2025-05-25 12:16 ص

اتفاق اليسار الفلسطيني....بارقة أمل

2016-07-31
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني 
اتفاق قوى اليسار الفلسطيني الممثلة بالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وحزب فدا والمبادرة الوطنية الفلسطينية فيما بينها على تشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات البلدية المحلية المقبلة، تأتي خطوة في الاتجاه الصحيح وهو بالتأكيد مطلب جماهيري دعا اليه العديد من الكتاب التقدميين والشخصيات الوطنية، لكسر حالة الاستقطاب في الساحة الفلسطينية وهيمنة تنظيم فتح وحماس على هذه الساحة كل في موقعه. ولا شك ان الانقسام في الساحة الفلسطينية بين هذين التنظيمين قد انعكس سلبا على قضية شعبنا وعلى مقاومته للاحتلال الصهيوني البغيض وجعل كل من التنظيمين عرضة للابتزازات المحلية والإقليمية والدولية. ان الساحة الفلسطينية بحاجة الى تكتل ثالث ليس لزيادة الاستقطاب في الساحة الفلسطينية ولكن لوضع الضغط على التنظيمين ولرفع حالة الإحباط التي يعاني منها الكثيرون من شعبنا بسبب هذه الخلافات المزمنة والتي لم نعد نرى أنه بالإمكان تجاوزها وإعادة اللحمة الى الجغرافية والسياسية للساحة الفلسطينية. كما وإننا بحاجة الى مثل هذا التكتل للعمل الى وقف حالة التدهور والتنازلات المجانية التي قدمت وما زالت تقدم لصالح العدو الصهيوني. أن تواجد مثل هذا التنسيق بين القوى اليسارية المتواجدة على الساحة الفلسطينية والذي نأمل أن يرتقي الى نوع من الوحدة ضمن إطار سياسي جامع ذو برنامج سياسي واجتماعي توافقي لخدمة القضية وفقراء الوطن والدفاع عن حقوقهم والعمل على تفعيل المقاومة للاحتلال على كافة الأصعدة وبكل السبل المتاحة بما فيها المقاومة المسلحة. ولعل خوض الانتخابات البلدية المحلية المقبلة بقوائم موحدة على أسس الكفاءة المهنية والابتعاد عن الفئوية والتعصب والمحاصصة الحزبية قد يمهد الطريق لإقامة جبهة عريضة موحدة لليسار الفلسطيني لتفعيل دوره في الشارع والعمل على تأطير الجمهور الفلسطيني لرفض مسلسل التنازلات المجانية، وتصحيح المسار بالتخلي عن اتفاقية أوسلوا سيئة الصيت وما تبعها من اتفاقيات وتفاهمات أدت الى تكبيل القيادة المتنفذة في السلطة، وتجذر ظاهرة الاستئثار بالسلطة والهيمنة على القرار الفلسطيني، والسير في طريق المفاوضات العقيمة التي أضرت كثيرا بقضيتنا وحقوقنا المشروعة التي كفلتها القرارات والشرعية الدولية، وإعادة بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني.