2025-06-03 04:42 ص

التغيير في السعودية قادم لا محالة!

2016-04-20
بقلم: حاتم استانبولي
زيارة الملك السعودي الى مصر جائت بعد عملية مد وجزر في العلاقة الثنائية منذ ان استلم الرئيس السيسي الحكم .ما تمخض عن الزيارة من اتفاقات سياسية واقتصادية وامنية. يجب النظر اليها من على قاعدة المحاولات السعودية للضغط الأيجابي على مصر من اجل مراجعة مواقفها بشان عدة ملفات في المنطقة اهمها الملف السوري واليمني, وسحبها من منطقة الحياد الأيجابي لتاخذ موقفا اكثر قربا من الرؤية السعودية . الزيارة في جوهرها تكمن في تامين موقف مصر من اية محاولات تسعى لتغيير نظام الحكم في السعودية. فهنالك شعور بالخطر الداهم لدى الرياض . هذا الشعور يزداد يوميا من خلال بعض المؤشرات والرسائل التي تصدر من العواصم الغربية. التي توحي بانها ضاقت ذرعا بالممارسات السعودية والتي خرجت عن اطار ما رسم لها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها واصبحت هذه السياسات تهدد الأمن الاقليمي والدولي . هنالك شعور تتهامسه العديد من العواصم الأوروبية مبني على الوقائع والمؤشرات,التي تؤكد يوما بعد يوم ان السعودية وبعض الدول الخليجية تقف وراء كل موجة الأرهاب التي تعصف في المنطقة, والتي وصلت شظاياه للعواصم الأوروبية . ومؤخرايبدو ان الأمر خرج عن اطار الهمس بين العواصم الى اعلان بعض الصحف المتنفذة حملة تستهدف النظام السعودي ووضع حقوق الأنسان, وهي مقدمة لجأت اليها الدوائر الغربية كمقدمة لتغيير النظم الحاكمة .ان نشر تقارير توثق انتهاكات حقوق الأنسان في السعودية يؤكد ان مرحلة العد العكسي للنظام السعودي قد بدأت. ,وما يجري من مداولات في الكونغرس الامريكي لفتح المف المغلق المتعلق باحداث 11 سبتمبر بعد ان كان ملف التحقيق والذي اعلن بفصل ابيض فيما يتعلق بالدور السعودي , قيل عنها في حينه انها صفحات سرية, اعلانها لا يخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة . ان الحركة السعودية و اعلانها عن تحالف الحزم او الحلف الأسلامي كلها تندرج تحت عنوان تحشيد كل امكانياتها وتحصين نفسها بتحالفات عربية اسلامية من اجل مواجهة الخطر الداهم عليها. اعلان سيادة السعودية على الجزيرتين (تيران وصنافر ) اللتين شملتهما اتفاقية كامب ديفيد تضع السعودية في تماس مباشر مع اسرائيل وتدخلها في منظمومة كامب ديفيد وهذا ما سينعكس ايجابا على العلاقات السعودية الأسرائيلية حيث سيضعها بتماس يومي مع السعودية . ان الحركة السعودية المباشرة لكل من مصر وتركيا وباكستان واعادة تطويع الأخوان المسلمين كاداة للضغط السياسي في مكان والعسكري في اماكن اخرى , تهدف بالجوهر لحماية نظامها واحاطته ببطانة اقليمية ذات بعد مذهبي . اما عن التلاقي السعودي التركي فيجمعهم الشعور بالخطر من الموقف الغربي والأمريكي .ان اصرار السعودية وتركيا على الضغط من اجل تأزيم الوضع على الساحة السورية واليمنية ما هو الا لأرباك الموقف الأمريكي واظهار ان الأوراق في كل من سورية واليمن تتحكم بها كل من الرياض وانقره . ولكن النجاحات السياسية السعودية في مجلس الجامعة العربية والمؤتمر الأسلامي لم تجد لها اي صدى على الجانب الأقتصادي. حيث وجهت لها ضربة تحت الحزام في لقاء الدوحة المتعلق باوبك. وافقدها بريق نجاحاتها السياسية . ان نتائج مؤتمر الدوحة جائت مخيبة للآمال السعودية, ووضعتها في موقف لا يحسد عليه, وجعتلها تتجرع من ذات الكأس الذي اسقته للعراق وروسيا في الثمانيات من القرن المنصرم. ان استمرار انخفاض اسعار النفط سيؤدي الى استنزاف الأحتياطيات النقدية المستقبلية للسعودية, بسبب ارتفاع كلفة حروبها في اليمن و سوريا و ليبيا . ويجعلها عرضة للأضطرابات الداخلية ومكشوفة . ولن تنجح في وقف عجلة التغيير والتي بدأت تعلوا اصواتها في اوروبا وامريكا. ان كانت السعودية ترى ان مجابهة التغيير تاتي من خلال المال السعودي فهذا لن ينجح لكون التغيير سيكون من داخلها ولن تفيدها المليارات التي تم توزيعها . فاذا لم تسارع في تصحيح خياراتها, ابتدا من وقف العدوان على اليمن , ووقف سياساتها التدميرية للدولة السورية, وفتح الحوار البناء مع ايران لتشكيل منظومة امن اقليمية, والأهم هو في مصالحتها مع شعبها ومحيطها واطلاق حملة تغيير داخلية, وعدم المراهنة على تحالفاتها مع الغرب او امريكا او اسرائيل . ولتدرك ان اللذين يحركون القضايا ضدها في الكونغرس الأمريكي هم ذاتهم من يدعمون اسرائيل . ان اي دور عروبي يجب ان ينطلق من ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وحلها يخرج المنطقة من سياسة المحاور. وان الأمن القومي العربي لا يحميه الا شعوب المنطقة وهو الطرف الذي يجب ان تراهن عليه حكومات دول المنطقة.