك محتدمة بين الجيش اليمني واللجان الشعبية وقوات التحالف الغازية. وقد بدأ الجيش اليمني واللجان الشعبية باستعادة بعض المناطق التي خسرها سابقا. أما المناطق الجنوبية الذي ادعت السعودية والامارات انه تم "تحريرها" تبين ان معظم هذه المناطق أصبحت تحت سيطرة تنظيم القاعدة وداعش في اليمن بشكل رئيسي وكلاهما حاربوا جنبا الى جنب مع "قوات التحالف" وخاصة في تعز. وأصبح تنظيم القاعدة يسيطر على مساحات واسعة منها حضرموت ولحج وشبوة ويشاركها في بعض المناطق تنظيم داعش وخاصة في المناطق الغنية بالبترول مثل شبوة. وأصبح تنظيم القاعدة يسيطر على جزء كبير من السواحل اليمنية التي يستخدمها في تهريب السلاح والمقاتلين من دول أخرى. وأصبح العديد من المحللين يعتقدون ان تنظيم داعش يمهد جنوب اليمن ليصبح الملاذ الامن فيما إذا تم انسحاب مقاتليه من سوريا والعراق على أثر الضربات التي يلقاها. وحتى العاصمة الجنوبية عدن أصبح العديد من احياءها تحت سيطرة القاعدة وداعش وتم اغتيال العديد من السياسيين اليمنين من الحراك الجنوبي بالإضافة الى بعض الموالين للرئيس هادي على ايدي التنظيمات الإرهابية التي بسطت سيطرتها على مناطق في عدن.
ثالثا: خسارة مواقع داخل الأراضي السعودية لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية وأنصار الله. وعلى الرغم من محاولات قطاعات من الجيش السعودي لاسترجاع هذه المناطق الا ان جميعها باءت بالفشل. وباتت قطاعات كبيرة في الأجهزة الأمنية والعسكرية داخل المملكة تخشى وبشكل جدي على تماسك ووحدة البلاد جغرافيا وديمغرافيا. وتجدر الاشارة الى ان المناطق التي أصبح يسيطر عليها الجيش اليمني واللجان الشعبية داخل الأراضي السعودية هي بالأساس أراضي يمنية ضمها آل سعود في بداية الثلاثينات عندما أقاموا مملكة القهر، وهي جيزان وعسير ونجران. ولقد تواردت بعض الانباء عن وجود حركة مسلحة لرجال القبائل في نجران في بداية العدوان على اليمن تعمل ضد الجيش السعودي وكان ان حصل اشتباك مسلح عام 2000 بين رجال الامن والجيش السعودي مع قوة مسلحة من رجال القبائل في تلك المنطقة ذهب ضحيتها ما يقرب من 40 مسلح من رجال القبائل بعد ان وصلت تعزيزات عسكرية سعودية لقمع حركة الاحتجاج هناك. والمعروف ان المنطقة يقطنها سكان من اتباع الطائفة الاسماعلية وهي مذهب من مذاهب الشيعة.
وهنالك خشية من ان تؤدي السيطرة اليمنية على هذه المناطق وفشل القوات السعودية في استرجاعها بالإضافة الى اعداد القتلى من الجنود السعوديين والتي ما زالت وسائل الاعلام السعودية تتكتم على هذه الاعداد، وذلك يمكن ان يؤدي الى احتجاجات واسعة داخل السعودية، بالإضافة الى تسخين المناطق في شرقي البلاد حيث الغالبية من السكان هي غالبية شيعية.
رابعا: التململ والصراع الحاصل داخل العائلة المالكة السعودية بعضها يعود لأسباب شخصية بسبب التعينات والتغييرات التي أحدثها الملك الجديد ونجله ضمن العائلة المالكة. اما البعض الاخر وهو ما أصبح يغذي الخلافات داخل الامراء من آل سعود هو الفشل الذريع في اليمن الذي يعود بحسب هؤلاء الى عدم وجود استراتيجية واضحة من التدخل السعودي ويرى البعض منهم ان السياسية المغامرة التي اتبعها وزير الدفاع محمد بن سلمان كانت خاطئة ولم يكن هنالك داعي للتورط في المستنقع اليمني. ولا شك ان الفشل الذريع في اليمن بالإضافة الى الخسارة المادية التي تقدر بعشرات المليارات في اليمن والتي أنهكت الخزينة السعودية التي عمدت على سحب ما يقرب من 140 مليار دولار من الصناديق السيادية، في ظل أوضاع متردية بالنسبة لأسعار البترول العالمية المنخفضة والتي ساهمت السعودية بانخفاضها الى درجة كبيرة لأسباب سياسية محضة في محاولة ضرب الاقتصاد الروسي والحد من النهوض الإيراني بعد توقيع الاتفاقية بشأن برنامجها النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.
