بقلم: عبدالفتاح أحمد السعدي*
على وجه الحقيقة ، ومن المؤكَّد أنّ النزفَ الدمويَّ وإزهاقَ الأرواح العربية البريئة في اليمن وسورية لا يعني متأسلمي الصحارى وغادري الإنسانيّة أبداً . والشيء المُلفت للنظر هذه الأيام هو انتشار الرحمة بأسمى معانيها بين المخلوقات اللابشريةِ ، فما أن نلحظَ سلوكياتهم عبر مقاطع الفيديو المنتشرة ، حتى تتفاعلَ مشاعرُنا وتثور إنسانيتنا فينا ، فتدمع أعيننا احتراماً لمدى الرحمة السائدة فيما بينهم ، بينما نرى حاكم تركيا المتصهينَ ، وبعض مشايخ قطر يأمرون بإبادة الإنسانية في حلب الشهباء ، وفي غيرها من المناطق السورية . أو نجدُ آل سعود وبعض َرعاياهم من الأعراب يَسحقون الطفل اليمني ، بلا رحمة ولا رأفة ولا تحسّب ؛ وكأنّ التماسيح قد تفوقت على تكوينهم الآثم الحاقد بآلاف الدرجات ، فأيّ دينٍ هذا الذي يدعونه ؟! وأيّ إسلام وأي انتماء هذا الذي يدّعون ؟ وإلى أيّة إنسانية ينتسبون ؟ لقد صدق الله بقوله : (وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ) لقد تربصوا بنا وسفكوا دماءَنا ، ولم يزل بعضنا ينسبهم للعروبة والإسلام جهلاً أو نفاقاً مسموماً . *كاتب وشاعر عربي فلسطيني سوري