2025-06-06 09:39 ص

بندقية الجندي السوري تصنع السلام ..

2016-04-14
بقلم: جمال العفلق
على وقع الانتخابات التشريعية في سورية وبعيدا عن بكاء وعويل المشككين فيها والنادبين لحظهم بعد فشلهم في ادخال سورية بفراغ دستوري يعطل واحده من اهم المؤسسات التشريعية في البلاد . وتوقع البعض ان الشعب السوري لن يخرج للمشاركة في عملية الإقتراع حيث تواجدت مراكز الإنتخاب خوفا من التهديدات الامنية او قذائف الهاون وغدر العصابات المسلحة صاحبة السبق في هذا الامر . وجدت كاميرات الاعلام والمراقبين ان السوريين خرجوا للمشاركة وقرروا ان تمر الانتخابات بسلام حتى عند حدود اقرب المناطق لخط النار وهذه المشاركة هي نتيجة ثقة السوريين بجيشهم الذي استطاع ان يعيد لهم الاحساس ي الامان ي كثير من مناطق البلاد التي تشهد تقلبات امنية على مدار الساعة . ورغم تسريب اميركا لمشروع الخطة (( ب )) والتحدث عن قرب التوصل لتوقيع اتفاق من تركيا لتدريب وتسليح العصابات الارهابية بسلاح متطور من ضمنه سلاح مضاد للطائرات كما تحدثت التقارير عشية ليلة الانتخابات عن وصول دفعة من السلاح الى ميناء العقبة . تزامن هذا مع انقلاب امريكي على الحل في سورية والعودة الى البداية برفع سقف الشروط ومن ثم الانسحاب من التصريح في عملية تلاعب وارباك الهدف منها احباط معنويات السوريين وتهديدهم بالحرب من الجديد ، ولكن السوريين الذين تجرعوا مرارة الحرب لخمس سنوات ادركوا تماما اليوم ان بقاء مؤسسات الدوله هو شرط لصمودهم وشرط من شروط انتصارهم على الارهاب . لقد تسارعت الاحداث العسكرية في حلب من خلال انقلاب الفصائل الارهابية على بعضها البعض واشاعة اخبار عن رغبة الفصائل المسلحة القيام بهجوم واسع لاحتلال حلب في وقت ينقلب المرتزقة في ريف دمشق من نصره الى داعش او العكس حيث نقل البدقية من كتف الى كتف هو سمة واضحة الان اصبحت لدى المرتزقة والمستفيدين من عمليات القتل . وبين انتخابات جرت بسلام وتمكن الحكومة السورية من تأجيل موعد جنيف لحين الانتهاء من العملية الانتخابية وبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة حول حلب ومعركتها المنتظره تبقى البندقية الورية هي صانعة السلام للمنطقة ، الاعتماد اليوم على الجيش السوري لتثبيت شرعية الدولة واستعادة المناطق المحتله ورسم خارطة طريق للخروج من الازمة السورية ، فالجيش الذي قبل بالهدنة كبادرة منه على رغبتة بالسلام قادر اليوم على فتح النار واشعال الارض من تحت اقدام الجماعات الارهابية . ما كانت الانتخابات لتتم برعاية دولية او تحت حماية المارينز او قوات التحالف الدولي وما كان الشعب السوري ليخرج تحت حراسة قوات اجنبية للمشاركة في الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب ولكن السوريين خرجوا تحت راية الوطن ومن يحميهم هو الجيش السوري والقوى الامنية التي استطاعت تطويق جميع المناطق للرد على اي اختراق قد يعكر يوم الانتخابات . في الوقت الذي يحارب السوريين الارهاب بكل اشكالة ويقاتلون من اجل البقاء ورفض العودة الى عصور الجاهلية والظلام ، نجد ان الربيع العربي يزهر في الاقطار العربية ولكن زهوره سم على شعوب تلك الاقطار حيث تباع جزر وتستبدل اراضي وشركات كبرى تحصل على ترخيص للاستثمار في شواطي العراة ، واطنان من الاسلحة تصل الى ليبيا لتمزيقها وتشريد شعبها ، وفلسطين تغيب عن افعال قمة التعاون الاسلامي وربما تكون على الورق ولكن لن نصدق انها ستكون على جدول الاعمال الفعلي بعد اعلان الصحافة الاسرائيلية عن قرب اعادة اطلاق العلاقات الاسرائيلية التركية وتطبيعها كما سربت الصحف العبرية عن قرب خروج العلاقات العربية الاسرائيلية الى العلن قريبا . ولهذا نجد ان الهجمات تكون اكثر شراسة من سابقتها في كل مره ، فالهدف اليوم هو اضعاف الجيش السوري واخراجة من المعادلة العسكرية بالمنطقة وهو العمق الداعم للمقاومة ومنع اي ارتباط بين القوى المقاومة من بغداد الى بيروت فهذا الربط لا يرضي الكيان الصهيوني الذي استطاع تدجين بعض القيادات الفلسطينية وتحويلها الى اداة بيده . ان صناعة الحرب امر ممكن لكن السلام يحتاج لرجال ترفعة وهذا السلام الذي يتحدث عنه الجميع لا يمكن ان يكون بعد تصريحات نتنياهو وطلبة الوقح من السوريين ان ينسوا الجولان !! ولا يمكن ان يكون السلام بيد من يدعم الارهاب ويدفع المليارات لارضاء اميركا وحماية الكيان الصهيوني . اليوم حسم السوريون امرهم فالرهان على بندفية الجندي السوري والرهان على صمود السوريين خلف جيشهم ، فلم يعد مقياس الايام او الشهور والسنوات هو مقياس الحرب انما الهدف بالنتائج المحسومة بضمير السوريين وهي النصر على اعداء الانسانية والنصر على قوى الظلام والتكفيير . وكم هو مؤلم ان مليارات الدولارات دفعت من اجل خدمة امن اسرائيل ولم يدفع خمسة بالمائه منها من اجل نشر كتاب او تحسين وضع معيشي للانسان العربي ، من كابول الى بغداد الى دمشق وعموم العواصم العربية كان ومازال مشروع التدمير والقتل وتحت رعاية صانعة الموت الولايات المتحده الامريكية .