ليس هناك من لا يؤمن بان اصطداما جديدا وحاسما سيقع في الأيام أو الأسابيع القادمة بين السلطة الجزائرية ، وبين الحكومة الفرنسية ، إن كل الملاحظين الذين يتتبعون عن كثب الخرجات الفرنسية ضد الجزائر ينظرون ما سيحدث للعلاقات الجزائرية الفرنسية . في هذا الصدد
توصل فرنسا الاصطياد في المياه العكرة ومحاولة غلط الأوراق في الجزائر بعد الضربة التي تلقتها من الجزائر في المجال الاقتصادي عن طريق الصحافة الفرنسية ، فبعد رهبان تيبحيرين وهجوم تيقنتورين لم تجد الجريدة إلا التدخل في الشؤون الجزائرية من خلال التكهن بمن يخلف الرئيس الحالي ، مطلقة سيناريوهات خيالية تدور داخل السلطة وأوصاف غير منطقية على أعضاء في الحكومة ومحيط الرئيس ، تحاول من خلالها رسم صورة خطير عن الجزائر ومستقبلها السياسي .
وتحدثت الجريدة عن عدة أسماء مرشحة لخلافته من بينها قايد صالح وسعيد بوتفليقة وشكيب خليل وحمروش وبن فليس وأحمد أويحيى ... ، ومن أدهش ما قيل في هذا الصدد أنها رسمت صورة سوداوية عن حرب عصابات خفية داخل السلطة !! من الممكن أن تؤدي الى خلط الأوراق في الجزائر . مما لا شك فيه أن السبب الأول في ذلك يرجع الى أن فرنسا في الآونة الأخيرة أصبحت خارج اللعبة الاقتصادية في الجزائر،بعد ما كانت في السنوات الأخيرة صاحبة حصة الأسد في كل المشاريع الاقتصادية الهامة في الجزائر . إن محاول إجبار السلطة الجزائرية على قبول ما تريده فرنسا من الجزائر يعني أن الفرنسيين يجهلون واقع الجزائر الآن بل وكذلك الوضع الذي تعيشه الجزائر بعد انهيار اسعار النفط . والمضحك في الأمر هو أن هذه الخرجات سيكون لها تأثير على ما تبقى من العلاقات الاقتصادية بين البلدين " لا يجب ان يغيب عن الأذهان هنا أن الرئيس الجزائري معروف بديبلوماسيته ومرونته ولهذا فإنه لا يقول بكل صراحة إنه قلق وأن قلبه ضاق من الخرجات الفرنسية . إنه لم يعد يطيق من هذه الخرجات الاعلامية وبالتالي لا يمكن التكهن بالموقف الذي سيتخذه من الحكومة الفرنسية . ومن جهة أخرى أن توجه الجزائر إلى تنويع شركائها هو قرار سيادي يعكس استقلالية قرارها الخارجي . في هذا الصدد سألت السفير الفرنسي عندما التقيت به منذ أيام " بمناسبة العيد الوطني لكرواتيا " عن آخر المستجدات في العلاقات الجزائرية الفرنسية فقال " العلاقات بين الجزائر وفرنسا كسحابة صيف ، ابتسمت وقلت له اعتقد أنها هذه المرة كغمام مستمر . يعرف الخاص والعام أن الجزائر ومنذ العام 1962 والمخابرات الجزائرية " الدياراس " تعتبر ناخبا كبيرا في الرئاسة الجزائرية . لكن هذه المرة يبدو انها ستكون خارج اللعبة ! بعد التغيرات التي حصلت في هذا الجهاز الهام . هذا يعني في التقديرات ان رئيس الجزائر المقبل يرجح أن يكون خارج هذه المجموعة التي تحدثت عنها جريدة لوموند الفرنسية .
العلاقات الجزائرية الفرنسية هذه الأيام كغمام مستمر؟ !
2016-07-11
بقلم: رابح بوكريش