2025-05-24 07:00 م

حلب ،، والخطة " باء " الأمريكية

2016-08-13
بقلم: محمد شادي توتونجي
إن كل المشاهد اليوم مما يجري من معارك على جبهة حلب تحديداً ، تؤكد أن معركة حلب بما حشد لها من إرهابيين وهذا الكم الهائل من " الانغماسيين " وغرف الموك الإعلامية والعسكرية من جبهة محور العدوان الصهيوتكفيري من جهة ، ومن مجاميع قوات النخبة السورية ونخبة حزب الله والحشد الجوي الروسي الكبير والقوات الحليفة الأخرى المساندة للدولة السورية من جهة أخرى ، يؤكد بما لا يدعو للشك بأن هذه المعركة لها صفة واحدة و نتيجة واحدة " يا قاتل يا مقتول " إذ أنه يعلم كل محور الحرب على سورية وعلى رأسهم الكيان الصهيوني أن معركة حلب هي آخر أوراق الأمريكي قبل إعلان الهزيمة في سورية عبر بوابة انتصار الجيش العربي السوري مع حلفائه فيها ، وهذا ما يبدو يقيناً قد رسمت معالمه بعد أن تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استيعاب الهجمة الكبرى التي وقعت مع خسائر محدودة جداً في الجغرافيا ، واستعادة المبادرة وسد الثغرة التي روجت لها وسائل إعلام المحور الصهيو وهابي على أنها خط بارليف لما أسموه " ملحمة حلب الكبرى " ، واستطاع الجيش العربي السوري والحلفاء من إعادة التموضع الدفاعي والانطلاق لمعركة الهجوم المضاد ليس فقط على ساحة المعركة في الراموسة والكليات العسكرية هناك ، وإنما على امتداد الطريق الواصل من إدلب وريفها وصولاً للراموسة ، مستخدمين تكتيكات جديدة من كمائن وقضم وهضم وتسلل وصد متقدم للهجومات ، حيث أنه مع عمليات الصد يتقدم الجيش ويحكم السيطرة على المناطق التي تمركز فيها المهاجمون ويحرر كتلاً جديدة من الأبنية وطرق الإمداد إما بالسيطرة المباشرة ، أو بالسيطرة النارية التي تنجح أكثر في عملية استنزاف الإرهابيين وتجرهم لما يسمى " بقع تقتيل " أو ما نسميه " بالأهداف المغناطيسية " ، كما حدث في مبنى كلية التسليح حيث سوت المدفعية السورية بالتعاون مع سلاح الجو من تسويتها بالأرض بمن فيها من إرهابيين ظنوا أنهم تمكنوا من إحراز إنجاز عسكري ، وبآن واحد وبعمل مشترك أرضي جوي يتم عزل المسلحين عبر استهدافات متلاحقة لمحيط الكليات العسكرية واستهداف طرق الإمداد لهم ، والأهم فيما يجري أنه بعد الإنجازات الاستراتيجية للجيش العربي السوري والحلفاء من جبهات الملاح والكاستيلو والليرمون وصولاً إلى بني زيد وحندارات ، وأثناء قيام الجيش والحلفاء بالعمليات في الراموسة والكليات كان العمل الأهم في توسيع استهدافات الجيش العربي السوري مع سلاح الجو لكل المحاور الممتدة من حريتان وكفر حمرة والراشدين 4 و 5 لاستكمال الطوق على المجاميع الإرهابية ولإحكام وتأمين السيطرة على المحلق الشمالي وصولاً لتأمين الطريق الدولية ، عبر استهداف مراكز إمداد الجماعات الإرهابية من خان طومان إلى الزربة وخان العسل. وهذا ما يجعل تأكيد صحة التقارير الإسرائيلية الصحفية التي تحدثت عن أنه إذا ما انتصر محور المقاومة في معركة حلب فإن أدراج الأمريكي ستكون قد نضبت من جميع الأوراق التي يمكن أن تساوم عليها ، تزامناً مع إعلان الأمريكي عن إعادة فتح جبهة الجنوب السوري لإرباك الجيش السوري والحلفاء وتشتيت الانتباه عن الهزائم في معارك حلب والأمر الذي يدفعنا للقول يقيناً أن ما تحدث عنه المدعو " عادل الجبير " عن خطة " باء " الأمريكية حسب زعمه عما سمعه من " كيري " تؤكد بأن معركة حلب كانت هي الخطة " باء " إذا ما قاطعناه مع التقارير الإسرائيلية. ولهذا كان تأكيد القيصر الروسي بعد مؤتمر باكو الأخير في أذربيجان على أن معركة حلب لن تتوقف حتى النصر والحسم النهائي فيها وأنه لن تتعرض روسيا للخديعة مرة آخرى بهدن إنسانية ، التي حاول الأمركي جاهداً أن يهاجم الروسي بتصريحات مباشرة بلسان " أوباما " الذي قال خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون "أنا لست متأكدًا من أنه بإمكاننا الوثوق بالروس وبفلاديمير بوتين ولهذا السبب علينا أن نجري تقييمًا بشأن ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العدائية أم لا ، ربما تكون روسيا غير قادرة على الوصول إلى ذلك " ، الأمر الذي دعا نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف ، بأنه يتوجب على الولايات المتحدة إلى التصرف بـ”نزاهة” و”مسؤولية” إذا أرادت إعادة الثقة للعلاقات مع روسيا. وتابع قوله " لا يمكن استعادة الثقة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلا