2025-05-24 11:43 م

ليبيا كنز الكنوز ونقلة الشطرنج القادمة في الاقليم

2016-08-06
بقلم: إيهاب شوقي
التضحية في الشطرنج هي التخلي عن قطعة على أمل الظفر بتعويض تكتيكي أو استراتيجي أو القيام بمات ، ويمكن أن تكون كذلك تبديل عمدي لقطعة ذات قيمة كبيرة مقابل قطعة ذات قيمة صغيرة للخصم وهناك •تضحية حقيقية : حيث يلعب اللاعب المضحي بعدد قطع أقل من الخصم لمـدة معينة. •تضحية مزيفة : يستعيد فيها اللاعب المضحي بسرعة قطعته المضحى بها أو أكثر أو يقوم بمات. و كتعويض على التضحية الحقيقية يحصل اللاعب ميزات ديناميكة كأن تكون قطعه أكثر فعالية وهو أمر عليه الاستفادة منه وإلا سيتعرض لخسارة المباراة نظرا لتأخره في القطع ، ولأن هذا النوع يميزه طابع المجازفة يطلق عليه أيضا تضحية المضاربة. الحظر الجوي على ليبيا أو فجر أوديسا (بالإنجليزية: Oddyssey Dawn) كما اسمتها الولايات المتحدة هي عملية عسكرية قامت بتنفيذها قواتها على العقيد معمر القذافي منذ 19 مارس 2011. تستخدم القوات الفرنسية اسم عملية هارماتان (Opération Harmattan) والبريطانية تسمية عملية إلامي (Operation Ellamy) والكندية تسمية عملية موبيل (Operation MOBILE) على العمليات العسكرية التي تنفذها بالمشاورة مع الدول الأخرى. بدأت الولايات المتحدة عملياتها الحربية مساء 19 مارس وذلك عندما اطلقت مدمرات وغواصات أمريكية 110 صاروخ توماهوك على أهداف ليبية. في 27 أكتوبر 2011، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2016 بإنهاء منطقة الحظر الجوي بحلول الساعة 23:59 من يوم 31 أكتوبر 2011 بتوقيت ليبيا. ما هو سر التسمية الامريكية؟ لنتأمل: اوديسا هي هي الملحمة الاغريقية الشهيرة، والتي اعقبت الالياذة والتي شهدت عودة اوديسيوس صاحب فكرة حصان طروادة وطنه والى زوجته، فلنتأمل! سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الخميس 19 فبراير 2015، على سرت الليبية بالكامل، وأوقف الدراسة في جامعتها بعد أن سيطر على كافة المقار الحكومة في المدينة، بحسب مصادر محلية. ويبدو ان تاريخ 2015 له مدلولات هامة، فما هي حكايته؟ تقول التقارير انه وأمام قرابة 900 شخص ضمهم الملتقى الوطني الأول للمجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا، قال الفيلسوف الفرنسي الإسرائيلي، برنارد هنري ليفي: “لقد شاركت في الثورة في ليبيا من موقع يهوديتي”، وتابع القول: “لم أكن لأفعل ذلك لو لم أكن يهوديًّا، لقد انطلقت من الوفاء لاسمي وللصهيونية ولإسرائيل”. موقف ليفي سحب وراءه عدة مواقف لشخصيات يهودية أكدت على العبث الإسرائيلي بليبيا، منها قيام رئيس الجالية اليهودية الليبية الجديد، بزيارة سرية لطرابلس، لشراء قطع أراضٍ شاسعة هناك، وفي منطقة الجبل الأخضر شرق ليبيا، وتنقل إذاعة “صوت إسرائيل” عن رجل أعمال يهودي، يمتلك استثمارات في مختلف دول العالم قوله: “اليهود الليبيون عائدون إلى وطنهم ليبيا قريبًا جدًا، وسيكون 2015 عام عودة اليهود إلى ليبيا، إلى جانب توطين يهود دول المغرب العربي تونس والمغرب والجزائر”. ويعتمد المخطط، بحسب رجل الأعمال، على نقل مليون يهودي إلى ليبيا، بمساعدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية، وبمساعدة أمريكا وبريطانيا وفرنسا. يبدو ان 2015 تم ترحيله قليلا لزروف خاصة برقعة الشطرنج والتدخل الروسي في سوريا او اسباب لم تظهر بع، ولكن هل انتهت حكاية سرت؟ لنتأمل: يقول انصار داعش نصا عن سرت "تمتاز باكتفائها الذاتي في موارد الحياة، فيها محطة بخارية لتوليد الكهرباء وتربط كثير من مدن غرب ليبيا، فيها ميناء بحري وميناء صيد، وفيها مشروع زراعة القمح والشعير وهو أكبر مشروع في ليبيا، تصعب محاصرتها ويمكن الوصول للصحراء عن طريقها بسهولة، سكانها من قبائل ورفلة والتي تربطها علاقة ببن وليد ومن قبائل الفرجان والمعدان والقذاذفة والهمالي والطرشان. تعتبر المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط رابطا رئيسا لخطوط المواصلات بين شمال البلاد وجنوبها، فالمدينة الواقعة شمالا في منتصف الساحل الليبي تقريبا يربطها طريقا رئيسا يمكن الوصول منه إلى آخر نقطة مأهولة في الجنوب، وفيها جامعة سرت إحدى أكبر الجامعات الليبية. يلتقي عندها انبوبي النهر الصناعي العظيم القادم من واحات السرير والكفرة والآخر القادم من جبل الحساونة ليشكلا أطول واضخم شبكة لنقل المياه في العالم من صنع الإنسان عرفها التاريخ. وهو مشروع إن أحسنت الدولة الإسلامية استغلاله وتوظيفه سيكون بوابتها لمشاريع زراعية وصناعية ضخمة حيث أن قدرة هذا النهر تصل إلى جر ما يقارب من 6.5 مليون متر مكعب في اليوم الواحد من مياه الأبار الجوفية في الصحراء إلى مدن الساحل." هل انتهت حكاية سرت؟ فلنتأمل: بحسب الدراسات التاريخية في الأثار الموجودة في ليبيا فأقدم تواجد لليهود في ليبيا كان في حدود مدينة سـرت في القرن العاشر قبل الميلاد آبان حكم الملك و النبي سليمان عليه السلام حيث تم العثور على أثار معبد يهودي هناك. وفي دراسة هامة للباحث محمد نعيم، يلقي الضوء على معلومات غاية في الخطورة، بالقول ان اليهود والتنظيمات الصهيونية، يرتكنون في مبررات السطو على الأراضي والثروات الليبية، إلى الترويج لمزاعم إجبارهم على التهجير القسري من ليبيا، يؤكد الواقع التاريخي أن تلك الفئة هاجرت طواعية، عندما سمح لها الملك إدريس السنوسي بالهجرة بناءً على طلب تقدم به رئيس الطائفة اليهودية الليبية في حينه. ملجأ اليهود أما في ما يتعلق بملكية اليهود الأراضي التي يتحدثون عنها في ليبيا، فيفند الباحث اليهودي، الأستاذ في جامعة السوربون، ناحوم سلاوش، تلك المزاعم بشكل غير مباشر، حينما عاد لفترة تاريخية أقدم، وقال، بحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن الأراضي التي عرضها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لم تكن إلا منطقة سِرت وسط ليبيا. ومعلوم أن منطقة جنوب سرت كانت في عهد الرومان ملجأ لكثير من اليهود الذين فروا إليها من منطقة قورينا، شحات، في شرق ليبيا أثناء قمع الرومان ثورة اليهود الكبرى، التي أشعلها يهود قورينا سنة 115م، واستمرت حتى سنة 118م. واستطاع أولئك اللاجئون أن يؤسسوا مستعمرة لهم بالقرب من تل اليهودية. تل أبيب تحشد المؤتمر اليهودي لتحصيل 600 مليون دولار من ليبيا وأشار اليهودي ناحوم سلاوش إلى أن عدد يهود بلدة سرت كان نحو 50 يهودياً سنة 1909. وربما تعني تلك المعطيات بادرة خطيرة من الحكومة العثمانية للمساهمة في حل مشكلة اليهود العالمية، على حساب جزء مهم من ليبيا بحكم الواقع الجغرافي لإقليم سرت، وأهميته بالنسبة لبقية أجزاء ليبيا كحلقة وصل بينها. ههل حانت لحظة القطاف؟ في الأول من أغسطس/آب 2016، شنت الولايات المتحدة الأمريكية غارات جوية على أهداف تابعة لـ "داعش" في معقله في مدينة سرت الليبية. ويتساءل كثيرون عن الخطوة الامريكية المفاجئة!!! يرصد مانيلو دينوتشي، ان ليبيا تملك 40 بالمئة تقريبا من النفط الإفريقي الثمين، لجودته العالية وتكلفة استخراجه المنخفضة، واحتياطيات عظيمة من الغاز الطبيعي، الذين قد يحقق استغلالهما من طرف الشركات الأمريكية والأروبية المتعددة الجنسيات، أرباحا أعلى مما كانت تحصل عليه من الدولة الليبية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنها -بالقضاء على الدولة الوطنية والتعامل بشكل منفصل مع جماعات السلطة في طرابلس وبرقة- الحصول على خصخصة احتياطيات الطاقة العامة، وبالتالي فرض سيطرتها المباشرة. بالإضافة إلى الذهب الأسود، تطمع الشركات المتعددة الجنسيات الأمريكية والأوروبية في الاستيلاء على الذهب الأبيض: احتياطي المياه الجوفية الضخم في الخزان النوبي، والذي يمتد تحت كل من ليبيا، مصر، السودان وتشاد. الفرص التي يقدمها ذلك قد تجلت في