2025-05-24 03:47 م

من يوقف الزعرنة والمجازر لآل سعود في اليمن؟

2016-08-15
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
يوما بعد يوم يتبين للقاصي والداني وحتى لمن "تعاطفوا" مع العدوان العسكري أو صمتوا صمت القبور الذي شنه آل سعود في مارس/أذار 2015 على الشعب اليمني أن آل سعود لن يقبلوا بأقل من الاستسلام الكامل لكل مكونات الشعب اليمني والرضوخ الى مشيئة آل سعود وولي الامر والعودة الى عهد العبودية لآل سعود التي دامت لعقود. فشلت السعودية في تنفيذ مخططها في اليمن على الرغم من الدعم الأمريكي المباشر والغير مباشر والتعاون مع تنظيم القاعدة في اليمن واستحضار المرتزقة من كتائب من بعض الجيوش العربية والمرتزقة المحترفين من بلاك ووتر وقوات خاصة من دول غربية على الأرض وحصار بحري وجوي وبري مطبق وبتأييد من الأمم المتحدة و "المجتمع الدولي" وغارات جوية لم تنقطع في يوم من الأيام حتى في أيام شهر رمضان المبارك التي لم تبقي أي من مكونات البنية التحتية لليمن وأغلب هذه المكونات قد دمرت وقصفت لأكثر من مرة. وارتكب "التحالف العربي الإسلامي!!!!!" الذي يقوده آل سعود بالبترودولار أبشع المجازر بحق السكان المدنيين وخاصة الأطفال منهم والنساء ووصل عدد الشهداء من الأطفال فقط ما يقرب من 1200 شهيدا. وبالرغم من تقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية الذي يتبع بعضها الأمم المتحدة وقفت الأمم المتحدة وأمينها العام بشكل فاضح مع آل سعود حيث قام بسحب السعودية من الدول القائمة السوداء للدول المتهمة بارتكاب جرائم حرب، وذلك انسجاما مع الضغوط الامريكية والتهديدات السعودية بقطع المعونة عن بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة وربما أيضا نتيجة دفع مبالغ مالية لأفراد وشخصيات لها تأثير مباشر على اتخاذ القرارات بهذا الشأن. وها هم آل سعود يعودون اليوم لارتكاب مجازر جديدة بشعة بحق الشعب اليمني بعد ان أوعز آل سعود للرئيس السابق هادي وزمرته من المفاوضين بوضع العراقيل أمام تحقيق أي انفراج في المباحثات والتي أفضت بالانسحاب من مباحثات الكويت لان الواقع الميداني لم يكن ليعطيهم أية رافعة يستطيعون استخدامها على طاولة المباحثات. هذا ببساطة حقيقة الامر وبدون فذلكات فكرية وتمحيص في القضية. ونقولها أيضا أن آل سعود استطاعوا شراء الأمم المتحدة مرة أخرى عندما أعلن المبعوث الخاص السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن تخليه عن السعي الى الحل الشامل المتكامل في اليمن واقتراحه ان تتم المباحثات على مرحلتين. على ان تتم المباحثات بالنسبة للقضايا السياسية بين الفرقاء اليمنيين في الرياض بعد الانتهاء من المرحلة الأولى المتعلقة بالقضايا الإنسانية بما فيه من إيصال المساعدات الى المناطق في اليمن وإطلاق سراح الاسرى لدى الجانبين. بمعنى ان الحلول السياسية الخاصة بطبيعة الحكم والمشاركة به وشكل الدولة والمستقبل اليمني سيكون في أيدي آل سعود، وهذا الذي رفض من أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكان تعليق المفاوضات الذي أعلن عنه المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لمدة شهر وعلى ان يتم في مكان سيتم الاعلان عنه لاحقا، فآل سعود لا يريدون استكمال المباحثات في الكويت. هذه الفترة الزمنية يأمل آل سعود أن تستطيع طائراتهم وقصفهم الجوي المستمر بالإضافة الى مرتزقتهم على الأرض المتحالفة مع تنظيم القاعدة في اليمن على قلب موازين القوى أو تحقيق أي اختراق ميداني استراتيجي ليوظف على طاولة المفاوضات