2025-05-25 06:38 ص

عرب النسب ، صهاينة القلب والدور

2016-07-13
بقلم : حماد صبح
" حماس واحدة من الحركات الإرهابية التي تدعمها إيران " الكلام للأمير تركي الفيصل وزير الاستخبارات السعودية الأسبق في مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي انعقد السبت الماضي التاسع من الشهر الحالي في باريس . وقبله تعهد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن تنزع بلاده سلاح حركتي حماس والجهاد مسوغا نزعه بأنهما لم تحققا شيئا في عشرين سنة ، وجعلتا الفلسطينيين ضحية ! الموقفان السعوديان السالفان إسرائيليان مضمونا ولغة ، وحديث الجبير عن نزع سلاح أهم حركتي مقاومة في فلسطين من صنف أحاديثه التهديدية للقيادة السورية ، وفي حديثه استعلائية وصلف مصدرهما ليس سعوديا ؛ بمعنى أن الرجل يهدد دائما بقوة غيره ، بقوة أميركا والغرب وإسرائيل . ما تأثير بلاده المباشر على حماس والجهاد حتى تستطيع نزع سلاحهما ؟! كل ما في حديثه أنه يجسد توافق دور بلاده مع أهداف إسرائيل وأميركا والغرب ، وهي الأطراف المؤسسة لدولته والحامية التاريخية لها . نزع سلاح المقاومة اللبنانية والفلسطينية كان دائما من أهداف إسرائيل وأميركا الأساسية . وفي حرب لبنان 2006 ، وفي الحروب الثلاث على غزة تطلعت إسرائيل إلى تحقيق هذا الهدف وأخفقت ، وما زالت تلح على تحقيقه بمختلف الوسائل ، ودولة الجبير تسير في نفس الطريق لارتباطها التام بالمشروع الصهيوني في فلسطين تأسيسا ومسيرة وفعلا . ودائما كانت السعودية ، سرا ، والآن علنا ، في صف إسرائيل والغرب ، ونكتفي هنا بإشارات عابرة إلى بعض مواقفها : أولا : حثت السعودية أميركا لتشجيع إسرائيل للعدوان على مصر وسوريا في ستينات القرن الماضي ، وهو ما حدث في 5 يونيو / حزيران 1967 ، وإن مهدت للعدوان ملابسات لا تشير إلى دور السعودية فيه ، وتذكر مصادر أنها دعمت إسرائيل لقيامها به . ثانيا : عملت السعودية مع إسرائيل لوأد الوحدة المصرية السورية ، وتحقق لهما ذلك في 1961بالانفصال الذي قاده عبد الكريم النحلاوي . ثالثا : الطائرات الإسرائيلية التي دمرت المفاعل النووي العراقي في 7 يونيو/حزيران 1981 عبرت في الأجواء السعودية بارتفاع منخفض مكن مواطنين سعوديين من مشاهدتها . رابعا : زودت السعودية إريتريا بالسلاح حين احتلت هذه جزيرة حنيش الكبرى في 15 ديسمبر / كانون الأول 1995 ، وفعلت إسرائيل نفس الشيء ، واستعاد اليمن الجزيرة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1998 بالتحكيم الدولي . خامسا : وهذا ما نراه ؛ تسهم السعودية بالمال والسلاح والإرهابيين في دوامة التخريب والقتل الحالية في سوريا والعراق وليبيا ، وتعتدي مباشرة على اليمن . وتاريخيا ؛ معروف تأييد مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود لمشروع الوطن اليهودي في فلسطين ، ومراجعة نص ما قاله توضح أن عبد العزيز أسوأ من بلفور وزير خارجية بريطاني الذي حمل وعد إنشاء الوطن اليهودي اسمه . بلفور تحدث في نص وعده عن المحافظة على الحقوق المدنية لأهل البلاد الأصليين ، وعبد العزيز أعطى فلسطين كاملة خالصة إلى اليهود ، وإلى غيرهم ممن يريدونها ! فماذا ننتظر من دولة آل سعود غير ما سبق وسواه مما هو في السر ، وهو أخطر وأكثر ؟! نحن معها ومع غيرها من شبيهاتها العربيات مع عرب نسبا ، صهاينة قلبا ودورا ، وحتى النسب عروبته مريبة ، ولنستعد حديث جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة عن وجود عشرة حكام عرب من أصول يهودية ، وأصولهم اليهودية تؤكد أنهم مازالوا يهودا سرا ، وهذا مشهور في سلوك اليهود ، وتظاهر يهود الدونمة الأتراك بالإسلام حتى صار مفتي الخلافة منهم ؛ معروف محفوظ . إذن لا مفاجأة في أن يصف تركي الفيصل حماس بكونها إرهابية ، وفي أن يتعهد الجبير بنزع سلاحها وسلاح حركة الجهاد . الوصف والتعهد جزء من دور آل سعود .