2025-06-07 07:49 م

نصر الله..وجودنا الفاعل

2016-03-27
بقلم: أحمد الثائر*
يظن السطحيون ان من معايير النصر بأي معركة هو السلاح والتقدم التكنولوجي او العدد الكبير من العسكر..ولهذا عندما يخسرون معاركهم التي يخوضونها امام جيوش اقل عدّة وعدداً تصيبهم الصدمة فيبررون خسائرهم بتبريرات شتى ، وحتى حين يخوض اولئك السطحيون معاركهم يروجون بأنهم سينتصرون ، نظراً للمعايير التي وضعوها وآمنوا بها ،ويسوؤهم ويسوء اتباعهم أن ينتصر الطرف ( الاضعف ) وفق تلك المعايير ، لهذا عندما خاض سيد المقاومة السيد حسن نصر الله معاركه ضد الكيان الصهيوني في جنوب لبنان كان العدو الصهيوني يظن انه في نزهة ، لهذا كانت صدمة العدو الصهيوني كبيرة حين خسر الحرب و لكنه لم يستوعب الدرس جيداً، فالسطحيون لا يدركون العقيدة عندما تصبح سلاحاً يستطيع المقاومون من خلالها تحقيق النصر على اعتى القوى ، وكانت إسرائيل قد احتلت جنوب لبنان عام 1978 وبقيت في الجنوب حتى عام 2000،و وبصمود حزب الله أعلن الكيان الصهيوني الانسحاب التام من الجنوب. وتبع انسحاب الجيش الإسرائيلي انسحاب جميع عملائه ،وكان نصرالعرب كبيرا بتحرير هذه الاراضي، وهكذا تعمّق دور العقيدة في حياة الشعوب ،. وبهذه النتيجة تخلى الصهاينة عن الميليشيات المتعاونة معهم، وفي حرب تموز التي بدأت في 12 تموز 2006 بين حزب الله وقوات الجيش الصهيوني والتي استمرت 34 يوماً كانت الانتصارات التي يحققها السيد نصر الله تمنحه المزيد من التأييد من الشعوب العربية والسياسيين العرب المناهضين للاحتلال الصهيوني، وساء اعداء الحرية الموالين لإسرائيل ان يروا تحطّم الآلة الحربية الصهيونية ، فأخذوا يخططون من جديد لإضعاف حزب الله فأشعلوا الحروب بالنيابة عن اسرائيل ووسعوا رقعتها لتشمل اليمن والعراق وسوريا وكانت السعودية قد وجدت ان المشروع الوهابي الصهيوني يمكن ان ينفّذ من خلال شن الحرب على السيد نصرالله وقدّمت خدمة كبيرة للكيان الصهيوني من خلال إراحته والغزو نيابة عنه ، وحين وجدت ان هذا المشروع فشل ايضاً اصدرت قراراً بتصنيف المقاومة الشريفة المتمثلة بحزب الله بأنه منظمة ارهابية في حين انها هي من يمارس ويرعى ويحرّض ويدعم الارهاب في المنطقة ،حيث أعلنت جامعة الدول العربية تصنيف حزب الله اللبناني منظمة ارهابية.وسبقه قرار وزراء الخارجية العرب مع إعلان سابق لوزراء الداخلية العرب يقضي باعتبار حزب الله إرهابيا، وذلك في ختام دورتهم الـ33 في تونس وتزامن ذلك القرار مع قرار مشابه صدر عن مجلس التعاون الخليجي، الذي صنف حزب الله اللبناني بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه منظمة إرهابية. وكل هذه القرارات كانت قد مررتها السعودية مستغلة الوضع المالي الصعب الذي تعيشه بعض الأنظمة العربية التي تسير في فلك المشروع الصهيوني ، لهذا بارك العدو الصهيوني هذه القرارات التي لم يؤيدها سوى الصهاينة العرب ، ولأنهم لم يعوا الدرس جيداً حين تخلّت اسرائيل عن عملائها في لبنان أيام معارك التحرير التي خسرتها في مواجهة حزب الله وما الذي يمنع اسرائيل من التخلي عنهم ؟. اولئك المتصهينون العرب ظنوا كما ظن سيدهم الخاسر بأن الحروب تحسمها الاسلحة والكثرة من الرجال ولكن لم يدركوا ان العقيدة والايمان بعدالة القضية والثبات على المبادئ هي من تحسم الحرب من خلال الوجود الفاعل على ارض الواقع وليس العمل التآمري خلف الكواليس ..شكراً نصر الله لأنك فضحت الخونة ..شكراً نصر الله لأنك رفعت رؤوسنا ..
* كاتب من العراق
* عضو اتحاد الصحفيين العرب عضو نقابة الصحفيين العراقيين
* عضو الاتحاد العام للادباء العراقيين