2025-05-24 04:57 م

على كافة الجهات

2016-08-15
بقلم :عبد الحكيم مرزوق
كيف ستبدو الخارطة بعد تحرير حلب من رجس العصابات الإرهابية ، والتنظيمات المتأسلمة التي عاثت فيها قتلاً وتدميراً على مدى السنوات الماضية ، ترى هل تعيد الإدارة الأمريكية خلط الأوراق من جديد ، أم تقبل بالواقع الذي سيفرضه رجال الجيش العربي السوري وحلفاؤهم في الميدان ، أم أنها ستستمر في التآمر وإيجاد سيناريوهات جديدة لإطالة سنوات الحرب في سورية وهي التي لم تتوان عن لعب الورقات الثلاثة مع كل الجهات الحليفة واتي تعتبرها عدوة في السر والعلن حيث لا يمكن أن تقول أي شيء بكل الصراحة والوضوح بل هي على الأغلب تخفي ما تعلن وتعلن غير ما تخفي ؟ حلفاء واشنطن أشد قلقاً من الإدارة الأمريكية مما يحصل على الجبهة الشمالية وعيونهم تترقب بقلق ما يجري يومياً ولعل الأكثر دهاءً هو الحليف التركي الذي أصبح يقرأ ما يجري ويدرك أن لا مستقبل للعصابات الإرهابية في سورية وأن الجيش العربي السوري سيتمكن عاجلاً أم آجلاً من تحرير كامل الأراضي السورية التي تتموضع عليها العصابات الإرهابية ، ولذلك فقد بدأ بإرسال إشارات ورسائل إلى روسيا وبدأ بالاعتذار أولا ً على أمل أن تعقد لقاءات أثر اللقاءات لإعادة تموضعه في الخارطة الجديدة التي ستتوضح معالمها بعد حسم المعركة في حلب وذلك كي يخفف من الخسائر التي لحقت به وتخلّي الاتحاد الأوروبي عنه ومنعه من الانضمام إلى عضويته والتصريحات التي صدرت أخيراً والتي عمقت الهوة بينه وبين دول الاتحاد ، ولم يكتف الجانب التركي بذلك بل أرسل رسائل أخرى إلى القيادة السورية عبر رئيس وزراء نظامه بأنه يريد أفضل العلاقات مع دول الجوار وخاصة سورية وبناء على ذلك لم يطل الرد السوري على التصريحات التركية إذ قالت سورية علانية أنها لا تهتم بالأقوال بل بالأفعال .. أي أن على القيادة التركية أن تقوم بأشياء كثيرة قبل أن تعبر عن قيام علاقات مع سورية بعد أن خربتها بالتآمر عليها عبر السنوات الماضية من تمرير ودعم المسلحين وسرقة النفط والمعامل من الشمال السوري تبقى السعودية وحدها تعيش خارج التغطية وبعيدة عما يجري على أرض الواقع حيث تبدو تصريحاتها عبر أمردها الجبير غير واقعية ، ولم يعد أحد في العالم يتحدث بتلك المقولات التي يتفوّه بها ولذلك يبدو بعيداً عن الحنكة والسياسة ويظهر صبياً أرعناً غير مدرك لما يقوله وكأن أحدا ً ما يلقنه ما يقول ، ولذلك فإنه يعبر عن مواقف لا منطقية وغير مفهومة ولا مدروسة ، ولعل الشيء الواضح في هذا المجال هو أنه كما تدل الوقائع أنه يتحدث بلسان غير عربي وكأنه لا يعبر عن سياسة دولة عربية خاصة بعد الفضائح لتي ظهرت للعلن عن اجتماعات واتصالات مع الكيان الإسرائيلي ، وهذا الذي كانت في السابق تخفيه أصبح الآن يظهر للإعلام بكل وقاحة وصفاقة، وأعتقد أن هذا الأمر لم يكن مستبعداً خاصة بعد أن ثبت تآمر مملكة الرمال على كل العرب قاطبة وليس سورية ومحور المقاومة فقط، وهذا ماتجلى عبر التصريحات التي جاءت بعد حرب تموز عام 2006 والتي دعت فيها المقاومة للتراجع إلى صالح الكيان الإسرائيلي ، وكذلك دعم ما سمي زوراً وبهتانا ً بثورات الربيع العربي وكذلك دعمها للمسلحين وللعصابات الإرهابية القذرة في سورية عبر السنوات الست الماضية بالمال والسلاح وكل ذلك بالطبع ضمن المخططات الأمريكية في المنطقة العربية لإضعاف دول محور المقاومة خدمة للكيان الإسرائيلي الذي رأينا أفعاله التي كانت تجري في الأراضي المحتلة هي ذاتها تجري في المناطق التي كان المسلحون والعصابات الإرهابية يسيطرون عليها، بل إن تلك الأفعال فاقت الجرائم التي ارتكبها وما زال الكيان الإسرائيلي وذلك حتى تبدو أفعال وجرائم الصهاينة أقل رحمة من أفعال وجرائم العصابات الإرهابية المتأسلمة التي جاءت بأسماء وهويات مختلفة كلها تعبر عن الحقد والكراهية للعرب وللمسلمين . هل ستبقى مملكة الرمال على مواقفها الدنيئة في محاربة القيادة السورية أم أنها ستعتدل في الفترة القادمة وخاصة إذا أعادت الولايات المتحدة الأمريكية تموضعها عبر الخريطة الجديدة التي ستؤول إليها .. الأكيد أن السعودية ستبقى وحيدة في النهاية وستتخلى عنها الإدارة الأمريكية لأن ليس لدى الإدارة صديق ، كلهم يجب أن يخدموا مصالحها وفي النهاية لابد أن تتخلى عنهم وهذا يعني أيضا ً المؤشرات تدل على تغيير في مملكة الرمال بوجوه وأسماء جديدة ستكون بالتأكيد في خدمة الإدارة الأمريكية التي لن تتوقف عن التآمر وعن صياغة سيناريوهات جديدة في المنطقة ، وإذا فشلت سيناريوهاتها الحالية فإنها ستستمر لأنها لو توقفت فهذا يعني نصراً كبيراً لمحور المقاومة وللحلف الروسي والإيراني وهي لا تريد أن تشعرهما بالنصر أبدا ً ، وهذا يعني أيضاً نهاية للكيان الإسرائيلي أمن الكيان الإسرائيلي خطا ً أحمراً .. أن ما ترسمه النتائج في الجبهة الشمالية لن يكون سهلا ً وستكون نتائجه مزلزلة على كافة الجهات وستتغير الكثير من الأمور ، وإن غداً لناظره قريب .
*كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com