مع استمرار الأزمة السورية واستمرار المآسي التي لازمتها ومع مرور سنواتها الخمس العجاف وهاهي السنة السادسة على الأبواب فآذار الذي خان العهود ولعب بمواثيق الطبيعة لم يصبح رمزاً للربيع فقد بات خريفاً وقاسياً بكل ما في الكلمة من معانٍ لأن ما حصل في سورية هو إجرام ممنهج بحق الوطن أولاً والعروبة ثانياً ليتأرجح المواطن السوري على حبل مصنوع من الانتماء إن بقي صامداً نجا وسار مع وطنه إلى الانتصار وان تركه وقع في هاوية التدمير التي تقتل وتفتك بكل شيء يقع فيها. ومن يعشق الأرض يتمسك بهذا الحبل ويتحمل كل الألام والجراح فسورية تستحق منا التضحية. ومع التضحية تعلم هذا الشعب الصبر وأتقنه جيداً واستقبل الموت وتآلف مع المصاب واعتاد عليه فهو في داخله إيماناً بأن الفرج قريب والليل مهما طال ظلامه لابد من صباح مشرق.
على وجهه ارتسم الذهول وأتقن استخدام علامات الترقيم فهي تظهر واضحة في ملامحه مع كل خبر يسمعه وما حدث في حلب مؤخراً كان كفيلاً بان ترى إشارة التعجب مرسومة على الوجوه مستغربين من هذا الهجوم الشرس عليها ومع كل تصريح للإرهابي الذي يموّل الحملة ويحركها مع أسياده ترى النقطين (:)بعد القول تنقط ظلماً على وجوههم منتظرين الأمل بفاصلة(،)بفصله الخائنين عن الحياة وبنقطة(.)تقطع كلامهم وترسل الظالمين إلى جهنم زمراً فالحسم العسكري كفيلاً بوضع الأقواس( )وحصارهم مع مرتزقتهم في بوتقة من نار تحرق قلوبهم وتصهرها.
الا ان اشارات الاستفهام(؟)هي سيدة العلامات الآن فتعابيرها واضحة ربما استغراباً أو ربما سؤالاً عن أحداث جعلت البعض يرسمون إشارة التعجب(!)بعدها ومنها مؤخراً زيارة التركي إلى روسيا؟! وماتحمله الأجندات في داخلها فبعض السوداويون وكعادتهم أوجسوا خيفة من الزيارة وخاصة بأن روسيا على حد زعمهم بحاجة للغاز التركي واحتسبوه ورقة ضغط جاء بها اردوغان للقيصر الروسي يبتعد من خلالها الثاني من دعم سورية ولكن روسيا الصديقة والتي قدمت جيشها مساندة ودعماً لسوريا وإيماناً منها بان الإرهاب في سورية لابد من القضاء عليه لن بغيرها غاز تركيا الفاسد وسيعود اردوغان خائب الرجا يجر ذيول العار وسيكتبها التاريخ عنواناً جديداً لزمن أصبح فيه اردوغان الرجل الدموي والخائن الأول ولكن رغم لعبة السياسة إلا أن السوريين يحملون علامات الترقيم على وجهوهم إلى أن يحل الأمان وطنهم ويأتي النصر القريب يصنعه أبطال جيشنا العربي السوري وبدعم من شرفاء هذا الوطن.
*كاتبة سورية من مدينة حمص