لا شك ان النمط المفروض للمعارضات العربية والمنبثق عن اختراق الفكر العربي بادبيات ومصطلحات حلت كبدائل عن المصطلحات والادبيات العربية في زمن التحرر الوطني، شكل عبئا على مفهوم الحركة الوطنية في الاقطار العربية.
فالحركة الوطنية هي المعبر عن الضمير الجمعي للامة والحامل لاشواقها الكامنة التي لم تنحرف وبالتالي هي المرجعية الاخيرة لاستنقاذ الاوطان من الانحرافات.
اما التشوه الذي لحق بالحركات الوطنية ايضا في الاقطار العربية كانت نتيجته المباشرة انفصال الجماهير عنها وبالتالي انعزالها والاسوأ هو انعزال الجماهير لان النتيجة المباشرة لانعزال الحركة الوطنية هو الفراغ السياسي، اما النتيجة المباشرة لانعزال الجماهير هو اليأس والاحباط وعشوائية الحركة المؤدية غالبا لفوضى، او ما يمكن تلخيصه بانعدام الظرف الذاتي للثورات.
ولا شك ان استبدال مصطلحات التنمية المستقلة بالمستدامة، والعدالة الاجتماعية بالانتقالية، والانتاج بالاستثمار والريع وتحالف قوى الشعب بالاحزاب الكارتونية الشكلية، والامة بالدولة والوحدة العربية بالتحالفات وكل هذه المفاهيم الوطنية التي انحرفت وتلوثت كان لابد وان يكون نتاجها ما عرف بـ"الربيع العربي" بدلا من ثورات التحرر الوطني التي كانت منتظرة بعد الهوان والانحدار الذي عاشته الامة منذ انحرفت بوصلتها عقب انحسار المد القومي.
والان نجد الكلاب الضالة تنهش في جثمان هذا المد القومي وتلجأ الى تشويه التاريخ حيث اصبح يكتب بالهوى واستبدلت المصادر التاريخية بالمراجع المبنية على الاهواء، بل واضحى الباحثون يعتمدون على كتب الرأي بدلا من كتب التاريخ.
واصبحت المقالات انشائية لا معلوماتية واصبح الوعي الجمعي فريسة.
امة كهذه وسط مانراه تسير بكل اسف الى مؤتمرات على غرار يالطا.
ولا عزاء لكل من شارك بالتواطؤ او الصمت ولا اعذار سيلتمسها التاريخ.
"يالطا" العربي في الطريق
2016-03-12
بقلم: إيهاب شوقي