رغبة من المحاور الإستعمارية لإسقاط الدور العربي السوري وتجريد سورية من دورها ورسالتها الحضارية، كانت دهاليز ومطابخ السياسة الأمريكية التركية تكتظ بالكثير من المؤامرات على سورية والسوريين، وكان للتآمر والعدوان سيناريوهات وملفات مكتملة الفصول، وكانوا يعوّلون على أدواتهم وعملائهم في سورية لإدخال السوريين في أتون الصراعات والحروب التي لا تنتهي لتنفيذ أجنداتهم وأهدافهم في منطقتنا وجر سورية إلى مربع الإرتهان والتبعية للمشروع الاستعماري.
خمس سنوات من الحروب والمؤامرات كانت تركيا المتربصة بسورية صاحبة الحضور الأبرز فيها والمدبر والممول لمعاركها والمستفيد الأول من نتائجها، فتركيا فاعل ومؤثر في الصراع السوري، كونها تمارس تأثيراً قوياً على المعارضة المسلحة، إذ تزود مقاتليها بالمال والسلاح والصواريخ المضادة للدبابات في سبيل الإطاحة بنظام الرئيس الأسد، وإلى جانب دعمها للمعارضة، تحاول بسط نفوذها في سورية عبر قنوات غير معلنة، إذ تدعم جماعات معارضة أخرى تعمل تحت واجهات إسلامية، وذلك عبر توفير التدريب والسلاح لها.
في إطار ذلك إن التوقعات التي خططت لها تركيا وحلفاؤها جاءت في غير صالحهم، لو تابعنا المسار الذي رسمته تركيا في سورية والتي وضعت به كل إمكاناتها، نجد بأنها خسرت رهانها لذلك نرى إن سياسة أنقرة تجاه سورية في حالة يرثى لها وتعاني من ضربات مستمرة، فاليوم هناك فارق هائل في قراءة المشهد السوري، إنطلاقاً من وقائع الميدان، فبعد سيطرة الجيش السوري على مدينة تدمر والمناطق المجاورة لها بدت المسألة أقرب الى الحسم النهائي من أي وقت آخر، بذلك تبدو تركيا المتضرر الأكبر وهي تراقب إعادة تشكيل المنطقة على وقع تنسيق روسي ــــ أميركي، وتسوية إيرانية ــــ أميركية، وتطورات ميدانية قلبت الموازين على الأرض السورية، فالرئيس الروسي بوتين لم ينسى ويغفر للرئيس أردوغان إسقاط الطائرة الروسية، والرئيس أوباما لن يستقبله على هامش قمة الأمن النووي التي تستضيفها أمريكا هذه الأيام ، فضلاً عن تقدم الجيش السوري وحلفاؤه في الشمال والجنوب، الذي شكّل ضربة قوية للدور التركي في سورية.
بعد كل هذه السنوات من الأزمة وبفضل تضحيات وصبر وصمود الشعب االسوري وإنتصارات الجيش السوري وحلفاؤه، وصمود الدولة التي راهن المتآمرون على سقوطها، يكاد الوضع العام ان يكون طبيعياً، والصورة مختلفة تماما، ورهانات العدوان فشلت وسقطت، ومعنويات الشعب السوري وجيشه وجهوزيته العسكرية عالية، كون الوحدة الوطنية السورية متماسكة، والقضية واضحة لدى أبناء الشعب السوري وأبعاد التدخل التركي وأهدافه الخبيثة تكشفت للسوريين، وإنفصخت أمام العالم بما إرتكبه من جرائم كبرى بات حتى حلفاؤه الأمريكان والغربيين يتبرأون منها .
على الجانب الآخر فإن داعش ومرتزقته في مأزق حقيقي إذ أصبح في حالة من التشظي والتخبط والانقسام والتناحر، في إطار ذلك أصبح استمرار التدخل التركي وارتكابه المزيد من الجرائم والمغامرات العسكرية يعني المزيد من الغرق في المستنقع السوري المعد بإحكام لابتلاعهم وتلاشيهم في عمق الأراضي السورية، أما إقليمياً ودولياً تسير ا
نهاية المغامرة التركية في سورية
2016-04-02
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
آراء ومقالات
-
اسيا العتروس
2025-04-24غزة بين المبشرين بهدنة لا تأتي..
-
هيام وهبي
2025-04-24غزّة تُباد..غزّة أبيدت..
-
محمد اليمني
2025-04-24الكوميديا الاستخباراتية لتقويض المفاوضات
-
فؤاد البطاينة
2025-04-24رسالة تذكير للفلسطيني.. وعصر القوميات..
-
فيصل جلول
2025-04-24"طوفان الأقصى".. بيرل هاربر الفلسطينية التي فجّرت شرق المتوسط
-
مصطفى الفقي
2025-04-24غزة مسئولية من؟
-
هاني الروسان
2025-04-24الحل وطبيعة السلطة الفلسطينية القادمة