2025-06-03 03:59 ص

رجاء .. لا تفتحوا ملف الفساد!!

2016-04-22
بفلم: اسلام الرواشدة
لا نظن أن هناك فلسطينيا حقيقيا واحدا يقبل أن تشيع فاحشة الفساد في هذا المجتمع الصابر الذي يرابط في أهم ثغور المواجهة مع أعداء هذه الأمة ومحتلي أرضها ومقدساتها، والذي يواصل بعزيمة الأبطال الصمود دون كلل أو ملل، رغم مختلف أشكال القهر والقمع، عاملا عل تحقيق حلمه في اقامة صرح دولته العتيدة المستقلة فوق ترابه.
وعلى هذا، فقد يبدو خروجا عن آمال هذا المجتمع أن ندعو الى عدم فتح ملف الفساد، وما يبدو لأول وهلة أنه رفض لاجتثاث هذه الظاهرة من المجتمع الفلسطيني.
لكن، تكرار التجربة المريرة بشأن الفساد والتحقيق في ملفه والنتائج التي وصلنا اليها في كل مرة أوصلتنا الى قناعة خاصة بأن بقاء هذا الملف مغلقا أفضل بكثير من فتحه رغم ما يفيض به من قضايا النهب والسلب والعمولات والسمسرة غير الشريفة والتصدي للمواطنين وزيادة معاناتهم وطعن ظهورهم ورش الملح على جراحاتهم.
لقد حدث أن فتح هذا الملف بالفعل، فما الذي جرى بعد ذلك.. تراشق البعض الاتهامات، وبدت الامور وكأنها قضايا شخصية، وبدا أن هناك ضحايا من الصغار شكلوا القرابين التي تم ذبحها.. بينما ازدا "الكبار" تخمة.. ولم يتحركوا قيد شعرة من مواقعهم، وانما اتسعت مؤهلاتهم وعظمت شراستهم، ولم يقفوا عند حدود الفساد الذي عرفوا به بل فتحت لهم المزيد من الأبواب ليمارسوا دورهم في تخريب المجتمع وافساد الذمم، وراحوا يجمعون اليهم الأزلام والانصار من المصفقين وبطانة الشر، وصادرت لهم جذور وأغصان تتفرع في الأرض والجو لتحيط برقاب العباد وتمزق أكبادهم وجيوبهم.. وباتت اصابع الاتهام الموجهة الى أي كبير بالفساد هي السلم الذي يرفع مكانته ويوسع دوره ويعظم قدره.
وزاد من هذا أن كثيرين ممن ترد أسماؤهم في ملف الفساد أدركوا أن الوسيلة الأنجع لحمايتهم هو أن يظلوا في مواقع الكبار وحواشي المسؤولين والمناصب الرفيعة، خشية أن يكون في تواري أدوارهم وتراجع اندفاعهم الى مارسة منا يقومون به ما يصل بهم الى مصاف الصغار وبالتالي يتحولون الى ضحايا وقرابين..
رجاء لا تفتحوا ملف الفساد،لأن كل صفحة فتحت فيه أدت الى مزيد من معاناة الشعب والى مزيد من الاسماء التي تتضمنها قائمة المفسدين الذين ركبوا ظهر هذا الشعب وتلاعبوا بمصيره، وسلبوا قوته، وتآمروا على مستقبله..
رجاء لا تفتحوا الملف، حين يكون المفتاح رهين أيدي المفسدين أنفسهم، والراقصين على جراحات الشعب، ولا بأس أن يتضخم الملف وتزيد عدد صفحاته.. ما دمنا على يقين بأن مفتاحه لا بد يجد بين صفوفه الكثير الكثير من الأمناء على مصلحته، والصادقين في انتمائهم اليه والقادرين على أن يحققوا له حلمه في معالجة هذا الملف بما يستحقه من أحكام... ولن يكون ذلك بعيدا..