خامسا: الالتزامات المالية التي ترتبت على الحرب على اليمن دون توقف منذ عام وكذلك الالتزامات المالية التي انفقت في الحرب على سوريا وتجنيد المرتزقة من كل بقاع العالم وشراء الأسلحة والذخيرة لاستمرار هذه الحرب الكونية المجنونة أنهك الخزينة السعودية وزاد من حجم الازمة كما ذكرنا الانخفاض السريع لأسعار النفط العالمية من ما يقرب من 130 $ الى ان وصل الى 30 $ في فترة زمنية قليلة. وللتخفيف من الازمة المالية قامت السعودية بفرض ضرائب على الحاجيات والبضائع الى جانب رفع أسعار البترول داخل السعودية بنسبة 30%. وكذلك رفع الدعم عن أسعار الكهرباء والغاز على السعوديين وزيادة الضرائب وهو ما لم يعهده السعوديين. ولا شك ان هذا يضع أعباء مالية على الاسر السعودية مما قد يولد احتجاجات اجتماعية شعبية في العديد من المناطق وخاصة تلك المهمشة مثل المناطق الشرقية للبلاد. وآل سعود لن يجدوا ما يكفي ربما لشراء الولاءات القبلية والمشايخ وزعماء القبائل. والأكثر من هذا فان المخصصات والمكانيات المادية التي كانت تخصص للقطاع الشبابي للمنح الدراسية والمنح أو القروض الطويلة الاجل للشباب التي كانت تسهل عليهم الزواج والبدء بتكوين العوائل ربما ستذهب بدون رجعة وهذه البرامج والدعم المالي كانت احدى الوسائل التي اعتمد عليها الملك الراحل عبدالله لتفادي ربيع عربي في المملكة كما يراه البعض.
سادسا: الانتقادات التي بدأ عدد من المسؤولين الغربين توجيهها الى السعودية وما ترتكبه قوات "التحالف" الذي تقوده في اليمن من مجازر بحق المدنيين والمؤسسات العامة والبنى التحتية. ولقد قام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باجراء تحقيقات فورية بجرائم الحرب التي ارتكبت من قبل قوات التحالف الذي تقوده السعودية وذلك بعد قصف مركز النور لتأهيل المصابين بالعمى في صنعاء في7 يناير 2016. بالإضافة الى ذلك جاء بيان برلمان الاتحاد الأوروبي والذي دعى الدول الأعضاء بعدم بيع الأسلحة الى السعودية وأطراف النزاع في اليمن ليشكل ضربة أخرى لآل سعود فالدول الاوروبية لا تزود الا السعودية بالأسلحة. ولقد أتت هذه الأصوات على خلفية ان العديد من المنظمات الغير حكومية ومنظمات الأمم المتحدة وثقت استخدام طائرات "التحالف" السعودية والاماراتية استخدام الأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية (نيو يورك تايمز 14 فبراير 2016) مما سبب الحرج للإدارة الامريكية لان الولايات المتحدة هي من يزود السعودية بهذه النوعية من القنابل التي تم استخدامها في المناطق الاهلة بالسكان والأسواق العامة. ولقد تم قصف ثلاثة مستشفيات يديرها أطباء بل حدود اما منظمة الصليب الأحمر الدولي فقد وثقت أكثر من مئة على المستشفيات ( مؤسسة رون بول 26 يناير 2016).
ولقد هاجمت العديد من الصحف والمواقع الاليكترونية العلاقات مع السعودية وطبيعة النظام السعودي ونبهت بعض الصحف الغربية من احتمال تقديم الدول التي تزود السعودية بالأسلحة من صواريخ وقنابل في حربها على اليمن الى محكمة الجنايات الدولية.
فلقد أوردت صحيفة الانديبندنت البريطانية (27 نوفمبر 2015) على سبيل المثال "ان بعض الدبلوماسيين والمحاميين البريطانيين قد حذروا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بانه يعرض نفسه لخطر ان يقدم الى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب أن الأسلحة التي زودت بها حكومته السعودية العربية قد استخدمت وعلى نطاق واسع لضرب اهداف مدنية في اليمن".
وظهرت العديد من المقالات مؤخرا في وسائل الاعلام الامريكية تنتقد علاقة الولايات المتحدة مع النظام السعودي الذي لا يختلف كثيرا في ممارساته عن تنظيم داعش الذي قام بإعدام 150 سعوديا العام الماضي بنفس طريقة داعش بفارق بسيط وهو وجود محاكم صورية (ذي ناشيونال انتريست 3 مارس 2016 ). وكذلك أن "العائلة المالكة تدير نظاما استبداديا الذي يمنع اية معارضة سياسية، وحرية التعبير، والحريات الدينية. وفي التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان خصص التقرير 57 صفحة حول انتهاكات العائلة السعودية الحاكمة لحقوق الانسان" (ذي ناشيونال انتريست 27 يناير 2016 ). هذا عدا عن الدعم السعودي للمنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش، الى جانب نشر الفكر الوهابي المتطرف والارهابي في العديد من الدول ومن ضمنها الأوروبية مما حث حكومات هذه الدول الى مراقبة ما يحدث داخل المدارس الدينية والمساجد في الدول الأوروبية التي تشرف عليها السعودية وقامت بعضها بإغلاق بعض المساجد التي تعلم التطرف وكره الغير.
لكل هذه الأسباب مجتمعة وربما بتفاوتها من حيث الأهمية بالإضافة الى رياح التغيير التي بدأت تهب على المنطقة والانتصار الحتمي لقوى ومحور المقاومة والتغيير الذي طرأ على موازيين القوى على الساحة الدولية كان لا بد للسعودية ان تعيد حساباتها وهي تخسر ساحة بعد أخرى في المنطقة ومع التراجع الأمريكي عن دعمها بالدرجة التي كانت قائمة قبل ذلك لعدة أسباب لا يتسع المقال هنا لتناولها. ولكن هذ لا يعني ان آل سعود سيتراجعون عن تحقيق أهدافهم في اليمن أو سوريا أو العراق على وجه التحديد ولكنهم بالتأكيد سينقبون في دفاترهم القديمة كما يفعل التاجر عند افلاس تجارته عن طرق أخرى لعلهم ينجحون ولن ينجحوا.
bahij.sakakini@gmail.com