بقلم: بطرس الشيني*
نسمع الكثير عن حرية الصحافة في الغرب الى درجة ارتبطت كلمة الحرية بها ؟؟؟!!! ولكن اذا كانت حرة لهذه
الدرجة لماذا تتطابق اراء الكتاب والاعلاميين ومراكز الدراسات السياسية والاعلامية مع خطط واستراتيجيات السياسيين
الغربيين الى درجة تامة هل من المعقول " مع كل تلك الحرية " ان تجمع الصحف الكبرى ومحطات التلفزيون العالمية
على دعم التحالف العربي بقيادة السعوديةالذي يقتل اليمنيين بلا حساب منذ حوالي عامين لا بل وتبرر افعاله عبر تجاهل
الجرائم المرتكبة بحق المدنيين وخاصة الاطفال وحالة الانحياز الجماعي للصحافة " الحرة" الى جانب القاتل سبق
وبرزت عشرات المرات سابقا ولعل اوضحها كان في الوقوف الى جانب اسرائيل في حروبها على لبنان وغزة والضفة وفي
حياديتها " المدهشة " تجاه قنص وقتل المدنيين الفلسطينين من اللاطفال والشبان منذ مطلع العام الجاري وهو اختراع
اسرائيلي جديد لمنع انتفاضة كبرى حظي رضى وسكوت ليس وسائل الاعلام العالمية فقط بل ومعظم وسائل الاعلام العربية
.
هل من حرية الصحافة ان تتحول وسائل اعلام عالمية الى ابواق لتمجيد الارهاب في سورية وتردد اقوال السياسيين
الغربيين ببغائية مثيرة للقرف وهل من حرية الصحافة تلك الانتقائية في ادانة الارهابي اذا قتل اوربيا والثناء عليه اذا دمر
بلدا وقطع الرؤوس واكل الاكباد .
يصفون الاعلام الوطني في اكثر من بلد بانه " اعلام خشبي" وهو قد يستحق هذا الوصف ليس لانهم قالوا ذلك عنه بل
لانه اعلام نشأ بصورة خاطئة ولم يأخذ دوره كما يجب ولكن بالمقابل لماذا اصبح " الاعلام الحر" اعلام بلاستيكي
يشبه نسخ الاحذية البلاستيكية من مقاسات والوان مختلفة يباع ويشرى لمن يدفع اكثر .
البسطاء هم فقط من يعتقدون ان ثمة من يقدم لهم برامج اخبارية اوصحف او اي مادة اعلامية كرمى عيون الثقافة او
المصداقية او الحرية والديمقراطية وووووو فاي اعلام له اهداف سياسية او اقتصادية او اجتماعية او عسكرية "
الهيمنة" وعندما يتم التلاعب بالعقول يبدأ الاثتثمار في البضاعة المطروحة على شكل اخبار وافلام ودراسات .
في الغرب يعلمون اهمية وخطورة الاعلام " الخشبي " في ايضاح مايجري لذلك نظموا حملات باقلام محلية لتقزيمه
وعندما لم تجد نفعا تم اغتيال العديد من الصحفيين واستهداف محطات فضائية وطنية وقتل العاملين فيها وتدمير محطات
البث عن طريق المنظمات المسلحة المصنفه"معارضةمعتدلة " و داعش والنصرة ومنعوا القنوات التلفزيونية والاذاعات
" الخشبية" ذات الرأي المخالف من الوصول عبر الاقمار الصناعية وسا دت القنوات الفضائية ذات الرأي الواحد وبتنا
في زمن لا حاجة فيه لجهاز الريموت كونترول للتحكم بالقنوات التلفزيونية .... يكفي مشاهدة الbbc مثلا لمعرفة
ماذا تقول فرانس 24 الفرنسية اوdw الالمانية او الحرة الامريكية .... او الجزيرة والعربية وعشرات الفضائيات
المستنسخة التي تردد رأيا واحدا بغض النظر من هو المعد او المذيع او الكاتب والصحفي او الدارس والسياسي فالجميع اشبه
بنسخ بلاستيكية ملونة .
من تابع عبر المحطات الفضائية هجوم منظمة القاعدة " جبهة النصرة " والمنظمات الارهابية الاخرى على مدينة
حلب منذ ثلاثة ايام وكيفية تغطيتها من قبل الاعلام البلاستيكي " الحر" يقول ان العالم اصبح قرية واحدة ذات راي
واحد ونسخ بالوان متعددة !!! كلهم يدينون الارهاب ولكنهم يقدمون له السلاح والمال والدعم الاعلامي ووقف في ذلك
الغرب والعرب صفا واحدا والحكومات الديمقراطية وكتابها واعلامها مع الحكومات الملكية الدكتاتورية الرجعية لاتسطيع ان
تفرق ثقافة" بول البعير " عن من يحب "ديكنز " او " اليوت " وترى من يستمع الى موسيقى" بتهوفن"
يشابه بالراي من يتابع بشبق فتاوى النكاح ......
عالم جديد ... راي واحد .... حرية لاحدود لها بالنفاق والكذب والمتاجرة بحقوق الانسان والديمقراطية. *صحفي سوري