2025-05-25 08:47 ص

هل صدقوا أنه اعتذر ؟؟؟

2016-07-18
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
ماذا يمكن أن نقول عن اعتذار طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق بعد تقرير اتهمه باجتياح العراق دعماً لبوش وبناء على معلومات مغلوطة ..هل يمكن القول بأنه صمت دهراً ونطق كفراً ،وماذا يمكن أن نقول لآلاف بل ومئات آلاف الضحايا الذين قضوا في العراق ..هل نقول لهم أن لير اعتذر وكفى ،وهل يمكن أن نقول أن غباء بلير وبوش هما اللذان أوديا بكم في غياهب الموت وبناء على تقارير مفبركة كان الاثنان على علم بها ،وهل كانت النتائج التي حصلت تستحق كل ذلك الموت المجاني ،وكل تلك النفقات الباهظة التي دفعت في الحرب على العراق . لا شك بان تقرير شيلكوت الذي أعده الموظف الحكومي جون شيلكوت و الذي تكون من 6ر2 مليون كلمة لم يكن نزيهاً مائة بالمائة ،ولم يأت إلاّ يبيض صفحة المملكة الغارقة منذ مئات السنين بالتآمر على العرب وعلى قضاياهم العربية وكي يقول للعالم أن مملكة الضباب مع الحق ومع العدل وها هي تصدر تقريرها الذي يظهر للعالم أن الحرب على العراق لم تكن عادلة وجاءت بناءً على معلومات خاطئة ..هل يعقل أن يصدر هذا التقرير بعد ثلاثة عشرة عاماً كي يقول أن هناك خطأ ما قد حصل ...فعلى من يضحكون ،وهل يمكن أن نصدق المهرج طوني بلير وهو يتوجه بالاعتذار وهو يقول أن القرار كان هو الأكثر صعوبة الذي اتخذه وقام بذلك بحسن نية والأنكى من ذلك أنه أضاف بأنه يتحمل كامل المسؤولية ولم يكتف بذلك بل قال أنه يعبر عن ألمه وأسفه ويقدم اعتذاره ..أين يصرف هذا الكلام ،وماذا يقدم للعالم ..؟..وهل يكفي الاعتذار بعد كل هذا الوقت ..ألا يستحي طوني بلير على دمه ..ألا يخجل ،وماذا ينفع الاعتذار الآن ..باختصار أنها مسرحية هزلية قام بتنفيذها بلير كي يبيض صفحة المملكة التي كان يوماً ما رئيس وزرائها وارتكب فيها أكبر حماقة مع رئيس أحمق هو جورج بوش بالحرب على العراق وتدميره وإحلال الفوضى فيه وهذا ما كان مرسوم له كي يتم تقسيمه في وقت لاحق كي يستمر مسلسل الفوضى في بقية الدول العربية تمهيداً لتقسيمها وإضعافها وذلك لأن العراق كان يمتلك جيشاً قوياً ويهدد أمن الكيان الإسرائيلي ، وكلنا يتذكر كيف أطلق صدام حسين صواريخه على الكيان الإسرائيلي مما أرعب الدول العظمى ومنها أمريكا وبريطانيا الحريصتان على امن الكيان الغاصب . مملكة الضباب ليست بريئة ويداها ملوثتان بدم العرب منذ مئات السنين ، وكلنا يذكر أنها كانت وراء إيجاد وطن لليهود في فلسطين المحتلة ، وهي التي سهلت ودعمت الكيان الإسرائيلي وهي التي قسمت الوطن العربي عبر اتفاقية سايكس بيكو ومن بعدها إضعاف الوطن العربي ومحاولة تقسيمه من جديد إلى دويلات صغيرة كي تسهل السيطرة عليها . إن مملكة الضباب ليست بريئة مما جرى ويجري في المنطقة العربية بدءاً من الحرب على العراق ، والحرب على سورية فهي ساهمت بتمويل ودعم وإرسال الإرهابيين كي تضعف الوطن العربي كي يصبح لقمة سائغة ويصبح ضعيفاً وعديم المقاومة . هل كنا فعلاً بحاجة لتلك المسرحية الهزلية التي قام بها بلير باعتذاره ، أم أنه أدى دوره المسند إليه أمام العالم وصدق الأغبياء أنه اعتذر وأن مملكة الضباب قد أخطأتز
كاتب وصحافي سوري