2025-06-08 07:06 ص

حتى قيام الساعة..!!

2016-03-15
بقلم: عبد الحكيم مرزوق*
هل ما يجري على الأرض العربية حقيقة أم حلم .. هل يعقل أن نتصور حجم ذلك التآمر الذي يحصل في المنطقة العربية وهل يمكن أن نشبهه بأكثر من الخزي والعار الذي أصاب الأمة العربية وهل يمكن القول أن ما نشهده اليوم هو نتيجة طبيعية للبذور التي وضعتها الدول المتآمرة على بلادنا منذ أكثر من مائة عام ، منذ أن فكر الغرب بغزو الوطن العربي وتجزئته إلى دويلات صغيرة وزرع الكيان الإسرائيلي كالسرطان داخل هذا الوطن كي يبقى مفتتاً وعاجزاً عن امتلاك أسباب القوة والنمو .. وهل يعكس كل ذلك نسبة الحقد الأعمى على العرب لإبقائهم مذلولين خانعين أمام الغرب المتصهين وربيبته أمريكا التي تضع السيناريوهات تلو السيناريوهات لإضعاف الدول التي بقيت صامدة في وجه المؤامرات التي تحاك يومياً لإخضاعها لرغبة السيد الأمريكي ليس كرمى لعين الكيان الإسرائيلي فحسب بل كي يبقى مسيطراً ومهيمناً على المنطقة العربية ينهب خيراتها و يستنفد طاقاتها و يقدم املاءاته التي تبدأ ولا تنتهي . ولعلنا نشهد بشكل دائم تصرفات لبعض القادة الناطقين بالعربية ولا علاقة لهم بالعروبة والإسلام إلا بالاسم حيث شوهوا اسم العروبة ووضعوا بدلاًمنها الخيانة و النأي بالنفس وحرّفوا الدين الإسلامي الذي يدعو إلى المحبة و التسامح والعيش المشترك بين كافة الأديان والطوائف وأحلوا مكانه ثقافة القتل والتدمير عبر الوهابية التي استخدمت الدين الإسلامي أبشع استخدام من خلال المجموعات الإرهابية التي تقتل و تدمر باسم الدين و الدين منها براء . والأنكى من ذلك أن ما كان مخفياً قد ظهر للعيان مؤخراً حيث أصبح الكيان الإسرائيلي الذي كان وما زال يرتكب المجازر البشعة بحق أهلنا في فلسطين المحتلة ويسطوا على الأراضي والبيوت ويهدمها على رؤوس أهلها .. أصبح هذا الكيان الغاصب صديقا وبدأنا نرى تسريبات الإعلام زيارات رفيعة المستوى بين بعض الشخصيات في المملكة السعودية وقادة الكيان الإسرائيلي ولحظنا سعي القيادات السعودية إلى إدراج حزب الله ضمن قائمة الإرهاب، فهل يعقل هذا وهل كنا نتصور أن نصل إلى مثل هذا اليوم الذي تصبح المملكة " العربية " السعودية داعمة للإرهاب و صديقة للكيان الإسرائيلي .. أعتقد أن لا شيء جديداً على المملكة الوهابية التي سلمت منذ زمن طويل كل مقدراتها للسيد الأمريكي وهو الذي يوجهها و يوجه ملوكها عبر موظفيه فهناك أكثر من ستة آلاف مليار دولار وضعتها المملكة العفنة في بنوك أمريكا وعائداتها تعود لدعم الكيان الإسرائيلي الذي يقتل يومياً أهلنا الفلسطينيين فأي عرب أولئك الذين يقطنون في مملكة الرمال و أي سياسة ينتهجون .. ؟ ولم تكتف المملكة المحتضرة بما فعلت بل امتدت لتمنع المعونات عن بعض الدول العربية ومنها ما كان مخصصاً لدعم الجيش اللبناني و ذلك حتى يمنعوا عنه أسباب القوة وكي يبقى ضعيفاً ولا حول له ولا قوة أمام الكيان الإسرائيلي لاعتقاد مملكة الرمال ومن ورائها الإدارة الأمريكية أن هذه المعونات ستذهب إلى حزب الله و رجال الحزب الذين يدافعون عن عزة وكرامة الوطن . و بعد هل يمكن القول أن ما تقوم به مملكة الرمال له علاقة بالعرب والعروبة أم أنها تنفذ سياسة الإدارة الأمريكية التي لا تصب إلا في مصلحة الغرب ومصلحة الكيان الإسرائيلي الذي كان يشعر بالسعادة وهو يرى العرب مختلفين ومتآمرين على بعضهم . لقد قدمت مملكة الرمال خدمة كبيرة لأمريكا وحلفائها بما فعلته وتفعله في المنطقة العربية وهي لذلك لن تستحق إلا الخزي والعار لما قامت به ولن تحصد الاحترام بل اللعن حتى قيام الساعة.. وإن غداً لناظره قريب .
* كاتب وصحافي سوري