لا ضوابط ولا قوانين وأنظمة أو خطوطا حمراء تحكم غالبية القيادات الفلسطينية، من كل الأطياف رسمية أو فصائلية، كل الحدود مفتوحة، ولا تخصصات معروفة أو واضحة، كل منهم يطلق التصريحات متى يشاء، بمناسبة أو غير مناسبة، وفي كل الميادين، في الأمن والزراعة والكهرباء والشأن السياسي المحلي والاقليمي والدولي، وجميع هذه التصريحات تبدا بكلمة "يجب" و "على" و "لن"، فهم يقررون في كل شيء، وهي تصريحات "متخمة" بالعشوائية و "الهبل" وقلة الفهم وانعدام الوعي والمسؤولية، المهم أن تجد لها هذه القيادة، حيزا زمنيا أو ورقيا في الاعلام المرئي والمقروء، وبعد ذلك، يشكل يومي يدون كل منهم، نشاطه التصريحاتي، على شكل سيرة حياة أو مذكرات.
تصريحات عشوائية دون تقيد بالضوابط والحرص، أفقدت مطلقيها مسؤوليتهم الأساسية، وطبيعة مواقعهم ووظائفهم، فشلوا في تحملها، وتاهوا في دهاليز الاعلام، بعد ان توهموا بأن "الحكي" بكل الألسن وفي كل المسائل والاتجاهات قد يوصلهم الى أعلى المراتب، لكنهم، لا يدرون أنهم باتوا "مسخرة" ، لا أجادوا هنا، ولا نجحوا هناك.
انها فوضى التصريحات.. لا ضوابط لها، ولا مساءلة، ولا لجم، فالحقت الضرر بالساحة والمسيرة، واساؤوا لعدوالة المطالب، أصحابها في واد، والشارع في واد آخر، من هنا، فان اداءهم المؤسساتي صفر مكعب، وتصريحاتهم عبء، وتستمر المهزلة.ز ما دام أحد من صناع القرار في الدائرة الضيقة، غير اعب في لجم هؤلاء واخراسهم، لقد وجد هؤلاء ، أن عجزهم وفشلهم الظيفي، يمكن التغطية عليه بكثرة الكلام و "النطنطة" من موضوع الى آخر، ومن وسيلة اعلام الى اخرى، هذا يتحدث عن المفاوضات والتنسيق الأمني والاحتياجات الانسانية، وذاك يفتي في احداث سوريا والعراق ومصر، وثالث يتناول أخبار المرشحين الأمريكيين للرئاسة، والادهى من ذلك كله، أن هناك من يطرح حلولا للصراع، واجتهادات لتحقيق المصالحة المستحيلة، هذا علاوة على "ببغاوات" يرددون كلام وتصريحات أولى الأمر، فزاد بذلك عدد "الناطقين والنواطق" الاعلاميين.
والله في خلقه شؤون!! والله يستر فالأوضاع "شروي عروي"!!