2025-06-07 08:48 م

تركيا ترتعش....!!!

2016-03-27
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
تركيا لم تعد قادرة على التركيز والتحكم بأعصابها، تصحو اليوم على وقع تفجيرات صادمة في مختلف مناطق العاصمة وسقوط العديد من الضحايا والجرحى، يبدو أن مخاوف وهواجس الحكومة التركية أصبحت واقعاً ملموساً، فقد أغلقت السلطات التركية العديد من الطرق ومحطات القطارات وطلبت الى السكان البقاء في بيوتهم، ورفع حالة التأهب الى الدرجة الرابعة، بعد التفجيرات الإرهابية التي شهدها شارع الاستقلال السياحي في إسطنبول وجادة الاستقلال التجارية الشهيرة، وهو سابع عملية ضخمة تضرب البلاد منذ يونيو الماضي، في إطار ذلك اعتبر متخصصون في الشأن التركي أن أنقرة تجني ثمار دعمها للإرهاب. في سياق متصل توعدت مجموعة صقور حرية كردستان المقربة من حزب العمال الكردستاني بهجمات ضد الدولة التركية، ولمواجهة التهديد، شددت الحكومة التركية حالة الاستنفار في عدد كبير من مدن البلاد، كما أغلقت ألمانيا سفارتها في أنقرة وقنصليتها العامة في إسطنبول ومدارسها في المدينتين بسبب المخاوف من إعتداءات مشابهة، كما حذرت السفارة الأمريكية في أنقرة رعاياها في تركيا من احتمال وقوع إعتداءات أخرى، وأوصتهم بتجنب أي تجمع سياسي أو تظاهرة خلال المناسبات والاحتفالات الوطنية. في السياق ذاته توقع الخبراء والمتخصصون في الشؤون الدولية زيادة العمليات الإرهابية بأنقرة، ليجنى الرئيس التركي أردوغان، ثمار دعمه للإرهاب، موجهين له: كما تدين تدان، كون تركيا دعمت الإرهاب بجميع عناصره سواء داعش أو جبهة النصرة أو المجموعات المتطرفة الأخرى ومن ثم أصبحت بيئة حاضنة للإرهاب المسلح، وبالتالي فإن الحادث الإرهابي الذي تعرضت له تركيا يعتبر ثمار دعم أردوغان للجماعات الإسلامية المتطرفة خلال السنوات الماضية، و‘نطلاقاً من ذلك ستشهد تركيا موجة من العنف ومزيداً من عمليات العنف في الفترة المقبلة، ترتبط بحزب العمال الكردستاني الذى أعلن السيطرة على مناطق جنوب وشرق تركيا، الرافض لسياسة أردوغان. وبالمقابل باتت تركيا في مأزق عميق مع هيمنة السوريين الأكراد حلفاء دمشق وروسيا على حدود سورية الشمالية، التي شكلت نافذة لأنقرة إستخدمتها منذ بداية الأزمة السورية في ضخ التسليح والمسلحين الى الداخل السوري، لتزيد من تأجيج الصراع والقتال هناك. مجملاً... لا شك أن عدم الإستقرار هو العنوان الأبرز للمرحلة الحالية في تركيا وإن الدور السلبي لأردوغان في سورية، لم ولن يكون في صالح تركيا، فمن الخطأ تصور أن بإمكان تركيا أن تنعم بالأمن والإستقرار والسلام، فيما ألسنة النيران تشتعل في سورية، فالتجربة أثبتت أن الأمن القومي لأي بلد من بلدان المنطقة يرتبط إرتباطاً عضوياً مع أمن الإقليم، فإذا لم تنهي تركيا تحالفها المصلحي مع داعش اليوم، فإن نيران هذا التنظيم سيشعل أنقرة غدا، وعلى أردوغان أن يتعظ بتجربة دول الخليج مع القاعدة، عندما إتخذتها ورقة ضغط لتمرير أجنداتها وأجندات الغرب في المنطقة ، إلا أنها انقلبت عليها بعد ذلك، في إطار ذلك أن أمريكا وتركيا وحلفاؤهم العرب والغربيون أمام مأزق خطير ومن صنع أيديهم، تتواضع أمامه كل المآزق الأخرى، بما في ذلك أخطار تنظيم القاعدة الأم. ويمكن التنويه هنا الى أن سورية سبق وأن حذرت دول العالم بوجود إرهاب سيحيط بالمنطقة، وطالبت بضرورة تضافر وتكاتف الشعوب ودول المنطقة للقضاء على الإرهاب الغاشم الذي ظهر بوجه القبيح فى دول العالم، لكن أنقرة لم تكن تتوقع حدوث تلك العمليات الإرهابية، وأنها تذوق اليوم من كأس الإرهاب التى صنعته، ولنكن أكثر صراحة ووضوحاً إن تركيا تلعب بالنار، ولكنها نار مختلفة هذه المرة وتزداد قوة وقد تحرق أصابع أخرى، والمأمول آن تدرك القيادة التركية حجم المغامرة التي يدفعها الأمريكي وحليفه العربي اليائس نحوها، وتبادر الى مراجعة حساباتها، وتجنب التورط بقدر الإمكان بالمستنقع السوري. وأخيراً يمكنني القول أن هناك قلق تركي حقيقي يتعلق بأمنها القومي من هجمات إرهابية محتملة قد يشنها إرهابيون شاركوا الجماعات والمنظمات المتطرفة القتال في سورية، حيث باتت عودة الإرهابيين الى تركيا مسجل خطر يهدد المصالح التركية على مختلف الأصعدة والمستويات، إذ يرى الكثير من المحللين أن هذا التهديد الأمني المضطرد في تركيا، هو نتيجة لسياسة التخبط والتردد المتبعة في مواجهة وتوجيه الإرهاب من السلطة التركية، وخاصة عملية تجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة وزجهم في الحرب السورية، وبإختصار شديد إن تركيا مرشحة اليوم لدفع ثمن فاتورة تدخلها في القضية السورية بسبب سياسة التعنت واللعب بشكل منفرد في مسرح إعتقدت أنه ساحة فارغة، ولهذا فأن تركيا ستشهد المزيد من العمليات الإرهابية، خاصة إذا استمرت على موقفها الداعم للإرهاب، فتركيا لها أهداف سياسية بإعادة الخلافة الإسلامية، وتعتقد أنها ستصل إلى تلك الأهداف بتدعيمها للإرهاب للسيطرة على دول المنطقة.
Khaym1979@yahoo.com