كتب ترامب في تغريدة على تويتر " إذا كانت كلينتون تعتقد أنه بإمكانها أن تغض الطرف عن ماضي زوجها السيء مع النساء ثم تستخدم ورقة النساء ضدي، فهي مخطئة". لا أدري كيف وقع ترامب في هذه الحفرة ، وكيف انسق الى هذا الموضوع الثانوي وسمح لنفسه باطلة الكلام فيه . في اعتقادي ان ترامب في هذه الخرجة الغير منتظرة يكون قد وقع في خطأ له أثران رديئان :
الأول : ليس من اللائق في الوقت الحاضر أن نتحدث عن قضية فصل فيها الزوجان ومن جهة أخرى فإن العرى والتبرج والاستمتاع شيئا ميسور في أمريكا ، ونماذج الحياة الجديدة في أمريكا تفرض سلطانها بصورة يصعب ، ان لم يكن من المستحيل ، الوقوف في وجهها
والآخر : أنه لم يعطي في المقابل صورة كاملة لمكانة المرأة في المجتمع الأمريكي ، ويفهم من هذا ان ترامب يريد العودة بالنساء الى عهد الجمود والجهالة التي عاشت فيه خلال القرون الأخيرة !!
أن الذي يطلع على ما تقوم به هيلاري كلينتون لصالح المرأة الأمريكية يدرك أنها أنصفتها من الأفهام الخاطئة . وهذا عكس ما يفعل ترامب الذي ينتمي الى الحزب الجمهوري اليميني المسيحي الصهيوني المتطرف الذي لا ينظر بعين الرضا إلى إنجازات المرأة، ودورها على الصعيد العملي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وقانونيا. والدليل على ذلك فقد وضع الرئيس بوش على رأس اللجان الفيدرالية بين أعضائها، عدداً من المسؤولين المحافظين المعروفين بعدائهم لحركات التحرر النسائية. ربما نسى ترامب انه إذا كانت المرأة تستطيع أن تتفهم المشكلات التي تواجهها عند إدارة منزل، فليس من الصعب عليها استيعاب كل المشكلات المتعلقة بإدارة دولة " مارغريت تاتشر " . في كل الأحوال هيلاري كلينتون تعمل بذكاء في الحملة الانتخابية .. فهي تحاول دائما أن تستدرج ترامب لارتكاب الأخطاء حتى تتهاوى شعبته شيئا فشيئا . هذا يعني في التقديرات ان رئيس أمريكا المقبل يرجح أن تكون امرأة .
هيلاري تستدرج ترامب لارتكاب الأخطاء
2016-05-11
بقلم: رابح بوكريش