إذا تعامل زملاؤنا في واشنطن بصدق ومسؤولية مع كامل جدول أعمال العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن" مؤكداً أن الولايات المتحدة ، في حوارها معنا حول المسائل السورية ، لا تتصرف أحيانًا كما يفعل الشركاء ، ولا تزال بعيدة عن إظهار استعداد للتفاوض على أساس من المساواة ". وعلى الطرف الآخر و ليس من باب المساواة بين الطرف الإرهابي المعتدي بداعميه مع محور المقاومة للمشروع الصهيوتكفيري في المنطقة والعالم، فإن الجيش العربي السوري وحلفاؤه يعتبرون ويعلمون أن معركة حلب هي أم المعارك وهي المعركة الفصل ، وبأنها معركة الوحدة والانتصار الحاسم. فهي معركة الوحدة لأنها تسقط آخر أوهام التقسيم للأراضي السورية والتي تحافظ على وحدتها بعد فشل كل مخططات التقسيم للأراضي السورية وبعد الفشل الذريع في بداية الحرب ، عبر محاولة إسقاط حمص التي روج لها يوماً على أنها عاصمة الثورة السورية ، والتي كانت مرسومة بدقة نظراً لموقع حمص الجغرافي الذي يقسم ويفصل شمال سوريا عن جنوبها تماماً لامتدادها عبر الصحراء وصولاً للحدود العراقية شرقاً ، واللبنانية غرباً ، لتتصل لاحقاً بما سمّوه ولاية طرابلس لتصل داعش للبحر ، الأمر الذي شرح للكثيرين أن معركة احتلال تدمر لم تكن اعتباطاً بل لأنها الطريق المؤدية لهذا المشروع ، ولأنها المنطقة التي تفصل دمشق عن حلب تماماً ، الأمر الذي يجعل من الفتك بالجنوب والشمال سهلاً بعد التقسيم وقطع طرق التواصل والإمداد ، و كانت يومها معركة القصير التي كانت نقطة التحول الفاصلة في الحرب على سورية وأسقطت حلم التقسيم الأول. وأسقط حلم التقسيم الثاني عبر فشل كل عواصف الجنوب التي قاموا بها وتحصنت دمشق واستكملت معارك ريفها والغوطتين لتسقط حلم دك حصون دمشق. لذلك كانت حلب وستكون آخر معاقل الأوهام في التقسيم ، وستكون معركة النصر النهائي للحفاظ على وحدة أرض سورية ومعركة نصرها الحاسم ، لأنها ستحسم بعدها كل المعارك من إدلب إلى الرقة إلى كل الأراضي السورية. و لهذا كان قرار السيد الرئيس بشار الأسد حاسماً وقاطعاً بشكل نهائي أن معركة الحسم في حلب قد انطلقت ولن تنتهي إلا بالنصر. وهذا ما دعا سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للقول بأن حلب هي طريقنا للقدس ، وقال قولته الشهيرة بأنه " لو تطلبت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيرين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سورية سنذهب إلى سورية ". أيها السادة إن معركة حلب هي نقطة التحول التاريخية في حياة هذه المنطقة وشعوبها ، ولأن الهزيمة فيها ستحطم كل الانتصارات التي حققها الجيش وحلفاؤه في سورية ، وستكون أيضاً الضربة القاضية لكل الإنجازات على الساحة العراقية أولاً ، وتسقط فيها الانتصارات في القرم وأوكرانيا ، وسيفقد النصر النووي الإيراني نصره ، وستصبح أمريكا وأذنابها على بوابات طهران التي أسماها المأفون بوش الابن إبان حربه على العراق بالجائزة الكبرى ، وكذلك بوابات موسكو ستكون بأيدي أزلام أردوغان والوهابيين الذين عاثوا فساداً في القوقاز عبر مدارس الإسلام التلمودي الوهابي الإخواني فيها. أما اليوم وبعدما حدث على مشارف معركة حلب الكبرى والسقوط السريع والمتدحرج لجيش الإرهاب الأمريكي ، شاء من شاء وأبى من أبى ، أصبح الأسد المنتصر قائد جيوش مكافحة الإرهاب في المنطقة ونيابة عن العالم أجمع ، وأنه وبدون الأسد المنتصر كقائد لن يستطيع أي حلف خوض هذه المعركة أبداً ، الأسد المنتصر بجيشه وشعبه وحلفائه من بحر الصين مروراً بطهران وبغداد وموسكو وليس انتهاءً بحزب الله هم المفتاح الأوحد لهزيمة الإرهاب في المنطقة ، بعد ما يزيد عن خمسة أعوام ونصف العام في حربهم على الإرهاب الصهيو- وهابي في المنطقة . في الختام نقول في حلب هزمت المغول والروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، فحلب أثبتت أنها كانت القبان وبيضة القبان ومنها تعاد رسم الخرائط بقيادة أسد التاريخ والوعد الصادق " نصر الله "، وفيها دق رأس الناتو ( العثماني ) ومعركة حلب هي التي ستثبت أقدام الجيش السوري المنتصر وحلفائه على رؤوس الأمريكي وأذنابه من المهزومين ، ولا نقول إلا أنه من رايات النصر في الفلوجة والموصل إلى حيث النصر الآتي في حلب بأننا أمة لا نعرف الهزيمة ، وشعارنا بأن حلب هي أسطورة النصر وأيقونته ، وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا .