2025-06-08 06:07 ص

مضـافة وطـن .. في السويداء ...

2016-03-19
بقلم: جمال العفلق
خمس سنوات مرت والتجاذبات السياسية الأقليمية والدولية مازالت بين مد وجزر .. ومليارات الدولارات دُفعت لاشعال الحرب على السوريين وسورية ، مناطق قليله هي تلك التي رفضت الدخول بالحرب ولكنها بقيت مدافعة عن الوطن والرفض هنا جاء في اطار محدد نحن لن ندخل بقتال الاخوة ولن نحارب على مبدأ الصراع المذهبي او الديني ولكننا سندافع عن الوطن بكل ما فيه وما يحمله . وسنحمل هموم الوطن وان كنا اليوم نتعرض لهجمات متتالية اعلامية هدفها دفعنا الى القتال . ومحاولات رخيصة عسكرية حاولت الاقتراب من حدودنا لزجنا في المعركة فالنصره ومن في فلكها في الغرب وداعش واعوانه في الشرق وبعض الذين جربوا اشعال نار الفتنة في الداخل والتهديدات من الجنوب حيث تتجمع فصائل الارهاب في الاردن ملوحة بالتهديد والوعيد ان ساعة الصفر قادمة وان احتلال المدينة على جدول اعمالها التخريبية . إنها محافظة السويداء التي استطاع العقلاء فيها وبالتعاون مع السلطة تحييدها عن المعارك لتصبح مركز لاستقبال الضيوف القادمين من كل المدن السورية ورفض اهل السويداء ان يطلقوا عليهم اسم لاجئين او نازحين او حتى فارين من الحرب انما قالوا هم ضيوفنا الى ان يجلي الله عن سورية هذه المصيبة . مدينة السويداء واهلها الذين حلل دمهم من قبل بعض الرموز والزعامات التقليدية وجريمتهم انهم مع الوطن فالنصره هددت بذبحهم وداعش حاول اجتياز حدود مدينتهم وجرب بعض السياسين كسر معناويات اهل الجبل فكانت تصريحات هدر دمهم مثل النار في الهشيم تتنقلها وسائل الاعلام المعادية لسورية الوطن فقد صرح من كان يدعي انه يخاف على مصير اهل السويداء قائلا" : ((من هم مع النظام مع النظام ومن هو ضد النظام جزء من الانتصار #حلال دمهم من هم مع النظام )) فجاء رد اهل السويداء مزلزلا في معركة مطار الثعله . ولم يقبل اهل السويداء الالتحاق بالمؤامرة على سورية وحاول الكيان الصهيوني زرع الفتنه وتمويل حركات مسلحة تحت غطاء مذهبي وديني ولكنهم استطاعوا وأد الفتنه والتفاهم فيما بينهم ان وحدة سورية خط احمر وان السلم الاجتماعي ممنوع المساس فيه وان السياسة تكون بالحاور لا بالسلاح وان سورية هي أم لكل السوريين وان اصحاب المصالح الضيقة واتباع السفارات والعواصم العربية والغربية لا يمثلون اهل سورية وان عاصمتهم الابدية دمشق . وبقي الضباط والجنود من ابناء السويداء على عهدهم في الجيش السوري ولم يتراجعوا عن الصفوف الأمامية وشكلوا درع الوطن واستقبلوا الشهداء بالزغاريد فأهل السويداء ورثوا من اجدادهم ان الدين لله والوطن للجميع وكما رفع اجدادهم العلم العربي في المرجة وكانت طلائعهم او الطلائع الواصله مع الثورة العربية ، وكما حاربوا الانتداب الفرنسي وفرنسا تهد لهم في تلك المعارك هم اليوم خلف الجيش السوري وعلمهم السوري لا يبدلونه ولا يقبلون بتغييره فهو علم شهداء سورية وعلم الوحده وعلم الجمهورية العربية السورية . فكانت فكرة #مضافة_وطن والمضافة في مفهوم اهل السويداء مكان استقبال الضيوف وهي مكان اللقاء ومكان يجتمع فيه الناس لبحث همومهم وطرح الافكار وتبادل الاراء . في مضافة وطن اجتمع مجموعه من ابناء السويداء وهمهم كيف يساندون الوطن فكان لا بد من طرح الحلول والانتقال من مرحلة الحديث وتبادل الافكار الى مرحلة العمل – فكانت فكرة (( اسواقنا )) وهي فكرة بسيطة ولكنها تحمل الكثير من المعاني حيث قرروا ان يتم بيع المواد الغذائية بأقل الاسعار وارخصها لمساعدة المواطنيين على الصمود والتخفيف من الغلاء الفاحش الذي طال كل السلع التموينية وتوفير ما امكن من منتجات لتقديمها للناس باسعار معقوله لاجبار المتحكمين بالاسعار لتخفيض الاسعار ولكسر الحصار الاقتصادي الدولي الذي يطال لقمة عيش الابرياء . وكما اخذ رواد مضافة الوطن على عاتقهم التواصل مع المسؤولين ومع الفعاليات الشعبية والمدنية لايجاد حلول ريعة لهموم المواطنين محاولين بذلك التخفي عن القطاع الحكومي ومساعدة الجميع على تجاوز المحنه وخصوصا ان الحرب على سورية بشكلها الاقتصادي اخذت بالتوسع اليوم بعد فشل الجماعات الارهابية والعصابات المسلحة بالبقاء في الاماكن التي كانت تسيطر عليها . قد لا يتسع المقال لكل الافكار التي يريدها اصحاب فكرة هذا التجمع ولكن طموحهم ان يلتقي كل ابناء سورية في مضاة وطن وحلمهم ان تفتح ابواب بيوت السوريين كما كانت لكل الضيوف وحلمهم ان يبدأ السوريون بالبناء من جديد الحرب اخذت الكثير ولكن مازال في جعبة السوريين اكثر . وليست هذه الحرب الاولى على سورية وشعبها . وقد لا تكون الاخيره ولكن السوريين انتصروا فالشعب الذي مد امام اكثر من مائة دولة وتحمل الحصار والتدمير يمكنه النهوض بالتأكيد . ومضافة وطن اليوم ترسل الى كل محبي سورية رسائل محبة والدعوة مفتوحة للجميع لطرح الافكار والعمل على تنفيذها فزراعة الاشجار هو عمل وطني وتنظيف الشوارع والمدن وتزينها هو عمل وطني ودعم اسر الشهداء والجرحى هو عمل وطني والدفاع عن الوطن هو واجب اخلاقي وانساني ولا يحتاج المقاوم لشهادة تقدير او شكر من يدافع عن وطنه يدافع عن الناس جميعا . ان سورية ولادة وستبقى كذلك واليوم نحن لا ننتظر من اعداء سورية رفع راية الاستسلام ولكننا نحن من سيرفع راية النصر .