2025-06-08 07:24 ص

أوباما فجر قنبله .. وأبو الغيط أخر الرصاصات ..

2016-03-12
بقلم: جمال العفلق
بكل هدوء ينقلب القادة الأمريكين ، فمن ذئاب شرسه تريد أكل كل شيء الى حملان وديعة تبحث عن الحنان ومن معتدي الى صاحب مظلمة .. والتصريحات الأمريكية كانت خلال السنوات الخمس الماضية برأي البعض متقلبة وغير حاسمة ولكن في جوهرها كانت تهدف الى إطالة الحرب على الشعب السوري فبكل الاحوال أميركا تريد تنفيذ مشروع التدمير الممنهج لسورية وفق نظرية اضعاف الدولة والشعب ، حتى اذا ما انتهت الحرب تكون فترة اعادة الاعمار والبناء فترة طويله تثقل كاهل الشعب . فالخطة ((ب )) ليس لها وجود حسب تصريحات جون كيري .. أما ضرب سورية فكان مشروع يريد حلفاء اميركه توريطها فيه على حد تعبير بارام اوباما الذي اراد تسجيل سطر جديد في تاريخة على انه انقذ الولايات المتحدة من حرب طائفية اراد الحلفاء توريطة فيها . وعلينا نحن ان نصدق ان من يدير اللعبة هم حلفاء اميركا ورغما عنها وان الحرب على سورية ما كانت لتكون لولا حلفاء واشنطن الذي يعيشون دور ليس دورهم اليوم ويتصرفون وكأنهم بالفعل دول تمتلك قرار الحرب والسلم في المنطقة ، فتصريحات السيد اوباما تأتي في اطار صب الزيت على نار واذكاء الفتنه من جديد فالدول الحليفة لأميركا اصبحت عارية تماما ولن تستطيع التراجع عن تصريحاتها النارية في وقت تشعر فيه هذه الدول أن الادارة الأمريكية تتخلى عنهم في اصعب الأوقات ولا يستطيعون انتقادها . فأنتقاد السياسة الأمريكية اليوم والتطرق لتصريحات اوباما يعني فتح ملفات كبيرة لا طاقة لتلك الدول عليها فالسعودية منغله في حرب اليمن والتقارير عن الخوقات الانسانية لا تتوقف ، وتركيا متورطة بدعم داعش والنصره وقضايا اللاجئين التي لا تنتهي ، أما الاردن فلدية نار تحت الرماد اسمها الخلايا النائمة والتي اتت من سورية او تم تجهيزها في الأردن لوقت تختاره اميركا يكون مناسب لاشعال الفتنه . وما اعلن عنه الرئيس اوباما اليوم هو نصف الحقيقه لان النصف الأخر الذي لم يصرح عنه هو ان الولايات المتحده هي التي دفعت بالدول الحليفة لها بالمنطقة لهذا التصعيد وكانت تلك الدول تعطي الوعود بأن العملية ستنتهي خلال اشهر معدود وان طالت لن تكون اكثر من سنة لهذا دفعت المليارات على تنفيذ العملية واستخدمت كل وسائل الاعلام لتصوير انتصاراتها على الارض . واقصى ما وصلت اليه دول العدوان على سورية هي قرارات جوفاء اكثرها يستعدي الشعب العربي وأخر هذه القرارات وصف حزب الله بالمنظمة الارهابية دون الاخذ بعين الاعتبار ان هذا القرار يجعل لبنان البلد العضو في الامم المتحده والجامعة العربية بلد ارهابي كون حزب الله حزب له تمثيل برلماني وحكومي في لبنان . عدا عن القاعدة الشعبية العريضة للمقاومة داخل لبنان وخارجة . ومع قنبلة اوباما هذه قررت الجامعة العربية اعادة احد اركان نظام مبارك السابق الى الحياة السياسية من بوابة الامانة العامة للجامعة العربية تلك المنظمة التي لم يعد لها اثر يذكر على الحياة السياسية العربية وكان السيد احمد ابو الغيط قد صرح بعد الاعلان انه سيسعى لتقريب وجهات النظر العربية العربية ، وكي لا اظلم الرجل قبل تسلمة لاعماله بشكل مباشر ونستذكر تاريخة خصوصا خلال عملة كوزير خارجية مصر في عهد مبارك ومواقفة الشخصية من المقاومة ومن العدوان على غزة ومن قضايا عربية كثيره ، لا بد ان نقول ان ابو الغيط في تلك الفتره كان يمثل خط حكومته وقد يكون في الجامعة العربية له دور ايجابي ولكن هل لمنصب الأمين العام في المنظمات الدولية اي دور غير الاعراب عن قلقة في القضايا الدولية الكبرى ؟؟ المشكلة ليست بأسم الامين العام ولكن يكون اختيار الأعضاء لشخص الامين العام يعكس ما يريدونه منه للمرحلة القادمة فالسيد أحمد ابو الغيط صديق لما يسمى اسرائيل رغم ان الصحافة الاسرائيلية نشرت تصريح عنه يقول ان اسرائيل عدوه لمصر ولكن ما شاهدناه نحن وخصوصا في العدوان الاسرائيلي على غزة يقول عكس ذلك . ويذكر للسيد ابو الغيط انه افشل الدعوة الى مؤتمر قمة حول العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، ويذكر له ايضا انه من اوائل السياسين العرب الذين تحدثوا بشكل طائفي عن المقاومة في لبنان وهاجم التصريحات الايرانية واتهم حزب الله وايران بدعم المقاومة في فلسطين المحتله . وان كانت الشعوب العربية اليوم غير معنية بالجامعة العربية وقراراتها وان كانت الجامعة نفسها تعلم انها تحت سيطرة المال وليس المصالح السياسية العليا للشعوب العربية فقد يكون اختيار احمد ابو الغيط كورقة او رصاصة اخيره تطلق في صدر الجامعة العربية التي ما ان تدخل بشأن عربي حتى تدمره وليبيا اليوم تعتبر الصورة الاكثر وضوح لقرارات الجامعة العربية طبعا اذا فكرنا ان ننسى العراق وسورية والسودان الذي قسم على نار هادئة . وتبقى رغبتنا كشعوب عربية تطلع الى المستقبل ان يعيد العرب حساباتهم الغرب واميركا لا يريدون ان تمر الذكرى المئوية لما سمي اتفاق سايكس بيكو والخارطة العربية على ما هي علية الان . وعليهم ان يتذكروا ان الامريكان لا يأمنون بالتحالف السياسي انما بمصالحهم الاقتصادية ومصالح اميركا اليوم في تنشيط الصناعة العسكرية وتدوير عجلة الاقتصاد الامريكي . ولو كان هذا على حساب مئة مليون عربي .