منجزات الدولة الليبية، التي بنت القنوات الناقلة لمياه الشرب والري.. ملايين الأمتار المكعبة يوميا تستخرج من 1300 بئر في الصحراء، على مدى 1600 كلم حتى المدن الساحلية، محولة الأراضي القاحلة إلى خصبة. بإنزالها في ليبيا، تحت ذريعة رسمية مفادها الحضور إليها وتحريرها من تواجد داعش، تستطيع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى أيضا إعادة فتح قواعدها العسكرية التي أغلقها معمر القذافي عام 1970، في تموقع جيواستراتيجي هام عند تقاطع بين البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا والشرق الأوسط. وأخيرا، مع "مهمة المساعدة في ليبيا"، تقتسم الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى غنيمة أكبر سرقة في القرن: 150 مليار دولار من الصناديق السيادية الليبية، التي صودرت عام 2011، والتي بالإمكان ان تتضاعف 4 مرات إذا عادت الصادرات الطاقوية الليبية إلى مستوياتها السابقة. الصناديق السيادية، التي استثمرت في عهد القذافي في إنشاء عملة ومؤسسات مالية مستقلة من اجل الاتحاد الأفريقي (سبب قتل القذافي، كما تبين رسائل لهيلاري كلينتون)، سيتم استخدامها لتفكيك ما تبقى من الدولة الليبية. دولة "لم تكن يوما موجودة"، لأنه لم يكن في ليبيا غير "عدد من القبائل"، حسب ما صرح جورجيو نابوليتانو، المقتنع بأنه ينتسب إلى مجلس شيوخ مملكة إيطاليا. التضحية بقطعة داعش في مقابل ليبيا ربما تكون واردة، ولكن هل (اسرائيل) بعيدة عن المشهد؟ في 30 نوفمبر الماضي أعلن حفتر استعداده “التعاون مع إسرائيل وتلقي الدعم بمختلف صوره منها”، “لأنها صديقة”، بل قال في حواره لصحيفة كوريرا ديلا سيرا الإيطالية، في إجابة على سؤال عن استعداده لتلقي الدعم من إسرائيل: “ولم لا، فعدو عدوي هو صديقي”. ذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية أن إحدى شركات التقنية والحواسيب وبالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية أكدت أنها تمكنت من اختراق موقع للرسائل الخاصة يستخدمه داعش على شبكة الإنترنت. وقالت الصحيفة، في مقالتها التي نشرت الجمعة 5 أغسطس/آب،: "الإسرائيليون أكدوا أن التنظيم يستخدم الموقع لتبادل الرسائل والتخطيط لشن هجمات على أهداف ومصالح غربية منها قواعد عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط". وأوضحت "التايمز" أن الشركة أشارت إلى أنها اكتشفت قائمة تضم أكثر من 500 من أعضاء التنظيم يتبادلون الرسائل المشفرة على تطبيق "تليغرام" للرسائل، والتي حوت مواقع القواعد العسكرية الأمريكية خاصة في دول الخليج. وتقول الصحيفة إن "تطبيق تليغرام أصبح متداولا بين قادة ومسلحي داعش بسبب قيامه بتشفير المراسلات، وهو السبب ذاته الذي يدفع نشطاء حقوق الإنسان لاستخدامه في الدول القمعية حيث يكون من الصعب على السلطات اختراق التطبيق والتجسس على الرسائل". وتعتبر التايمز أن الإعلان الإسرائيلي يرجح المخاوف الأوروبية من أن "داعش" وجهاز استخباراته المعروف باسم "أمني" يستخدمون التقنية الحديثة في تخطيط وتنسيق وتخطيط الهجمات في دول الاتحاد الأوروبي. نتفهم ان تشارك اسرائيل الغرب غنائمهم في ليبيا والهاء روسيا في معارك جديدة في سوريا. ولكن رجاء وامل الا يكون لذلك علاقة ولو بالتنسيق مع التحركات المصرية في ليبيا والتي لها بالتأكيد اهداف مختلفة عن الاهداف الغربية، كما نأمل الا تكون هناك ثمة علاقة ولو بتعاون معلوماتي بين الصهاينة والامريكان وبين بما اقدم عليه الجيش المصري العظيم من تصفية لماوصف بزعيم انصار بيت المقدس بسيناء والا يكون هناك ادنى تعاون استخباراتي بين مصر واسرائيل ولاسيما في مجال الارهاب، لان ذلك فوق انه معيب فهو غير عقلاني وسينطوي على افخاخ مستقبلية وفي احسن الاحوال سيكون له مقابل، لان لاشئ بلا ثمن مع الكيان الصهيوني، ونرجو ان يعي الجميع ان ليبيا هي المعقل المتقدم للعمق المصري.