2025-05-26 01:25 ص

سحورهم من دمنا وإفطارهم من لحمنا … فعن أي هدنة يتحدثون ؟

2016-06-13
بقلم: جمال العفلق
كان ممكن ان يكون شهر رمضان بما يحملة شهر خير وشهر عطاء وشهر التعبد والتقرب الى الله ، حيث جرت العاده ان يكون هذا الشهر من كل سنه والذي ينتظره المؤمنين بشوق بكل تلك المعاني فالصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب ، وليس صلاة ودعاء عادي ، انما يحمل الكثير من المعاني الاخلاقية والدينية ، هكذا كنا نعرفة . ولكن في هذا الزمن حيث تحول الدين الى مطية يستثمرها اصحاب المصالح السياسية ويسوق لها رجال دين باعوا دينهم بدنياهم امثال القرضاوي والعرعر والقائمة لا تنتهي ، في زمن يخرج الرجل فيه من المسجد مدجج بالسلاح او بحزام ناسف ليقتل ابرياء قبل موعد الافطار بدقائق او اثناء الافطار وحجتة انه ينفذ شرع الله ويريد الاسراع الى الجنة ليتناول افطاره مع الاولياء والقديسين . هذه الصورة ليست صورة الدين ولا يمكن ان تكون صورة الدين بيوم من الايام ولكنها مشهد بسيط من مشاهد استغلال الدين واستثمارة في الموت لا في الحياة . فقبل بداية الشهر الفضيل انتشرت اخبار على وسائل الاعلام تتحدث عن هدنة ووقف للقتال مع بداية شهر رمضان الكريم ولكن الواقع لم يكن بحجم تلك الاخبار فالقتل مستمر والعمليات الارهابية لم تتوقف والدم مازال هو سمة غالبة على حياة الناس في سورية ولبنان والعراق - ففي اول ايام الشهر الفضيل باع الارهابيون السبايا واحرقوا جزء اخر في العراق وفي سورية مازالت قذائف الغد تطال الابراياء في الشوارع وخصوصا في حلب ، ولا يقل التحريض الاعلامي للدول المعادية للانسانية شراسة عن العمليات الارهابية فمازالت وسائل الاعلام العربية خصوصا تحرض على القتل وتدعمه وتساوم على الدماء ولا تتوقف عن نشر السموم الطائفيه . فهذا هو مفهوم الجماعات الارهابية وداعميها للهدنة وهذا هو مفهوم شهر الخير والعطاء عند المدعين للدين والمتاجرين فيه . فالهدف الواضح عند هذه الجماعات تشوية مفاهيم الدين والايمان واعطاء صورة عن الاسلام والمسلمين انهم لا يعرفون حرمة الدم . لقد تغيرت المنطقة في السنوات الخمس الماضية وتغيرت المفاهيم عند البعض فصار العلماني متطرف وانحاز من يدعي المقاومه للارهاب واسوء ما في حالة التغيير ان المال السياسي اشترى الذمم واشترى المواقف وهذا كان يحدث ولكن ليس بهذه الصورة العلنية والتي وصلت الى درجة الوقاحة . لهذا نجد الصمت يغلب على من يدعي انه ديمقراطي ويطالب بالديمقراطية ، ولهذا تختفي الحدود الدنية لعبارات الادانه لكل العمليات الارهابية التي لا تطال الخصوم السياسين بل الابرياء من المواطنين الامنين . وعلى الجانب الاخر من هذه الحرب نجد ان فكر المقاومة والانتماء الوطني تعمق اكثر وان الناس بدأت تميز بين الحق والباطل ، وتحطمت موجة تسونامي الاعلامية التي كانت تشوه كل شيء وتبث سمومها الطائفيه وهذا الفشل لم يأتي نتيجة ضعف تمويل او ضعف في الاعداد او التخطيط بل جاء نتيجة صلابة العقيده المفاومة عند الاغلبية من الناس العاديين وهم خط الدفاع الثاني عن هذه الامة بعد الجيش السوري والمقاومة . والنتيجة الحتمية اليوم ان اللون الرمادي لم يعد موجود في المواقف فإما انت مع الحق والمقاومة او مع الارهاب والظلام والجهل ، فلم يعد مقبولا اليوم في اي حال من الاحوال تبرير هذه القتل وهذه الجرائم بحجة اسقاط النظام في سورية او محاربة ايران في العراق او قبول دعوة سفير في لبنان لادانة المقاومة والتقليل من دورها الاقليمي في المنطقة . سنكون مهذبين في الرد ونقول نعتذر عن الهدنة ولا يمكن قبول طرح افكار الهدنه فلا هدنة مع الارهاب ولا حوار مع الة القتل المأجوره ، فاليوم اردوغان الضائع بين احلام الماضي ومشاكل الحاضر يبحث عن مخرج له ، ولكن ولأن اساس عقيدته القتل والارهاب يبحث عن مخرج دموي يثبت فيه سلطتة ويشغل شعبة بحرب جديده يفكر في شنها على الحدود السورية ويتاجر بورقة اللجوء مع الاوربيين الذين خذلوه في اكثر من موقف تماشيا مع مصالحهم وليس تعاطف مع ضحايا الارهاب التركي والعثماني . فكيف نهادن من يقتلنا وكيف نقبل بهذا الموت المتنقل بين المدن ، وكيف نصدق ان دول دعمت القتل والارهاب يمكن ان تتغير في لحظة رؤية الهلال مبشرا بحلول الشهر الكريم ؟ ان عدونا لا يعرف لغة الفرسان ولا لغة المقاتيلن الشجعان فهو عدو يبحث عن رفع الرقم في عدد الضحايا هذه الارقام التي يتلقفها ما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن ليتاجر بها في المحافل الدولية وستثمرها للتسول وهو بحقيقة الامر مجرد مجلس يتحدث باسم الارهاب والناطق الرسمي عن الجماعات الارهابية ومشغليها ونحن لا نرد على الارهاب بالارهاب انما نحن ندافع عن ارضنا عن وجودنا عن ماضي وحاضر ومستقبل لوطن اهلة متجذرين فية و نرد على مصادر النيران ولا نقتل الابرياء كما يدعي اعلام الموت واتباع الصهيونية في العالم . نعيش اليوم وعيننا على المستقبل حيث ستعود طقوس رمضان افضل مما كانت عليه وتعود طقوس الحياة الحقيقية للمنطقة . فنحن لم نستسلم ولن نستسلم .