2025-06-03 03:53 ص

هيلاري كلينتون الرئيس ( 45 ) !

2016-04-26
بقلم:  محمدعياش*
وجدت الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة الاسترخاء وعدم زج نفسها في الحروب بشكل مباشر , أفضل العمليات التكتيكية التي تمارسها في منطقة الشرق الأوسط خصوصا ً وبقية العالم عموما ً , وذلك بعد الحروب التي شنها بوش الأب وابنه , ووصل حد الكراهية للأمريكيين ذروته , لما رافق ذلك من تشديد أمني في المطارات وبعض المرافق .. وتوجس المواطن الأمريكي من السفر للخارج . وتيرة الانتخابات الأمريكية انطلق قطارها من بداية العام الجاري . ومن الطبيعي ستشهد غربلة بعض الشخصيات , لكن من بين الأسماء المرشحة برز مرشحين يمثلان الحزبين الجمهوري والديمقراطي وعليهما سترسو سفينة الانتخابات , فهيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي تمثل المرأة الأولى في حال فوزها على منافسها الفج دونالد ترامب من الحزب الجمهوري . ومازاد قناعتي بأن فرصة كلينتون بالفوز هو الاستراتيجية المتبعة حاليا ً ( الاسترخاء ) واستبدالها بسياسة الوكلاء من دون أن تدفع الولايات المتحدة من جيشها أي جندي , وهذا يعني عدم تخلي واشنطن عن الأمور المفصلية والتي تشكل تهديدا ً حقيقيا ً على أمنها وأمن إسرائيل في المنطقة . وفي حال وصول كلينتون لسدة الحكم , تكون السيدة الأولى التي تصل لهذا المنصب , وبالتالي يعزى هذا النجاح للداخل الأمريكي بالدرجة الأولى وزيادة القناعة في الجبهة الداخلية بالالتفاف حول الدولة الأم التي لم تفرق بين أبنائها ذكرا ً أم أنثى , ورسالة للخارج لا تقل أهمية عن الأولى وزيادة القناعة عند الآخرين بالديمقراطية الأمريكية , وهي التي أوصلت باراك أوباما لأول رجل من أصل أفريقي ( أسود ) للمنصب الأول وذلك لإسكات نأمة السود الذين يشكلون قوة كبيرة لا يستهان بها , وتنفيسا ً لأنصار الزعيم الملهم مارتن لوتر كينغ وشعاره المشهور : ‘‘ لدي حلم ’’ . باراك أوباما قالها منذ استلامه : لا يمكن للولايات المتحدة أن تبقى باستراتيجيتها التي تنتهجها بالتدخل المباشر في الأزمات الخارجية , واستعاض عنها كما أسلفنا بإيجاد سياسة الحرب بالوكالة , وذلك إرضاء ً للجمهور الأمريكي الداخلي الممتعض من السياسة السابقة , لذلك تعتبر فترة أوباما أفضل الفترات من حيث عدد القتلى الأمريكيين في الخارج , واستطاع أيضا ً أن يتناسى مشهد التوابيت المحملة بالطائرات الخاصة وهي تنقل الجثث بشكل يومي .. فدونالد ترامب لا يمكن أن يعتلي منصب الرئيس الأمريكي المقبل , وهذا ضمن استراتيجية مرسومة , والملاحظ لهذا المرشح الهائج الذي تهجم على المسلمين وأبدى رغبته بطرد المسلمين من الولايات المتحدة في حال فوزه !! أعتقد جازما ً أن هذا الشعار أو هذا الهدف تم اختياره له بعناية لكي يكون الحامل الرئيس لفشله في الانتخابات . ولأن الولايات المتحدة تعتمد كل الاعتماد على سياسة الاندماج في البلاد بين مختلف أنواع البشر بغض النظر عن شيء . لا يمكن أن تتحمل الولايات المتحدة وصول دونالد ترامب للسلطة حتى لو حصل على كامل الأصوات , فواشنطن تدرك تماما ً أن وصول هكذا شخص مع هدف يعتمد على العنصرية , سيكون بمثابة نسف لمبادئ الدولة التي أقيمت بكافة الأجناس , وبالتالي ليس كل أمريكي هو ابن الأرض أبا ً عن جد , فقبل أن تعلن قيامها كان يطلق عليها الأوروبيون : الواسع الكبير , وهذا الواسع لا يمكن أن يقوم على سكان الأرض الأصليين الذي تم قتلهم وحرقهم وتغييبهم عن المشهد الأمريكي وأقصد بذلك الهنود الحمر , لذلك سمحت الدولة البوليتية باستقدام الناس من كل البلاد للمساعدة في إنشاء هذه الدولة التي وبعد فترة ستقود العالم . كلينتون الرئيس ( 45 ) استكمالا ً للاستراتيجية المتخذة حاليا ً والتي جاءت كما يعتقدون أنها أفضل السبل , فأوباما مؤمن بإسرائيل قبل قيامها , وهيلاري كلينتون تعتبر نجاحها يعتمد كل الاعتماد على المصحلة الخاصة والعامة لاحتياجات إسرائيل , فواشنطن لا تستطيع أن تتقدم خطوة إيجابية نحو المصالح العربية وقضيتهم المركزية فلسطين , ولن تُجهد نفسها في الضغط على إسرائيل في ظل الضعف والتردي العربي المتأزم , وربما تشهد فترتها بالذهبية للكيان الغاصب الذي يدفع الجيش والمستوطنين لشن الهجمات المميتة بحق الفلسطينيين واستغلاله للمناخ الدولي الذي يغض الطرف عن الممارسات الوحشية التي ينتهجها الجيش الصهيوني .. وبهذه الخطوة تكون واشنطن أكملت كل الحقوق والمتطلبات لكل مواطنيها ورفعت الحجة بالظاهر فقط والباطن أعظم .
*كاتب ومحلل سياسي