دولة الامارات تحولت من جانب بعض القيادات فقي ميادين مختلفة الى قبلة" يسجدون باتجاهها، وصارت مربط خيوطهم، يرتحلون اليها، ويسيحون في شوارعها ويصعدون درجات أجهزتها، ويمشون خلف "دشاديش" حكامها، بحثا عن العطايا، وطلبا للخدمات وتنفيذ المهام والاسناد في الحرب المفتوحة على الخلافة والوراثة، مع أن كل الدلائل والوقائع تشير وتؤكد على أن الخليفة في أهدأ بال ساخرا من المعارك التي يثار غبارها من حوله، وعلى دراية لكل الخيوط الممتدة في هذه العاصمة أو تلك وفي أبو ظبي بشكل خاص.
"جميع الشخوص" الى الامارات لا يتوقف، حيث العطايا والفنادق الفخمة الشاهقة، والمطاعم ذات النجوم العشرة، والفواتير المدفوعة، وتعود الجيوب مليئة، والشنط مليئة بالهدايا من بلد نقل كل كماليات العالم الغربي اليه.
نسوق هذا نموذجا، لما وصلت اليه بعض القيادة ذات الوجود العشرة.. التي "تلتقي" تحت هذا النظام وأجهزته أو ذاك الحاكم وركائزه ومقاولوه، وكل يطرح نفسه وجها سياسيا له قواعده وجماهيره في الساحة الفلسطينية، قابل للبيع، ودخول صالات العرض، وبأي الاثمان، هذا التشتت والانقلاش وعملية بيع الضمائر، والقابلون على أنفسهم أن يتحولوا الى ابواب دعاية وتشويش وتشهير، اضاف معاناة جديدة للساحة الفلسطينية، عنوانها التصارع الفارغ، تناست معه القيادات التي نعني قضايا وهموم الشعب، يتصرفون انطلاقا من عدم الالتزام أو الصدق في الانتماء، مما زاد من السلبيات التي تعج بها الساحة، وانحسار النجاحات في كل الميادين.
هذا الحجيج نحو الغرباء، بات آفة قاتلة، تستهدف تحويل الساحة الى مشاع، تعبث بها الأيدي والتدخلات بحثا عن فرض قرارا، أو مقايضة مصالح مع الاعداء، والانحراف عن الهدف الأساس.. هذه الآفة ستواصل "فتكها" بالثوابت، والحجيج، يعطي فرصة للغرباء للنظر الى الشعب مبعثرا مشرذما، وكأن الانقسام لا تكفينا مراراته، فهل يوضع حد لهذه الآفة"..؟! ان القضاء على هذا المرض الخبيث المستشري بين عدد كبير من القيادات يستدعي صراحة وجرأة من الجميع، فلا نريد لقياداتنا أن تتحول الى مقاولين ووكلاء لهذا الطرف أو ذاك بعيدا عن كل ما هو في صالح الشعب، وهنا يبرز دور الاعلام الصادق، صاحب الرسالة السامية، وليس الاعلام القابض البعيد عن الشجاعة والمسؤولية الذي يغطي على التجاوزات والسلبيات ولا يقترب من اظهار الحقائق.