2025-05-28 08:26 م

نصيحة : لا تسند ظهرك الى أمريكا

2016-05-21
بقلم: رابح بوكريش
تتساءل الصحف العربية والصحف العالمية الأخرى بعد اصدار مجلس الشيوخ الامريكي قانون العدالة ضد “رعاة الارهاب” الذي قدمه السناتور الديمقراطي تشاك شومر، ونظيره الجمهوري جون كرونين، ويسمح لأهالي ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر مقاضاة امراء في الاسرة الحاكمة السعودية او مسؤولين امام المحاكم الامريكية لطلب تعويضات .. تتساءل عما إذا كانت أمريكا تدرك أين توجد مصلحتها الراهنة والمقبلة ، هل توجد في ايران أم في السعودية أو... وهذا أمر يكون من الغريب أن يقتنع به حكام السعودية لأنهم يعرفون من يقف وراء عملية 11 سبتمبر . ومع ذلك فأن السعودية ترتكب خطأ فادحا عندما لا تكثرت لهذا الموضوع الخطير لأن أمريكا تريد بطريقة ملتوية الحصول على بعض الأموال " السعودية مربوطة بالدولار وأكثر من 70% من موجودات مؤسسة النقد المقدرة بـأكثر من (1.8 تريليون ريال) مستثمرة في سندات الدين الأمريكية " . إن هدف واشنطن واضح كل الوضوح وقد أعلنته هي بنفسها ، إن عجز أمريكا عن تعويض اهالي ضحايا 11 سبتمبر هو الذي يدفها اليوم أكثر فأكثر الى اتهام أمراء من العائلة الحاكم في السعودية ، وهي بذلك تحاول ابتزاز الشعب السعودي والتصرف في أمواله ! . إن عملية مقاضاة امراء في الاسرة الحاكمة السعودية تتخذ مظهر المحاولة الأخير قبل انهاء التحالف الموجود بين واشنطن والرياض ، وهذا يعني أنه إذا لم تنجح السعودية في حل هذه المعضلة ستجد نفسها في مأزق حقيقي وستستغل واشنطن ذلك لتطويع الوضع لمصلحتها ، لاقتناص اكبر قدر من الفوائد والأرباح . لكن من جهة أخرى المنطق يقول هل من الممكن ان تخسر واشنطن حليفا استراتيجيا في منطقة حساسة من العالم ؟ مما يضع المنطقة كلها امام احتمالات يصعب تقديرها . في كل الأحوال على السعودية الآن اعادة دراسة حسابتها جيدا ، لمواجهة ما بعد واشنطن وابعادها وانعكاساتها على المنطقة وعلى حكم آل سعود . أن الولايات المتحدة كقوة عظمى تتحالف مع مَنْ يخدم أهدافها، ولا صديق لأمريكا في العالم إلا "مصالحها" فلا للقيم ولا للأخلاق ولا للإنسانية ولا لسعودية أو الكويت أو غيرهما في عرفهم ميزان "المصلحة فقط "،فعل سبيل الحصر فهي تتودد إلى قادة دول الخليج، خاصة السعودية، عندما تكون في حاجة لمساعدتهم، وتستغني عن خدماتهم عندما تنتهي المصلحة ، وقد تفضحهم إذا وجدت مصلحة في ذلك ، واكثر من هذا فقد تستغني عنهم إذا ما وجدت حليفًا بديلًا لهم. على كل حال سياسة أمريكا معروفة ولم تتغير فهي تخَلق الفوضى والدمار لتركيز وجودها . وينطبق قول أنيس منصور على الصداقة مع أمريكا " إذا أردت أن تحتفظ بصديق ، فكن أنت الصديق أولا ! .