سواء الذين قضوا العيد مع عوائلهم، أو في المنتزهات والحدائق والميادين مستمتعين بالهواء الطلق والمناظر الخلابة هرباً من الحر، وبحثاً عن الإسترخاء، وفي المقابل كان هناك من يسهر على أمن الجميع يطارد الإرهاب، ويواجه بصدره رصاصاً يمنعه عن هؤلاء المستمتعين بإجازة العيد، مع الإنتصارات الباهرة والمتلاحقة التي يسطرها في حربه المقدسة ضد فلول الإرهاب والتخلف والجهل ممثلة بظلامي العصر "داعش"، وليس غريباً على الجيش السوري، أن يكون عين البلاد الساهرة وحامي شعبها والقوة الضاربة ضد من يحاولون المساس بكرامتها وعزتها، لاسيما وهو يخوض الآن غمار صولاته البطولية ضد عصابات داعش وأدواتها الإرهابية، محققاً تقدما كبيراً بعملية تحرير المناطق التي دنستها تلك العصابات.
بدءاً من معارك تحرير حلب ومناطق حمص وريف دمشق، وانتهاء بمعارك تحرير الرقة، وجدنا أنفسنا إزاء جيش سوري، ومقاتل شجاع، يتقدم منفّذاً مهامه وواجباته القتالية دون أن يتردد أو يهاب الموت، فالجيش اليوم برهن على أخلاقه العسكرية العالية في مساعدة النازحين والهاربين من جحيم عصابات داعش، من خلال تقديم لهم كل أنواع الغوث والمساعدة والعون الضرورية، وكم من مرة رأينا بأم أعيننا كيف أفراد الجيش يحملون على ظهورهم العجزة أو الأطفال لإيصالهم الى بر الأمان.
وببساطة شديدة فشل العدوان العسكري من أيامه الأولى على سورية، لأن الشعب توحد فكان تلاحم شعبي عريض، وبعد أكثر من خمس سنوات من العدوان المتواصل، ما زالت سورية صامدة، فكل المؤشرات العسكرية والسياسية تُشير بفشل العدوان العسكري والسياسي والإعلامي وحتى الإقتصادي، فشلاً ذريعاً وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في سورية، ومع ذلك ما زلت أمريكا بالاستمرار مع أدواتها في محاولاتها لإغتيال وتدميرالدولة السورية، ومع ذلك ما زال رجال الجيش السوري يفتحون جبهات القتال في كل محافظة من المحافظات السورية، جبهات لاتحصى يغرق فيها المرتزقة الذين جاءوا من كل حدب وصوب، جبهات مليئة بالمقاتلين الشجعان الذين يحققون تقدم كبير وتطهير الكثير من المواقع التي كانت تحت سيطرة داعش، انها إنتصارات توحي بقرب النصر.
من حلب التي فتحت اليوم باب النصر المتصاعد بالسيطرة على مواقع جديده ومهمة من خلال سيطرة الجيش السوري وحلفاؤه على عدد من كتل الأبنية في حي الليرمون شمال حلب بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة موقعاً خسائر فادحة في صفوفهم، فيما يواصل الجيش تقدمه في مزارعِ الملاح بالريف الشمالي، إذ شكلت ضربة موجعه للغزاة والمرتزقة وإنتكاسه كبيره كانت بتأمين أجزاء كبيرة من مدينة حلب وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والاليات التي خلفها الغزاة وراءهم، وبعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوى المتطرفة في جبهات حلب الشمالية انسحبت قوات هذا الفصيل من جبهات القتال في ريف حلب الشمالي واتجهت الى ارياف ادلب، وبعد انهيار هذا الفصيل الآن أصبحت الأرضية مهيأة لقوات الجيش السوري للتقدم شمالاً نحو مصيبين وتوسيع رقعة سيطرته على المناطق الأخرى، وبذلك يتقدم خطوة تلو الاخرى باتجاه اغلاق معبر الكاستيلو آخر ممر للمجموعات المسلحة باتجاه مدينة حلب
على صعيد متصل يواجه الجيش السوري حرباً شرسة ومؤامرة من قوة منظمة، وذلك من أجل إسقاطه وضياع هيبته، كون الجيش السوري هو الجيش العربى الوحيد الذى تهابه كل دول العالم ولذلك يريدون إسقاطه فى مستنقع حروب العصابات، فالجيش السوري لم يخرج طوال تاريخه لمهاجمة أى دولة والإعتداء عليها أو احتلالها بل هو دائما فى وضع الدفاع عن النفس، وذلك هو ما يجعل سورية دائماً منتصرة فى كل الحروب التى تدخلها، لذلك فإن الهجمات الأخيرة على سورية فشلت وتساقط الإرهابيون.
مجملاً..... هناك مواجهة صعبة يخوضها جيشنا، من أجل أماننا وإستقرارنا، هذا الجيش يعدُّ الأول من نوعه، الذي يقاتل داعش وأدواتها منذ أكثر من خمس سنوات، من دون كلل أم ملل، لذلك نقول اليوم لجنودنا الذين يقفون على الحدود والجبهات عيدكم أجمل وكل عيد وأنتم بخير وكل عيد والوطن وأمنه هو العيد السعيد، كل عام والوطن عزيزٌ بأبنائه.. وبكل الفخر نهنئكم كلكم فرداً فرداً من أصغر رتبة فيكم الى أكبرها فالشكر لكم والشرف للشهداء الذين هم في جنات النعيم أحياء عند ربهم يرزقون، وبإختصار شديد نتمنى أن يكون عام 2016 عام الحسم ونهاية داعش والمجموعات المتطرفة الأخرى في سورية والمنطقة بأكملها.
* كاتب سياسي
khaym1979@yahoo.com