2025-05-26 12:49 ص

أينكم علماء الأمة من الافتراء على صلب عقيدتكم

2016-06-15
بقلم: أنور العقرباوي
حولت المشاهد الفظيعة اللتي تبثها وكالات الأنباء عن المذبحة الشنيعة, اللتي ارتكبها شابا في عقده الثالث من المسلمين الأمريكيين, حولت الإنتباه عما يرتكبه العدو الصهيوني واللذين يلتقون معه في الهدف النهائي, بقرض الأراضي وضرب الإستقرار واستمرار حالة النزيف, على الرغم من أن الفاعل وإن اختلف في شكله أو مكانه, فإن النتيجة النهائية وآثارها على مواطنوا امريكا المسلمين خاصة, وفي الغرب عامة, وحتى في عقر ارض اجدادهم, يجب أن لا تخفى على كل ذي بصيرة و عيان! تجدد الجدل اليوم بشأن إتخاذ الإجراءات اللتي يجب اتباعها, للحيلولة دون تكرار الجريمة, بين متشدد يدعو إلى منع دخول أي مواطن من دول النزاع في الشرق الأوسط, عندما تعهد المرشح الرئاسي, دونالد ترامب, على عدم السماح لمواطني هذه الدول بدخول الولايات المتحدة, في حال انتخابه كزعيم "للعالم الحر", وحتى يتم إعادة النظر بقوانين الهجرة فيها. المرشحة الديمقراطية, هيلاري كلينتون واللتي لا تقل جدلا عن المرشح الجمهوري, لناحية الكذب والنفاق سواء لتوظيفها عملها السابق كوزيرة للخارجية لخدمة مصالحها والمؤسسة اللتي يرعاها زوجها, الرئيس السابق للولايات المتحدة بيل كلينتون. أو مواقفها المعلنة في دعمها اللامحدود واللامشروط للكيان الصهيوني, وإن كانت تتملق الصوت الإسلامي الأمريكي, الى حين استيفاء الغرض منه, حيث سيكون لكل حادث حديث بعده, فلم تتوانى من ناحيتها على التنديد بتصريحات ترامب, واللتي وصفتها بعدم الواقعية لمضاعفاتها على الوحدة الوطنية الداخلية. المتحدث بإسم البيت الأبيض هو الآخر أدلى بدلوه, فيما يبدو تفسيرا للعقيدة الجهادية اللتي يبررها أصحابها, على أنها جزءا من الإيمان, موضحا أن "العديد من هذه التنظيمات تحرف دين الإسلام لتبرير منهجها الفتاك والهدام", مضيفا "انهم يتخفون تحت عباءة الإسلام كي يبدون بهيئة مجاهدين أو قادة دينيون يخوضون المعارك ضد الولايات المتحدة". وإزاء هذه المواقف والجدل المستمر, لناحية السماح للمسلمين والعرب عامة, من أن تطأ أقدامهم أرض الفرص السانحة والتنافس الحر وحرية القول والفكر, وإزاء المدافع أو المستنكر لوجودهم أو استمرار قدومهم, فإنه تقفز بنا الذاكرة الى ما كان قد أدلى به يوما الشيخ يوسف القرضاوي, اللذي قدم في خطبة جمعة (مايو 2013) الشكر للولايات المتحدة لأنها منحت "المجاهدين" في سوريا الأسلحة للاستعانة بها في حربها ضد النظام في سوريا, ودعوته امريكا للتدخل العسكري لإسقاط هذا النظام كما حدث في ليبيا. ولا يفوتنا التذكير كذلك بما صرح به (سبتمبر 2014), بتغريدة له على تويتر رفض فيها تدخل الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا والعراق, تحت مظلة ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية", واللتي أشار فيها إلى أن اختلافه مع "داعش" لا يعني قبوله بضرب امريكا للتنظيم لأن "امريكا لا تحركها قيم الإسلام, بل مصالحها". ليس الغريب في الأمر, أن يتنطح البعض في ذمنا أو التشكيك في صلب عقيدتنا, على ضوء ما يقترفه البعض بدعوى أنه واحد منا, أو أن يتطوع آخرون في الدفاع عنها على ضوء خدمة مصالحهم اللتي تتناقض مع مصالحنا, لكن المستغرب أن تلوذ بالصمت تلك الأصوات, اللتي لم تكف حينا عن دعوى الآخرون للفصل في قضايانا و أمورنا, وإصدار الفتاوى اللتي تبرر انتهاك أعراضنا وأوطاننا, في الوقت اللذي أمست الأمة فيه, بأمس الحاجة لمن يدافع عن دينها وعقيدتها, ودرء المفاهيم المغلوطة عنها, وإعادة التسليط على صلب قضاياها, قبل أن يمعن المغرضون من النيل منها, واستغلالها بهدف تصفيتها!! 
مغترب فلسطيني مقيم في واشنطن