2025-05-26 03:17 ص

رمضان بين الأمس واليوم !

2016-06-04
بقلم: رابح بوكريش
كل عام يحل علينا شهر رمضان ضيفا ، نترقبه فيه امثلة عظام تربعها النفوس وتعلو بها القلوب وتتخللها الرحمة والمودة وتمتزج بها الفرحة الناس بين بعضهم لبعض هي دروس تفرضها قدسية الشهر الفضيل . لكن يبدوا أن هذا الكلام لم يعد له وجود على أرض الواقع في العالم الإسلامي ! مع الأسف الشديد لقد ابتعدت الناس عن القيم الحقيقية لشهر رمضان واصبح شهرا للأكل واللعب واللهو والسهر في الخيم الرمضانية، والرقص الرمضاني والموسيقى الرمضانية والمواعيد الغرامية. بينما كان بالأمس هو شهر الوقائع الكبرى المهمة التي هزت العالم الإسلامي وأحدثت فيه كثير من التحولات .إن غياب الوعي الديني، وتراجع المنظومة الأخلاقية في المجتمعات الإسلامية يعاني في السنوات الأخير من سلوكيات غريبة محاولات قتل، جرائم قتل بشعة، اعتداءات بالأسلحة النارية، ضرب وجرح عمدي، سرقات، هي ظواهر غريبة وجرائم طبعت يوميات المسلمين في الشوارع والأسواق الشعبية وحتى في شهر رمضان ، والمدهش في الأمر هو الدوافع التي ارتكبت من أجلها هذه الجرائم ، التي راح ضحيتها عدد من المواطنين لأسباب واهية جدا . ما يجري اليوم في العالم الإسلامي، يحزن كل إنسان مسلم ، استيلاء اليهود على فلسطين والتي تقع في قلب العالم الإسلامي والعربي منـــذ أكثر من ثلاث وخمسين عاما والاستيلاء على القدس المقدسة التي بها ثالـــث المسجدين الشريفين وأولـــى القبلتين. وما لاقاه إخواننا الفلسطينيون من مذابح وتعذيب وهـــــدم للمنازل وتشريد شعب بأكمله . الحروب الدائرة في بعض الدول الإسلامية ،مأساة بعض الشعوب الإسلامية ، الفقر والبؤس في اغلب البلدان الإسلامية . إن مأساة العالم الإسلامي في العصر الحديث تحتاج إلى مجلـــدات لإحصائها والحديث عنها . على كل حال سيأهل علينا شهر رمضان المبارك فأدعو الله أن يسوق إلي الأمة الإسلامية سعادة إنسانها و يعرف بركة صيامه وقيامه و يقابلهما لها بالقبول و المثوبة، و يعيد لها أمثال أمثاله و الأمة محفوف بعنايته تعالى و مكنوف بصونه و حفظه. إنه سميع مجيب.