المقبلة إذا تمت. لم ينتظر "التحالف العربي الإسلامي!!!!!" حتى ولو ساعات الى تكثيف طلعاته وقصفه للأراضي اليمنية. هذه الطلعات التي لم تتوقف منذ أذار 2015 وان كانت خفت فقط حدة وتيرتها اثناء المباحثات في الكويت. وفي غضون أقل من ساعات قامت طائرات التحالف الغير مقدس بتنفيذ أكثر من 100 غارة جوية وقصف جوي على العديد من المناطق كان للعاصمة صنعاء وما حولها النصيب الأكبر من هذا القصف العشوائي الوحشي. طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية قامت بارتكاب مزيد من المجازر التي ترقى الى جرائم حرب تضاف الى قائمة طويلة من المجازر التي ارتكبها على مدى ما يقرب من العام والنصف. فخلال الأيام القليلة الماضية تم استشهاد سبعة من عمال مصنع للأغذية نتيجة قصفه من قبل طائرات التحالف. كما استشهد ما لا يقل عن 10 اطفال نتيجة قصف احدى المدارس الثانوية للطلاب في شمال اليمن كلهم كانوا دون سن 15 عاما بحسب منظمة أطباء بلا حدود، وكان أن استهدفت المدرسة من قبل طائرات التحالف المجرم أثناء تأدية الطلاب لامتحاناتهم. واستشهد 6 من أفراد عائلة واحدة نتيجة قصف البيت الذي يسكنون به، وتحفظت بعض القنوات التلفزيونية الفضائية من عرض صور الشهداء من الاطفال لشناعتها وهولها. وهذا بعض من نتائج القصف الهمجي المكثف الذي لم ينقطع لهذه اللحظة. ومع تزايد كثافة القصف الجوي تقوم الولايات المتحدة الامريكية بالموافقة على صفقة أسلحة وذخائر بقيمة ما يقرب من 1.2 مليار دولار بالرغم من مناشدة المنظمات الدولية للدول الغربية بعدم بيع السلاح للسعودية بعدما تبين استخدامه بقصف الاحياء السكنية وما أحدثه من خسائر كبيرة في أرواح المدنيين وخاصة من الأطفال والنساء. وان دل هذا على شيء فإنما يدل على المشاركة الفعلية للولايات المتحدة في الحرب على اليمن التي تقوم بتقديم الغطاء السياسي في المحافل الدولية، وكذلك الدعم اللوجيستي والتسليحي بالإضافة الى تواجد غرفة عمليات مشتركة مع "التحالف" في الرياض لإدارة العدوان العسكري على اليمن. وبالإضافة الى القرصنة التي يمارسها آل سعود فقد منعت السلطات السعودية طائرة الوفد الوطني اليمني من مغادرة مسقط الى العاصمة صنعاء، وقامت بتمديد الحظر 72 ساعة أخرى بعد انتهاء 72 ساعة الأولى. وللتذكير فقط فقد منعت السلطات السعودية سابقا طائرة الأمم المتحدة التي كان من المفترض ان تنقل الوفد الوطني اليمني من صنعاء الى جنيف لإجراء مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هناك. كما عطلت ومنعت الوفد الذي كان من المفترض ان تقلع طائرته من عمان الى صنعاء في فترة سابقة أيضا. ولا بد لنا أن ننوه ان كل هذه القرصنة الي يمارسها آل سعود المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية لا تجد ادانة من الأمم المتحدة وامينها العام السيد بان كي مون مما يضع الأمم المتحدة وامينها العام في دائرة التواطىء مع العدوان ان لم نقل تأييد هذا العدوان الغاشم على دولة لم تعتدي ولم تشكل خطرا على السعودية أو أي من الدول المجاورة لها والذي قد يؤخذ مبررا للعدوان على هذا البلد الذي يعد من أفقر البلدان في المنطقة اللهم الا في الإباء والكرامة والشهامة وعدم القبول بالضيم فشعب اليمن غني جدا بهذه القيم وهذا ما أثبته على مسار تاريخه. ويبقى السؤال المطروح أين هو "المجتمع الدولي" وهل من يوقف هذه الزعرنة والقرصنة لآل سعود، وهذا النزق والعربدة والمراهقة العسكرية والسياسية التي تعدت في ممارساتها على أرض الواقع توحش داعش واخواتها صنيعة الفكر الوهابي وعش الدبابير السعودي؟