في ظل ما تتعرض له سورية من حرب شرسة من قوى الشر في العالم المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة تتجه الأنظار إلى خوض معركة انتخابية لاختيار ممثلي الشعب للبرلمان السوري في الثالث عشر من الشهر الجاري وهو استحقاق هام لاشك سيرسم بخياراته ملامح مرحلة هامة من تاريخ سورية الحديثة ،التي ستعبر عن إرادة وخيارات الشعب السوري من خلال اختياره لممثليه الذين يعبرون عنه خير تعبير وعن آماله وتطلعاته المنبثقة عن الأمن والأمان لكافة فئات الشعب وعن خياراته الوطنية التي تعمق الدور الهام لسورية الصامدة دائماً في وجه المؤامرات التي تسعى دائماً للهيمنة على المنطقة العربية ونهب خيراتها وثرواتها الباطنية والإمساك بقرار الدول التي تسعى أن يكون قرارها وطني بامتياز من خلال رفض الهيمنة الأمريكوصهيونية على المنطقة العربية في الوقت الذي شهدنا فيه انبطاح دول بعينها تحالفت مع قوى الشر والعدوان في الحرب على سورية ومنها دول الخليج العربي الغنية بالنفط ومشتقاته وساهمت بأموال النفط بدعم الإرهاب في سورية للقضاء على القرار السوري الوطني وعلى السيادة الوطنية التي دفع ثمنها غالياً من دماء شهدائنا حتى تبقى سورية حرة مستقلة وصاحبة قرار سيادي في وجه الاملاءات الخارجية التي لا تريد لوطننا الخير بل تريده أن يكون ذليلاً وخانعاً وضعيفاً أمام العدو الإسرائيلي الذي زرعته قوى الشر والطغيان في قلب الوطن العربي ليكون كالسرطان ينهش في جسد الأمة العربية وينهكه ويبقيه عاجزا عن مقاومته ومحاربته ليبقى تحت رحمة الدول الكبرى وتبقى تابعا وذليلا وقراره مرهونا برضى السيد الأمريكي الذي يفرض ويملي قراراته على دول المنطقة ولعل المثال الصارخ على هذه الحالة بعض الدول المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية والتي ساهمت في السنوات الأولى من الحرب على سورية مصادرة القرار العربي وعملت لمصلحة المتآمرين من أعداء أمتنا ولعل هناك بعض الاستثناءات ظهرت كممثلي العراق والجزائر ولبنان الذين عبروا عن الحالة الوطنية التي يجب أن يكون عليها قادة الدول الشرفاء في الوطن العربي ،ومع ذلك تم تمرير عدة قرارات ضد سورية القلعة التي كانت ومازالت صامدة أبداً في وجه المخططات الامبريالية الشرسة التي حاولت وتحاول على الدوام النيل من المحور المقاوم للكيان الإسرائيلي الذي بدا قادته مسرورين من الحرب على سورية وعبروا عن امتعاضهم من الانتصارات الكثيرة التي حققها الجيش العربي السوري في كافة الميادين ،وهذا ما سبب قلقاً واضحاً عند بعض الدول التي دعمت الإرهاب في سورية كتركيا والسعودية .
على الرغم من كل الأحوال فإن المعركة الانتخابية التي سيخوضها الشعب السوري في الثالث عشر من الشهر الجاري لا تقل أهمية عن الانتصارات التي حققها ويحققها الجيش العربي السوري في كافة المناطق الساخنة وهي بالنهاية تصوغ القرار السوري المستقل الذي هو بالنهاية قرار محور المقاومة الذي يأبى الذل والخنوع والرضوخ لقرار السيد الأمريكي وأدواته العميلة في المنطقة العربية والتي عبرت عن خيانتها للعروبة وللدم العربي الذي يسيل في شرايين قادتها الذين باعوا شرفهم وأوطانهم للغرباء المستعمرين .
ان سورية في انتخاباتها تصوغ قرارها المستقل وهي معركة محسومة بخيارات شعبها الذي صمد ولم يزال في وجه كافة الضغوطات الداخلية والخارجية ويسير بكل ثقة نحو سورية المستقبل سورية التي لن تذل ولن تهان أبداً ..هكذا كانت وهكذا ستبقى .
* كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com