2025-05-24 08:28 ص

سورية : الخبر اليقين يتطاير.. اسألوا " جهينة" التركي؟؟

2016-09-01
بقلم:  الدكتور محمد بكر
وجهت الخارجية السورية رسالتين متطابقتين للأمم المتحدة ومجلس الأمن تشجب فيهما جرائم التدخل العسكري التركي في الشمال السوري واستهدافه للمدنيين في قريتي جب الكوسا والعمارنة جنوب جرابلس في حلب، وتستبعد جدية أردوغان في محاربة داعش، قبلها تم الحديث عن لقاءات استخبارية بين الجانبين السوري والتركي، وماقيل عن اتفاق تركي روسي ايراني يدير الجديد التركي على قاعدة( الأكراد مقابل حلب)، التناقض بين رؤية الخارجية السورية وما قيل عنه في هذا المضمار ( أي الاتفاق) يُبرز للواجهة " لغطاً " سياسياً في المشهد الجديد، وإذا سلمنا بفرضية أن التحول التركي وجديده هو ثمرة التفاهم مع روسيا، وما باحت به الخارجية السورية إنما يصب فقط في الخانة الإعلامية ، فإنه ثمة مايشي ويؤكد حقيقة هذا اللغط ويعزز تشابكية المُعقّد السوري، وأنه ثمة شيء يُدار خلف الكواليس لنسف التقارب التركي الروسي، أو بالحد الأدنى تقويضه وفرملته، هذا الاعتقاد ينبع من نقطتين رئيستين : - الأولى : ما أعلنه الكرملين لجهة عدم الارتياح من السلوك الأميركي في سورية وأن موسكو وواشنطن لا زالتا بعيدتين عن تحقيق التعاون الحقيقي للوصول إلى تسوية حقيقية للملف السوري، هذا الاعلان الذي ينسف كلياً كل مادار ونتج عن اجتماع لافروف - كيري الأخير لجهة قرب التوصل لاتفاق نهائي وماسماه كيري بوضوح المسار التوافقي. -النقطة الثانية : ما أعلنته الولايات المتحدة الأميركية ومالم تؤكده تركيا لجهة التوصل لاتفاق غير رسمي  لوقف إطلاق النار بين الأكراد وتركيا، مايعزز أن كل الانتصار الأميركي للعملية العسكرية التركية في شمال حلب والذي وصل لمستوى اعتذار بايدن لأردوغان هو بمثابة " تلميع " المشهد، الذي يخفي خلفه ربما سيلاً من الالتفافات والاستثمار الأميركي في الحالة الاندفاعية لفصائل المعارضة المسلحة المدعومة من الجيش التركي لجهة تحضير منتج سياسي في الشمال السوري، لا يستند إلى المعايير والسقوف والخطوط المرسومة في لقاءات الجانب التركي بالجانبين الروسي والإيراني، من هنا تأتي مطالبة لندن وباريس مجلس الأمن فرض عقوبات على دمشق، للاشغال السياسي بعد توقيت " مدروس" نشرت فيه الأمم المتحدة نتائج التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سورية أدانت فيه الجيش السوري باستخدامها مرتين، فيما يأتي تحريك جبهة حماه التي أطلقتها بعض الفصائل المسلحة نصرة لحلب، للإشغال العسكري. كل الاحتمالات باتت واردة ومفتوحة على مصراعيها في الملف السوري يصعب معها التكهن بمآلات المشهد ونواتجه، الذي يتطاير فيه " الخبر اليقين " بعيداً عن أي تحليل أو استقراء لكن المؤكد أنه موجود عند " جهينة " التركي، ولا أحد يعرف أي مسار يدور في خلد أردوغان، إن كان تماشياً وتنفيذاً لما ترسمه الولايات المتحدة وتالياً الطعن والنسف لكل مخرجات اللقاء ببوتين، أم أن " السلطان " قد خلع فعلاً العباءة الأميركية وبات في المحور الآخر، ولعل الأيام القليلة القادمة قد تكشف المستور.
* كاتب صحفي ومحلل فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com