قراءتان
زيارة اوباما الى السعودية ومجلس التعاون الخليجي , وضع الاطار العام للعلاقة المستقبلية مع السعودية وحدد لها اطارا عاما لدورها في الأقليم . المدقق في كلمة الرئيس اوباما , يستطيع ان يسجل الآتي .
اكد على حرص دولته على العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي, و الولايات المتحدة ملتزمة معها في حماية امنها من الأخطار الخارجية .
اكد على ان تقوم السعودية ودول مجلس التعاون في المساهمة بدعم الجهود العراقية والأمريكية في محاربة داعش . وطلب منهم دعما مباشرا ماليا وسياسيا لمحاربة الأرهاب و الجهود الانسانية في كل من العراق وسوريا .
اكد على ان الرؤية الأمريكية للحل في سوريا يقوم على اساس الحل السياسي من خلال بناء هيكل للحكم الأنتقالي .
اكد على ان أمن دول الخليج يتطلب عملية اصلاح سياسي واقتصادي لدولها واحترام حقوق جميع مواطنيها .
اكد على وجوب احترام وقف اطلاق النار في اليمن ليتسنى نقل المساعدات الأنسانية .
هذه المحاور التي جائت في كلمة الرئيس اوباما .
المدقق في العبارات والمصطحات يفهم ان اهتمام الولايات المتحدة في منطقة الخليج كمنطقة حيوية مرتبطة بالأمن القومي لها, لا يلزمها االمحافظة على شكل وجوهر النظم الحاكمة في دولها , وخاصة السعودية . وحدد شرط استمرار الدعم الأمريكي لنظمها ينطلق من مباشرتها في عملية الأصلاح الداخلي واحترام حقوق الأنسان لجميع مواطنيها , وتركيزه على جميع مواطنيها في اشارة لكل من السعودية والبحرين بشكل خاص .
اكد الرئيس اوباما على ان تعديل اسعار النفط هو مطلب امريكي وعلى دول مجلس التعاون ان تعمل على ذلك . وهنا فان المدقق يفهم ( ان كلمة تعديل تعني رفع) . ويفهم انه ضغط امريكي لكي ترفع السعودية من اسعار النفط لأسباب استراتيجية تتعلق بالمنافسة الأقتصادية الكونية.ان استمرار انخفاضهاله انعكاسات ايجابة على الأقتصاديات المنافسة لها على الصعيد الدولي , ان انخفاض اسعار النفط يعزز من اقتصاديات الصين واليابان وكوريا والهند واوروبا , مما يعطيها زخما اقتصاديا وسياسيا ينعكس في سياساتها الاقليمية والدولية. وما له من نتائج سلبية على تراكم راس المال المالي في المؤسسات الأمريكية والتي تشكل عوائد النفط عاملا مهما فيها .
ان افراد الرئيس اوباما فقرة خاصة من خطابه بشان الوضع الداخلي لدول مجلس التعاون وربطها بموضوع امنها , يريد ان يعيد تاكيده على ان الخطر المباشر عليها ياتيها من الداخل وليس الخارج . وفي اشارة ذكية ان هذا الوضع يمكن ان تستخدمه الولايات المتحدة وحلفائها في اي تغيير , في اشارة الى ان ورقة التغيير في دولها موجودة في درج الرئاسة الأمريكية بغض النظر عن اسم الرئيس ان كان ديمقراطيا او جمهوريا . وان اعادة التلويح بسحب الودائع او الصكوك السيادية للمملكة من البنوك الأمريكية هو غير مقبول اطلاقا ولن تسمح به مرة اخرى.
والمدقق بتصريحات المرشح الجمهوري ترامب حول العلاقة مع السعودية , فهو سيطالبها بان تدفع ثمن حماية الولايات المتحدة للنظام السعودي ولبقية نظم الخليج في حال فوزه . وهذا يعني ان اي تلويح مستقبلي ستاخذه الولايات المتحدة على محمل الجد وسيتبعه رد حازم من ادارتها ان كانت جمهورية او ديمقراطي.
فيما يخص سوريا فان استعمال مصطلح تاسيس هيكل حكم انتقالي اشارة الى ان موضوع التغيير في سوريا هي عملية سياسية متكاملة لا تختصر في حكومة او رئيس.
فيما يخص الدور الأيراني اقتصر على ان الولايات المتحدة ترى العلاقة مع ايران من على قاعدة تطبيق الاتفاق الايراني مع السداسية وهذا هو الأطار الجديد للعلاقة معها. واعترف بالدور الأيراني وربطه بمدى محافظتها على دورا ايجابيا في المنطقة والأقليم .
جائت زيارة اوباما لتؤكد ان الرؤية السعودية والخليجية يجب ان تكون مرتبطة في المصلحة القومية للولايات المتحدة , وتركيزه على محاور الأرهاب والنفط والأمن.
هذه المحاور هي اولويات الولايات المتحدة في المنطقة وعلى دول الخليج ان تعيد تموضعها ضمن هذه الرؤية, و ان تعمل على اصلاح نظمها اذا كانت تريد استمرار الحماية الأمريكية لها. وفهم من حديثه ان حماية منطقة الخليج ليس مرتبط بحماية نظمها , واذا تتطلب الأمر تغييرها فالولايات المتحدة ستكون اول من يعمل على ذلك .
قراءة في زيارة اوباما للسعودية !
2016-04-24
بقلم: حاتم استانبولي