بقلم: جمال العفلق
كم ذكرى مؤلمة يجب ان نكتب عنها ؟ من الإحتلال العثماني الهمجي مرورا بأتفاق سايكس بيكو الذي تقاسم ارضنا وكان مقدمة لوعد بلفور الذي حول قلب وطننا الى وكر للعصابات الصهيونية وقطعان المستوطنيين . ومازالت الدماء العربية تسيل في شوارع المدن وتغمر الارض التي نعيش عليها .
ما كنا لنتذكر اتفاق سايكس بيكو ذلك الاتفاق البريطاني الفرنسي الذي انتج دويلات عربية متفرقه واسس لحدود الدم بين الاخوة والاشقاء ليتحول اليوم وبعد مائة عام الى وثيقة تزعج صانعيها فأنتجوا وثيقتهم واتفاقاتهم التاليه القاضيه بتقسيم المقسم وزيادة الفرقة بين الاشقاء تحت عنوان كبير اسمه الصراع المذهبي والعرقي والذي ما كان ليكون موجود اصلا لولا تلك الدول التي تسعى للحفاظ على مصالحا لمائة عام اخرى .
لن أغرق بالتاريخ فالحاضر اشد إيلاما من الماضي ولكن اليوم هناك علامة فارقة علينا ان نقف عندها ونطرح عشرات الاسئله ، منذ مائة عام قسمت كل من بريطانيا وفرنسا التركة العثمانية ولكنها اتت بجيوشها لتثبيت التقسيم ولم تدخل تلك الدول الاستعمارية الى بلادنا بسهوله ولم تجد يوما واحدا فيه استقرار وكانت التكاليف عليها كبيره وخسرت الجيوش الفرنسية والبريطانية الكثير في منطقتنا وخرجت مجبره وحصلنا على الاستقلال ، لكن اليوم نفس المشروع ينفذ بجنود من المنطقة ومال عربي وخيانة معلنه لم يعد اصحابها يخجلون منها انما اصبحت حالة مستمره تجد التبرير عند اصحابها من مثقفين ورجال مال وسياسة .
فهذا ما يسمى رئيس ائتلاف الدوحة الخائن يلقي محاضره عن حق تركيا في نشاء منطقة امنة على الاراضي السورية ويعترف باتفاقية سورية تركية حول هذا الامر في المقابل لا يعترف هو ومن معه باتفاقات سورية روسية او سورية ايرانية حول الدفاع المشترك .ومن قبله اعطي الكيان الصهيوني الغاصب الضوء الاخضر اعلاميا على الاقل بحقة في حماية حدوده الشمالية وفق تعبير الجماعات الارهابية وقدم الشكر للدولة الصهيونية على تقديمها المساعدة للارهابيين ، ولم يكتفي الخونه ببيع ما لا يملكون بل قالوا انهم يمثلون العب السوري في ذلك وهم اكثر الناس علما انهم لا يمثلون الا من يدفع لهم المال ويسكنهم الفنادق ويعطي لهم تذاكر السفر ، اما الجماعات الارهابية العاملة تحت مظلة المشروع التقسيمي الجديد فهي لا تبخل على اسيادها بشيء ولا تنكر مجازرها بحق المدنيين العزل ولا تكتي بالقتل انما تاخذ ابشع الصور لتعبر عن مدى حقدها وبنفس الوقت تقدم وثائق لاسيادها بانها تنفذ الاوامر دون اي تردد ، فما قامت به تلك الجماعات منذ وقت قريب في قرية (( الزارة )) لا يمكن ان يكون فعل انساني او ثوري او ديني لتعيد هذه الجماعات بأفعالها للاذهان مجازر قطعان المستوطنيين في فلسطين المحتله ولبنان وتذكرنا بمجازر فرنسا في الجزائر وايطاليا في ليبيا وبريطانيا في مصر والعراق ، كما الولايات المتحده الامريكية راعية حقوق الانسان وكما مجازر العثمانيين بحق الارمن فالصوره واحده للهمجية والمدرسة نفسها لكن الفرق ان المجرمين هم من ابناء جلدتنا هذه المره ويعملون لصالح اعداء وطننا .
إنة قرن من الزمن انتج ما انتجة من الام واوجاع وسرق المستعمرون خيرات بلادنا وقبل ان يطردوا استطاعوا تأسيس مدارس للقتل خلفهم تعمل وفق اوامرهم وتسوق لنفسها باسم الدين والدين منها براء .
واليوم نعيش مرحلة المخاض الصعب في القضية السورية حيث يقف العالم بأسره ضد شعب رفض الذل والهوان وقرر ان يلتزم خط المقاومة والحرية والداع عن الارض ، عالم يرى كل هذه الجرائم ويلتزم الصمت واذا ما قرر الكلام فكلامة اشد الم من الجريمة نفسها ، عالم يدافع عن جبهة النصرة الارهابية وجميع الحركات التي تعمل وفق اجندت القتل والترويع والترهيب ولا يكتفي هذا العالم بالدفاع عن الارهاب انما يسهل تمويله بالسلاح والمال من خلال دول عربية تمت صناعتها لخدمة الاستعمار . ذلك الاستعمار الذين يعلن عن مشروعه من خلال الصحف ومراكز الابحاث ويؤكد اصحاب المشروع على انهم ماضون في عملية تقسيم المنطقة ويؤكدون ذلك من خلال تلاعبهم بعملية المفاوضات ، ولن ننسسى عبارة عرابة المشروع (( كوندليزا رايس )) عندما قيل لها ان هذا المشروع سيخلف الكثير من القتلى فكانت اجابتها لا يهم نخفف عن سلة الغذاء العالمي .
فكيف يمكننا ان نتحدث اليوم عن تسويات سياسية وبأي حبر سنوقع تلك الاتفاقيات ؟؟
واذا كنا اليوم نجد التفاوض ضروري لوقف شلال الدماء فهذا لا يعني اننا مجبرون على نسيان دماء الشهداء من المدنيين والعسكريين ورجال المقاومة الذين عطروا ارض سورية بدمهم ، واتوا من الجنوب المحرر الى دمشق طلبا للشهاده من اجل اجيال قادمة يجب ان تعيش بكرامة وحرية
قد يكون احياء ذكرى اتفاق سايكس بيكو مؤلم ولكننا بعد مائة عام على هذا الاتفاق مازلنا نقاوم ومازلنا مؤمنين باننا اصحاب الارض وان حق تقرير المصير هو ملك لنا مائة عام في التاريخ رقم عابر اذا ما حققت الشعوب النتائج المرجوه من نضالها وصمودها ، مائة عام قد نكون خسرنا فيها الكثير ولكننا لم نستسلم بعد ولن نستسلم . فحقنا بالعيش نحن من يضمنه لا المواثيق والقرارات الدولية .
مـائة عام على سايكس بيكو .. مائة عام والقتل مستمر
2016-05-16