راهن اعداء السلام على هزيمة سورية وتحويلها الى ولاية من الولايات المظلمة التي تعود الى ماقبل عصور التحضّر ، وراهن الاعداء ايضاً على إقامة دولة الظلم كبديل عن سورية المدنية من خلال تعهد جهات لها مصالح في دعم داعش وجعله وحشاً كاسحاً لا يقف شيء امامه ، ويبدو ان المراهنين على تدمير سورية متأثرون بأفلام الرعب حيث يظهر وحش يحطم كل شيء فيرضخ له اعداؤه ، هكذا ظن داعش حين ضخمته الجهات والدول الراغبة بتدمير حسناء العرب سورية ، ومنذ خمس سنين والى يومنا هذا كل ارتال وحوش داعش محيت تماماً وكذلك عدتهم، وهذا كله لأن سورية هي محور المقاومة المهم ، واذا استقرت فإن إستقرارها يهدد اسرائيل وعملاءها في المنطقة ، ولأن محور الممانعة والمقاومة يشكّل كابوساً مرعباً لأولئك ، كان العمل جاٍ على قدم وساق لإخراج سورية من وضعها المؤثر والفاعل في المنطقة ، قام آل سعود واردوغان بالعدوان على سورية نيابة عن الصهاينة ولم يكن العدوان عسكرياً فقط ، بل حاولوا تفتيت وحدة الشعب السوري من خلال جعله فصائل وطوائف مسلحة، واولئك اللاعبون من خلف الأسوار ظنوا ان سورية لاتصمد سوى أيام ، وحين رأوا بأم أعينهم كما رأى العالم كله انهيار قطعانهم وإحتراق اوراقهم ، نزل اللاعبون الأساس الى الساحة بعد ان انهى الجيش العربي السوري والفصائل المقاومة المتضامنة معه المعارك كلها لصالحه ، وفي هذه المرة نزع اولئك المتصهينون الأقنعة وتركوا الدمى التي كانوا يحركونها ، وحاولوا ان يحققوا نصراً إعلامياً ليقولوا اننا موجودون ، ولكن لم يحققوا حضوراً يستحق الاشارة ، وفي هذه المرة اصبحت النتائج عكسية فها هو داعش حين خسر معاركه في سورية والعراق واليمن ، اخذ يعدّ العدّة لضرب الذين ارسلوه الى معارك لم يحرز فيها شيئاً سوى المزيد من الخسائر ، مثلما الوضع الاقتصادي في السعودية يسير نحو اسوأ فترة في تاريخ آل سعود ، وهكذا ارتدّت عليهم مؤامرتهم ضد محور المقاومة والممانعة العربية والتي حاكوا خيوطها لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، ولكن ما سرّ صمود سورية؟
هذا السؤال ارهقهم وبات يقضّ مضاجعهم ، ولأنهم مشغولون بحياكة المؤامرات لم يستطيعوا الأجابة على السؤال في حين ان الواضح للعيان هو انتصار سورية وصمودها كان مصدره الشعب السوري الداعم للجيش العربي السوري وفصائل المقاومة المنضوية معه ، فضلاً عن التماسك المجتمعي الذي عولوا على تمزيقه وطبّلوا وصدّعوا الرؤوس بإنتصارات مفبركة و( لوكيشنات) هولييودية صنعت في قطر تفبرك انتصارات كاذبة وتزيف الحقائق سرعان ما اكتشفت ولم تنطلِ على أحد ، وعندما اصبحت اكاذيبهم كلها مكشوفة وخسائرهم منظورة ، اخذوا يعقدون مؤتمرات سرية ومعلنة وخلف الاستار يتلاومون بشدة لفداحة خسائرهم وفشل مشروعهم الصهيوني الذي مارسوه بالنيابة عن الكيان الصهيوني وما زالوا يتساءلون ...كيف انتصرت سورية رغم هذا الجهد والتحشيد والدعم العسكري واللوجستي ضدها ؟
سورية ومن معها لديهم الاجابة ..فإتعظوا ..إتعظوا ..ولكن ليس غريباً ما فعلتم فأنتم بيضة إبليس..
*كاتب من العراق