بقلم: جمال محسن العفلق
لم تكن صدفة أن يعقد نتنياهو اجتماع لحكومة العدو الصهيونية ولاول مره فوق تراب الجولان السوري المحتل من قبل اسرائيل منذ خمسون عاما . وليست صدفه ان تستغل اسرائيل الفوضى في سورية ويقدم نتنياهو على مثل التصرف ، فلا شيء مجاني لدى اسرائيل ولم تكن العصابات الصهيونية بيوم من الايام بمثل هذه الغطرسة في التصريحات ولكن اسرائيل اليوم تريد حصتها من نتائج الحرب على سورية وضمان ما تم بينها وبين المعارضة السورية المحسوبة عليها مباشر او عبر وسيط نركي او سعودي .
كان التوقيت مع احتفالات الشعب السوري عموم سورية وفي الجولان بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي وهي الذكرى التي يحيها السوريين منذ سبعون عاما وسيبقى هذا اليوم خالد في نفوس السوريين لانه جاء نتيجة مقاومة وثورات بدأت مع دخول المحتل الفرنسي ولم تنتهي الا بخروجه . كما جاء الاعلان مع السباق الرئاسي في اميركا حيث تنتظر اسرائيل مزاد المرشحين من ديمقراطيين وجمهوريين في الولايات المتحده لتأييد هذه الخطوة خصوا ان اللوبي الصهيوني دائما ما يحدد وجه ونتائج المرشح الرئاسي .
أما كيف دخل نتنياهو على خط جنيف فالاجابة لدى ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن ووفده المسمى ود الرياض بالاضافه للجماعات الارهابية التي تفضل اسرائيل على ابناء وطنها وتعتقد انها بهذا تفتح ابواب الدعم الدولي على اعتبار ان القناعة السائه لدى هؤلاء تختصر بعبارة نرضي اسرائيل ونحكم البلاد .
لقد وعدت الجماعات الارهابية اسرائيل بالجولان منذ اربع سنوات تقريبا عندما صرحت جبهة النصره ان الجولان لا يعنيهم وان سكان الجولان ليسوا بمسلمين ولا يجب محاربة اسرائيل من اجلهم . كما غازلت المعارضة السورية من انقره الكيان الصهيونية بعدم التحدث عن الاراضي السورية المحتله ورسم خارطة سورية بدون الجولان السوري المحتل ، وكان على اسرائيل ان تنتزع الاعتراف من هذه المعارضة وخلال مفاوضات جنيف ولكن انتزعتها هذه المره بان التزمت المعارضة الصمت ولم تعلق على الامر وكأنه لم يحدث بالاصل وهذا الصمت ليس الا اقرار بما اعلنه نتيناهو في تحقيق حلم اسرائيل من الفرات الى النيل ولتأكيد طلب الكيان الصهيوني اعلن (( محمد علوش )) من جنيف الحرب على الجيش السوري وهو يدعي انه ذهب الى جنيف الى التفاوض ، وبالتأكيد هذا الاعلان اتى بامر المشغلين ولزيادة الضغط على الحكومة السورية حيث اعلان نتينياهو والحشد في حلب عبر الاراضي التركية ومحمد علوش في ريف دمشق جميعها تصب في مصلحة اسرائيل لتثبيت ما قاله نتيناهو اعتقادا منه ان سورية عاجزة عن الرد العسكري وان اخرج الجولان من المعادله ممكن ودون مفاوضات سلام في المستقبل .
سيكون شهر نيسان من هذا العام شهر لن ينساه العرب ابدا فما حصلت علية اسرائيل ما كنت لتحصل علية بالحرب المباشره فاعلان اسرائيل ان اتفاقية مصر السعودية حول جزيرتي (تيران وصنافير ) وقع عليها اربع دول هم السعودية ومصر واميركا واسرائيل وهذا مدخل لتنفيذ مشروع قناة بن غوريون الشهيره وعمر المشروع مائة عام تقريبا واذا ما نفذ فان مصر تكون خسرت كل اوراقها الاقتصادية بعد تراجع الزراعة والصناعه فيها بالاضافه الى السياحة . واعلان الاتفاق فتح شهية السودان لابتزاز مصر حول حلايب وشلاتين ، وما كان هذا كله ليحدث قبل خمس سنوات حيث كانت التوزنات في المنطقة متقاربة واسرائيل تحسب حساب فتح اي جبهة او اشعال اي حرب ولكن اليوم وبعد توضح الامور على الارض وجدت اسرائيل في الجماعات الارهابية جيش بديل يحقق لها مطالبها وطموحاتها .
قد يقول احدهم لماذا لم يحارب الجيش السوري اسرائيل قبل هذا ؟؟ والاجابة ببساطه كان السوريون على علم كامل بما يخفية العرب في صدورهم اتجاه القضية الفلسطينية والمقاومة ، وعندما عجزت اسرائيل عن تحقيق هدف العرب بحرب 2006 كان الخيار الاسوء باشعال الحرب المذهبية والطائفية في المنطقة .
منذ خمس سنوات ونحن نبحث عن معارضة سورية تحمل الهم السوري وتحمل الرغبة في بناء الدوله اليوم تأكد لنا انه لا وجود لمعارضه سورية ولا وجود لمشروع وطني سوري عند هؤلاء المحسوبين ظلما على سورية انما نحن نفاوض اليوم ممثلين عن اعداء سورية من اسطنبول الى الرياض فرضوا علينا الحرب وفرضوا علينا الحصار وفرضوا علينا كل انواع الفتل وبأبشع الصور ولكنهم بالتأكد لن يفرضوا علينا الاستسلام قد تطول الحرب قد يزداد عدد الضحايا ولكن مهما بلغت التضحيات هي اقل بكثير مما ينتج عن قرار الاستسلام او تسليم مفاتيح دمشق لمجموعات مارقه لا تدرك حجم وخطر ما تقوم به على الشعب السوري فخدمة العصابات الصهيونية لا يمكن ان تكون بحال من الاحوال عمل وطني والادعاء بالازدهار الاقتصادي تحت المظلة الصهيونية والسلام تحت رعاية واشنطن هو كذبة العصر . ولو كان السلام حقيقة لماذا تعيش مصر ما تعيشة اليوم ولماذا نجد في الاردن من يتحدث عن اكثر من خمسين بالمائة من الشعب تحت خط الفقر ولماذا ينتظر الشعب الفلسطيني في مناطق الحكم الذاتي موافقة اسرائيل على تنفس الهواء ؟
ليعلن نتنياهو عن احلامة وليقف كل العالم بجانبة المسافة بيننا وبين الجولان السوري المحتل هي رمية حجر على سيارة صهيونية ستشعل الارض من تحتهم فالشعوب المتمسكه بالارض لا تهزم ولا تروض كما يعتقد ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن او العصابات الصهيونية ومن بايعها عبر داعش والنصره .
اسرائيل تدخل على خط مفاوضات جنيف ...
2016-04-20