2025-06-04 10:17 م

هل يشارك الإخوان، فعلًا، في الرفض الشعبي للتفريط بالجزيرتين؟

2016-04-16
بقلم: السيد شبل
قادة الإخوان الحاليون في مجملهم، مستأنسون "سعوديًا"، وهم امتداد لذلك الجيل الذي حظي بالرعاية والدعم المادي الكثيف في الخمسينات والستينات، في إطار تصدي "المهلكة" "السعودية" لمشروع التحرر العربي بقيادة جمال عبدالناصر. المملكة التي تأسست بتحالف "سعودي" "وهابي" و"دعم مادي وتسليحي بريطاني"، نجحت في نسج علافات متينة مع قادة الجماعة، طالما جمعتهم الأهداف والمصالح الشخصية. لا جدال أن الجماعة لم تكن مجمعة على استمرار الاستتباع لـ"السعودية"طوال الوقت، بعضهم ذهب إلى النقيض حيث إيران بعد الثورة، لكن قلب الجماعة بقي على عهده في استمداد دمائه من "آل سعود". "السعودية" تريد احتكار تفسير وتوظيف الدين في العالم العربي، لذا تقبل بـ"الإخوان" ككيان وظيفي يخدم مصالحهم في صراعها مع غيرها، لكن لا تقبل بانتقالهم لمربع المنافسة، بل تخشاهم كتنظيم أولًا، وكحليف لـ"آل ثاني" بقطر ثانيًا ( الأسرة السعودية لا تريد أن ترى رأسًا ترتفع غيرها في الجزيرة العربية، أو وكيل للمصالح الغربية سواها) ، ومن هنا جاء التصادم بعد "الربيع العربي"، ومباركتها لعملية إزاحتهم عن السلطة، بعد ثورة 30 يونيو شعبية. اليوم، "السعودية" تعيد الود القديم مع قادة الإخوان (بعد أن روضتهم من جديد): تتحالف مع تركيا (راعيتهم الأولى)، وتحميهم داخل أراضيها، وتتحالف معهم في سوريا واليمن "حزب الإصلاح"، وتدفع نحو تبريد صراعهم مع النظام المصري، والدفع نحو الحد الممكن من المصالحة. أنصار الإخوان في الساحة المصرية، ليس جميعهم، على وعي بأن قادة الجماعة، لا يسيئهم توسيع "آل سعود" أملاكهم والاستحواذ على "تيران وصنافير" أصلًا، ولا يغضبهم المباركة (الصهيو-أمريكية) للعملية برمتها وقنوات الاتصال العلنية التي ستفتح بين الكيان و"آل سعود"، ولا يقلقهم من الأساس التدخل الأمريكي (مناشدتهم للناتو بالتدخل في ليبيا وسوريا بالأمس القريب، لا تزال حاضرة في الأذهان، ولم تسقطها الذاكرة). إنهم سيصمتون عن "السعودية" وعن الترتيب الأمريكي الذي يتم نسجه للمنطقة (وهذا واضح حتى في مشاركة الأخبار التي تفضح الاتصالات السعودية "الإسرائيية"، على مواقع التواصل)؛ ومن باب ذر الرماد، سيوجهون سهامهم فقط للنظام: - لتحسين صورتهم أمام أتباعهم المشحونين والراغبين في المشاركة بأي عمل رافض (أيًا ما كانت خلفيته، أو شرعيته). - وتحسبًا لمزايدة المنشقين عليهم (من داخلهم) في وقت تشهد فيه الجماعة انقسامات بالجملة. .. وسيستفيدون من أي تصعيد في تحسين وضعهم بأي ترتيب تصالحي أو غيره يجري في المنطقة، كما أنهم لن يتخلوا -وهذا مهم - عن دورهم كاحتياطي لـ"السعودية" ولـ"الغرب" يناورون به مع النظام، إن حاول التراجع أو تحسين شروط التبعية. الإخوان وسواهم من كتائب التمويل الأجنبي، يحاولون ركوب حالة الغضب الجماهيرية (الرافضة للتفريط في الجزيرتين، ودلالة التفريط الذي تفوح منها رائحة الريالات ومصادرة استقلال القرار المصري، والرعاية "الصهيو - أمريكية" للعملية برمتها، وما يعنيه ذلك، من تحالفات عسكرية واقتصادية في الطريق، وترتيبات جديدة للإقليم)... وحتمًا وجود هذه الأطراف، في المعادلة، سيحول دون اكتمال الغضب الشعبي، وسيجبر الغاضبين على التقهقر خطوتين للخلف.. وهذا، لا شك، يستفيد منه النظام، في تمرير ما يريد، مع ضمان عدم خروج الجماهير بقوة ضده. لكن القصة، لها تفاصيل وفصول أخرى.. ولا شك، أنها تبدأ وتنتهي عند.. هل ستقبل "الدولة" بكاملها في هذا التفريط؟، وهل ستقف عاجزة عن مقاومته أو التصدي له؟، وهل ستركع بالكلية أمام الابتزاز الوهابي والعصا الغربية؟. ثم هل سيعجز "الشعب"، عن إيجاد صيغة للخروج من هذا المأزق؟ نظنه سيجدها، وقريبًا، وسيضع خصومه (طابور طويل انتفع من احتجاجاته وتاجر بدمائه تارة، وخان رهانه تارة أخرى) جميعهم أمام فوهة المدفع.