2025-05-25 07:08 ص

أوردوغان تركيا نختلف معه و لا نختلف عليه

2016-07-17
بقلم: د. ياسر الشرافي
أردوغان تركيا نختلف معه و لا نختلف عليه يوم أمس إمتدت يد الغدر الآثمة لتضرب بلد آخر من جديد ، إستكمالاً لما يحدث في الدول العربية و الإسلامية المجاورة من فوضى و خراب و دمار ، و الذي بشرت به أمريكا و هو الشرق الأوسط الجديد ، الذي يجب أن يقسم إلى دويلات إثنية يكون ولاء أمراء تلك الدويلات لإسرائيل ، فهذا المخطط الخبيث الذي إستهدف تركيا بما تحتويه من بعد ديني و إرث تاريخي للمنطقة الإسلامية عامة ، و التي إصبحت مثل أعلى لتطلعات الشعوب المقهورة ، التي تأمل بحياة أفضل و غد فيه بصيص من الأمل من تقدم و إزدهار على خطى تركيا و من يقود تركيا و هو السيد أردوغان ، الذي نختلف معه في تعاطيه لكثير من الملفات الداخلية و الخارجية، و لكن لا نختلف عليه بأنه أصبح رمزاً من رموز الحداثة و التطور و النهضة الإقتصادية التي تعيشها تركيا اليوم، في تلك اللحظات العصيبة من ساعات الإنقلاب أثبت الشعب التركي إنه أكثر حضارة من شعوب المنطقة ، و أصبح الساسة الأتراك متقدمون في وعيهم الوطني على ساستنا أميال و أميال ، لم نرى في صفوف المعارضة العلمانية و اليسارية و اليمينية إنتهازيين يركبون الموجة لتحقيق مصالحهم او الإنتقام من ندّهم السياسي، رأينا أحراراً من الجيش يقاومون الإنقلاب و يرضخون لقرار الشعب و السياسة المدنية و البرلمان، رأينا قوات الأمن و الشرطة تثبت إستقلاليتها و عدم تبعيتها للجيش، رأينا الأقطاب السياسية داخل حزب العدالة ورغم خلافاتهم الشخصية مع أوردوغان يقفون صفاً واحداً تحت شعار الوطن فوق الجميع ، و الحرية و الديمقراطية لا تباع على سبيل المناكفة ، او الأخذ بالثأر او الإنتقام الشخصي ، بوركت الأيادي التركية المتاكتفة و المتراصة ضد كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات و مستقبل الشعوب و الأمة و لعلى و عسى في ذلك درساً للشعوب العربية البائسة و حكامهما، فعندما يصدق الحاكم شعبه تَصدقه الجماهير، حفظ الله تركيا شعباً و أمة و دولة من كل شرٍ يتربص بها !!