2025-06-04 09:48 م

معركة التحرير القومية !!

2016-04-18
بقلم: د. أنور العقرباوي
هل يأتي الحديث عن تحرير المغتصب من الأراضي العربية المحتلة، ضربا من الهوس السياسي، في ظل حالة تشتت الصف العربي، و انحراف بوصلة العداء إتجاه "أعداء" مفترضين؟ بالأمس تمادى رئيس وزراء الكيان الصهيوني في غيه، عندما عقد جلسة لمجلس وزرائه على أرض الجولان المحتل، وأطلق منه تصريحات في شتى الاتجاهات، لا تنم إلا عن غطرسة وتضليل، في الوقت اللذي يدرك فيه أن "الشرعية" الدولية و "مقرراتها" لا تقر أو تعترف باحتلال أراض الغير بالقوة! لم تتوانى دمشق عن الرد فورا، وعلى لسان نائب وزير خارجيتها، اللذي أكد "ان السوريين مستعدون لاسترجاع الجولان المحتل بكل الوسائل بما فيها العسكرية". كلام المسؤول السوري لم يأتي من فراغ، ولا نقول حتى عن استعدادات قائمة على قدم وساق لتحرير المغتصب من الارض، و بالذات في ظل الهجمة الصهيو-وهابية الدائرة في بلاده الآن، لكن من أحسن قراءة التاريخ فإنه يعلم بأن القدس لم تعد عربية، إلا بعد قرابة مائتي عام من الحروب الصليبية، و يدرك ان أعداء اليوم لا يختلفون عمن سبقهم في اساليبهم واهدافهم، سوى بالتسمية فقط! لا يخفى على أحد، أن أطماع العدو الصهيوني لا تتوقف عند حد، وأنه في سبيل تحقيق ذلك، فإنه لن يتوانى عن اختلاق الأساليب و المبررات للنيل من كل القوى الممانعة اللتي تقف حائلا دون الوصول إلى غاياته، لذا لا يساورنا أدنى شك بالتمادي في صلفه في إفتعال الحروب, منها ما هو بالوكالة كما هو الحال عليه في سوريا، أو الانخراط المباشر إذا ما فكر يوما بترجمة تهديداته لمحور المقاومة إلى أفعال. وإذ لا يخفى على كل ذي بصيرة، أن المستهدف الأول مما هو حاصل على الساحة العربية، هو الإنسان العربي بذاته وإرادته، وعزيمته على التخلص من الإحتلال و التبعية، و بناء غد مشرق يليق بتضحياته وأمانيه المشروعة، فإنه غني عن التأكيد بأن أي حرب قادمة مع العدو، فإنها لن تقتصر على تحرير هضبة هنا أو مزارع هناك، بل ستكون حرب وجود لا بديل فيها عن النصر، تعيد لهذه الأمة كرامتها ومجدها الضائع، أو لا قدر الله تعيدنا إلى الوراء أجيالا، حين كنا نلهث وراء العصملي من أجل كسرة خبز! وأخيرا نقول لكل صلف متغطرس، أن من استطاع اختراق خط آلون في الجولان، وتحصينات بارليف في سيناء عام 1973, وأن من حطم أسطورة الجيش اللذي لا يقهر سنة 2006, لهو قادر عندما يعود الرشد لهذه الامة، لتتحمل كامل مسؤوليتها القومية، أن يجعل من الحرب القادمة مع العدو الصهيوني هي آخر الحروب، اللتي ستعيد كل أرض سليبة لأصحابها الشرعيين، وعندما نعود أمة لها منبر بين الأمم. 
*فلسطيني مغترب