بقلم: نارام سرجون
هناك تشابه غريب بين البلطجية الأتراك الذين نزلوا الى الشوارع وبلطجية الربيع العربي .. دمويون وليسوا متظاهرين سلميين كما تروج الماكينة الاعلامية للاخوان دوما ان متظاهريهم سلميون منذ اليوم الأول ولايقتلون ذبابة .. رغم أنهم قتلوا من الابرياء والشرطة الكثيرين منذ اليوم الأول .. وفي تركيا بالأمس كانت سلميتهم مثل سلمية المتظاهرين السوريين دون زيادة أو نقصان .. ومانراه من وحشية في التعامل مع الأسرى من الجنود الأتراك هو ذات الوحشية مع كل الأسرى السوريين .. داعش والنصرة هي التي نزلت الى الطرقات وقررت االنتقام من الرمز التاريخي للجمهورية والمتمثل بالجندي التركي ..
ونلاحظ أن هناك مايشبه الثورات الملونة فكل المتظاهرين السلميين يحملون الاعلام التركية من مقاس واحد ولايبدو انه نزول عفوي استجابة لطلب الرئيس لأن هذا يعني ان يحمل كل واحد مايراه مناسبا ولذلك يجب ان تكون هناك صور وشعارات مختلفة واحجام اعلام مختلفة .. ولكن الأعلام موحدة وليست هناك صورة عفوية لرجل يحمل صورة لاردوغان الذي يحبه .. وكأن هناك تنسيقا وتنظيما وتعليمات لهذه الحركة التي تتناسق ولاتبدو عفوية .. فمن غير المعقول ان تتوحد الاعلام والشعارات وتختفي صور الزعيم من كل المسيرات .. وقال لي أحد الأتراك وهو أستاذ جامعي أكاديمي ان الأمر منظم وهناك من يقول ان المتظاهرين نزلوا في دقائق وكانوا جاهزين وكأنهم ينتظرون أمرا ورفعوا اعلام الجمهورية أمام الجيش وبعضهم قبّل الجنود وحياهم .. ولكن بعد دقائق فوجئنا بصور هؤلاء تحاصر الجنود وتستولي على أسلحتمهم .. وكأن الأمر خدعة من ميليشا حزب العدالة والتنمية حيث ظن الجنود ان المتظاهرين خرجوا يحتفلون لأن أعلامهم هي أعلام الجمهورية وليس فيها صورة لأردوغان .. ولكن عندما التحموا بهم وصعدوا الى الدبابات تم الاستسلاء على السلاح من قبل متظاهرين كانوا مسلحين ..
وأضاف: ثم ان منظر اذلال الجنود الأتراك لن يمر في ذاكرة العسكريين الاتراك دون عقاب لأنه اهانة واذلال للبزة العسكرية .. هؤلاء الجنود اما استسلموا كما في صور كثيرة أو كانوا أسرى ولكنهم ضربوا بوحشية وتمت اهانة الجيش التركي كله الذي أريد بهذه الصور اخافته ولكنها مذلة الى درجة أنها ستولد مشاعر غضب بلانهاية سيدفع ثمنها بلطجية حزب العدالة والتنمية بشكل باهظ ..وهي نذير شؤم لأن الاسلاميين دمويون ولكن العسكر لن يقلوا عنهم دموية اذا اقتضى الأمر ..
أخيرا سؤال الى الثورجيين: هؤلاء العسكريون الأتراك الذين ترحبون بمعاقبتهم بوحشية هم عسكريون منشقون في تركيا وخونة بنظركم .. أما عندما كان عسكري سوري ينشق كنتم تعتبرونه بطلا وليس خائنا ولايحق للدولة ملاحقته ولكن يحق لتركيا اعدام عساكرها الخونة !!!..