2025-05-24 12:03 م

محور المقاومة هو الفائز!!

2016-08-22
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
على الرغم من أن عجلة النشاط الدبلوماسي بشأن حل الأزمة السورية بات واضحا ً للعيان إلا أن ثمة مؤشرات وتحركات لا تشي بحل قريب للأزمة ، وإذا حصل فإن ذلك سيكون صادما ً للأطراف الدولية التي تآمرت وحشدت ودعمت كل الحركات والعصابات الإرهابية على الساحة السورية . فهل تبدو الولايات المتحدة الأمريكية راضية عن التقارب ببعض وجهات النظر بين روسيا وتركيا ، وهل فهمت الإدارة الأمريكية الرسالة التي قدمتها اللقاءات بين الروسي والتركي، وماذا يمكن أن تفعل إزاء ذلك فيما إذا خسرت الحليف التركي الذي كان كالمهرج يلعب على كل الحبال في سبيل تحقيق مصالحه وربما أدرك متأخرا ً أن الإدارة الأمريكية لاتهتم به أبدا ً ، ومصالحها هي بالدرجة الأولى حيث يمكن أن تدعس التركي ، والسعودي والقطري في سبيل تحقيق أهدافها وهي لا ترى بأي منهما سوى أداة تحركهما كيفما تشاء وسبق أن تخلت عن شخصيات ربما انتهى دورها في اللعبة كالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان خادما ً مطيعا ً للإدارة الأمريكية ، وكذلك زين العابدين بن علي الرئيس التونسي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح ويمكن أن نذكر أيضا ً معمر القذافي في الأيام الأخيرة من عهده حين أعلن عن فتح المنشآت الليبية أمام مفتشي الهيئة الدولية للطاقة الذرية،وهذا لم ينفعه إذا كان قرار إنهائه قد اتخذ ولم تنفعه تلك الحركات مع أنه كان يعادي الإدارة الأمريكية في أيام عهده التي كانت تعتبر ذهبية . ماذا يمكن أن تفعل الإدارة الأمريكية بأردوغان الذي يبدو أنه سيشق عصا الطاعة ويخرج عن العباءة الأمريكية فيما إذا صدق بتحالفه مع الأصدقاء الروس والإيرانيين واستطاع أن ينفذ كل الاتفاقات التي يمكن أن يتوصلوا إليها بشكل نهائي على الرغم من أن بعض المحللين والدارسين لا يرون في أردوغان مصدرا ً للمصداقية إذ ربما ينقلب على العهود والمواثيق التي أبرمها ، وقد سبق أن فعل ذلك في السابق وكانت مصالحه هي التي تحدد بوصلة حركته .. ماذا سيفعل بعد أن لفظه الاتحاد الأوروبي وأعلن عن طلاقه الثلاثي لأردوغان وأنه لا يمكن أن يكون ضمن دول الاتحاد الأوروبي ، وكذلك تآمر عليه الأمريكي وساعد في الانقلاب الفاشل عليه مؤخراً ، ووحدهم الأصدقاء الروس هم الذين مدوا له يد المساعدة لإنقاذه من المأزق الذي تورط به مع حلفائه السابقين الذين لا عهد لهم كما تبين الأحداث التاريخية لأن العلاقة بينهما لم تكن علاقة صداقة بل علاقة ترسمها المصالح النفعية التآمرية العدوانية فالإدارة الأمريكية لم تكن في يوم ما ذات نوايا صادقة مع العرب ودول الشرق الأوسط بل كانت تنبع من هدف واحد هو إضعاف الدول العربية لصالح الكيان الإسرائيلي المحتل الذي يقتل ويدمر يومياً في فلسطين المحتلة دون أن يتحرك لديه أي شعور بالخجل مما يرتكب من مجازر وقتل وتدمير لأهلنا الفلسطينيين وتهديم بيوتهم . هل سيتعظ أردوغان من الدروس السابقة ويعود إلى رشده ، ويتعاون بصدق في الملف السوري مع الأصدقاء الروس وهل يفتح أذنيه ليسمع الكلام الذي قاله معاون وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري بان استمرار الأزمة السورية غير ممكن لأنه سيتسبب بأمواج من انعدام الأمن في المنطقة والعالم وهذا يضر بمصالح الجميع ، والجميع هنا من ضمنهم الطرف التركي إذا لم يصح من سباته فإنه سيكون أكثر الخاسرين . هل فعلاً سيقوم التركي بالاتفاق مع الروس لحل الأزمة السورية ،وهل سيغلق الحدود في وجه العصابات الإرهابية التي تدخل عبر البوابة التركية ،وهل يمتنع عن مد الإمداد ويد العون لداعش ولتلك العصابات المجرمة ..أم انه لم يحسم أموره بعد . اعتقد أن اجتماع القادة الروس مع الأتراك قدم رسالة واضحة أن ليس هناك لعب أطفال ولا مجال للتراجع أمام الأتراك وخاصة بعد التصريح الأخير لوزير الدفاع التركي فكري ايشق الذي قال : أن بلاده اتخذت وروسيا قراراً فيما يخص الشأن السوري . وهذا يعني بالبنط العريض لمن لا يتقن فك الأحرف أننا الآن أصبحنا في الربع الساعة الأخير من نهاية الحرب على سورية ،وهذا يعني أيضاً أن سورية قريباً ستعلن انتصارها وأن محور المقاومة في النهاية هو الفائز ..
*كاتب وصحافي سوري