2025-06-08 06:31 ص

العروبَةُ تواجهُ التعريبَ ، والهمجيةَ والتخريب .

2016-03-17
بقلم: عبد الفتاح السعدي
(أنا أفصحُ العربِ بَيْدَ أنّي من قريش) هكذا عبًّر محمدٌ صلى الله عليه وسلم عن عروبتِهِ وأصالتهِ وانتمائِهِ العربيِّ الأصيل ؛ فإذا ما نطقَ عَرفْتَ أصالتَهُ ، وكذلك إذا ما بنى ، أو تحالفَ أو تآلفَ ، فعزَّتُهُ وأصالتُهُ طابعان مميزان ليسا موضعَ التباسٍ أو خِلاف . وهنا نسألُ : مَنْ هم أولئكَ الذينَ يدَّعونَ العروبةَ ؟ وما هم بناطقينَ بلغتها ، ولا بتعبيرِها ولا بأصالتِها ، فلا نرى لهم تعبيراً عن استقلالٍ أو اعتزازٍ بكرامةٍ أو سؤدد . وماهم على وجهِ الحقيقةِ ، وبنظرِ شعوبِ العالمِ إلا رعاعُ جهلةٌ متخلفون مبدعو غدرٍ وتزويرِ وقتلِ وانصياعِ لحاقدينَ مارقينً لا يقدِّسونَ من الإنسانية شكلِها . ولا من العروبةِ فصاحتِها ، وحضارتِها ؛ التي كانتْ منبعاً وأصلاً لكلِّ العلومِ ، بشهادةِ مَنْ يورِّدونَ لهم الأسلحةَ الفتَّاكةَ التي يقتلونَ بها الآنَ أبناءَ العروبةِ في شتَّى بقاعِ الوطنِ العربيِّ ويدمِّرونَ حضارتَها الأصيلةَ ؛ فبعدما خرَّبوا المدنَ الحديثةَ ، ومصانِعَها وصروحَ أبحاثِها في اليمنِ والعراقِ وسوريةَ مثلاً ، استهدفوا المدنَ الحضاريَّةَ كبابلَ وتدمرَ وبُصرى والأثارَ المتراميةَ هنا وهناك على مساحاتِ الوطنِ العربيِّ . هذا عدا عن تآمرهم على قدسيَّةِ فلسطينَ وطابِعها الحضاريِّ المميَّز ، ولعل عقدةَ "أوديب" التي لازمتهم طيلةَ فترةِ همجيتِهم كانت وما زالتْ عقدةَ الهويةِ والانتماءِ ؛ بدليلِ أنَّهم لا يسمحونَ للعربيِّ الأصيل أنْ يقيمَ في جزيرتِهِ – موطنُه الأصليُّ – إلا بكفالةٍ أعرابيٍّ لا ينتمي حتى لرمال الصحراء . والحقيقةُ أنَّ العروبةَ الآن تدافعُ عن وجودِها ولغتها وحضارتِها بشراسةِ العارفينَ المصرّينَ على تدميرِ هذه الحُثالةِ التي حاولت تشوّيهَ اسمِها والعبثَ بمجدِها ووحدتِها ، وصحّةِ انتمائِها للغتِها وأرضِها وتاريخِها ، وما دامَ قدوتهم هو أفصحُ العربِ وأعزُّهم وأكرمُهم فلا بدَّ منتصرون .
*شاعر وكاتب عربي فلسطيني سوري