بعد سبات عميق للنظام العربي الرسمي (أو هكذا تراءى للبعض فالمطابخ السياسية لم تتوقف) تأتي خطة الرباعية العربية بالعديد من النقاط "لتفعيل وتحريك الملف الفلسطيني". ويحق لكل انسان غيور على القضية الفلسطينية ان يطرح السؤال لماذا الان في هذا الوقت بالتحديد والذي تمر به المنطقة بحالة من عدم الاستقرار وتشهد فيه حالة من الاستقطاب السياسي الحاد والغير مسبوق على المستوى العربي والإقليمي والدولي. في الوقت الذي نرى به دولا عربية تعتدي على دول عربية أخرى اما عن طريق التدخل والاعتداء العسكري المباشر كما هو الحال في اليمن أو منخرطة في الحرب بالوكالة كما هو الحال في سوريا أو باستدعاء الأمم المتحدة ومجلس أمنها بالإضافة الى حلف الناتو الذراع الأميركي الضارب للتدخل العسكري المباشر كما حصل في ليبيا.
كما وتأتي هذه الصحوة!!! والعديد من الدول العربية غارقة بمشاكلها الداخلية بمحاربة الإرهاب أو صد عدوانا خارجيا أو داخليا بالوكالة لتدمير بناها التحتية وإشاعة الفوضى. ومن الواضح ان كل هذا يجري بهدف تحطيم قدرات الدول الوطنية ومحاولة "تغيير النظام" في هذه البلد أو تلك. وما حدث في ليبيا عام 2011 والعراق عام 2003 وما يحدث الان في سوريا واليمن ومنذ زمن انما يندرج ضمن هذا الإطار.
ولا بد لنا من التأكيد أيضا على ان هذه الخطة والتي أخذت وقتا لا بأس به في المطابخ والغرف المظلمة تأتي في ظل انتصارات تحقق على الأرض السورية سواء في الميدان العسكري أو من خلال المصالحات التي تتم وبتسارع هذه الأيام مما سيتيح للدولة السورية العودة الى دائرة الفعل على المستوى العربي. ويجمع كل المراقبين والمحللين أن اللحظة التي ستخرج منها سوريا من أزمتها ستشكل زلزالا سياسيا في المنطقة مما سيفرض معادلات جديدة في المنطقة التي ستجعل من تمرير الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية أمرا صعب المنال. وإذا ما أضفنا كذلك عودة العراق واليمن الى المشهد الإقليمي بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وحل الازمة اليمنية لصالح الشعب اليمني فان هذا سيزيد من صلابة مواقف الدول الوطنية في المنطقة. كل الدلائل والمؤشرات الميدانية والسياسية بدأت تشير أن تحقيق هذه العودة ليست بالبعيدة ومن هنا محاولة النظام العربي الرسمي في الاستعجال في محاولة "تفعيل وتحريك الملف الفلسطيني" بهدف تمرير كل ما يريده الكيان الغاصب ولا نستبعد على الاطلاق ان يكون هناك يد له حتى في صياغة بعض النقاط الجوهرية بها، وربما هذا ثمرة الزيارات الخليجية الرسمية المعلنة والغير معلنة الى البيت الأبيض الصغير والتصريحات المسربة هنا وهناك.
ومن هنا فان طرح خطة الرباعية العربية في هذا الوقت بالتحديد يضع علامات استفهام كثيرة جدا عليها كما وأنها تثير الشكوك حول المحرك الرئيس لمثل هكذا خطة. ولا بد من الإشارة الهامة أيضا هنا أن هذه الخطة تأتي في زمن أصبح إقامة العلاقات مع الكيان الغاصب إسرائيل والزيارات المتبادلة للنخب السياسية والأكاديمية والأمنية شيء طبيعي لا يجابه بالإدانة أو الاستنكار في معظم الصحف العربية والاعلام العربي المسيطر عليه في معظمه من قبل الأنظمة المهترئة التي تمتلك المليارات من البترودولار والمتهالكة على التطبيع مع الكيان الصهيوني وإقامة الاحلاف معه وحرفها لبوصلة الصراع في المنطقة وتعمل ليلا ونهارا على كي الوجدان العربي الشعبي وجرفه الى تيار الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية المقيتة في المنطقة. ولتحقيق هذا الغرض تغدق مئات الملايين من الدولارات على "مراكز الأبحاث الاستراتيجية" العربية والفضائيات والكتبة المأجورين الذي يعتبر بعضهم أن مقاومة الاحتلال الصهيوني إرهابا ولا يجد حرجا ان ينشر المقالات حول ذلك في الصحف العربية الرسمية.
ما جاء في خطة الرباعية العربية وبدون فذلكات فكرية وبعد اسقاط الكلمات الانشائية التي عادة ما تتحفنا بها الاجتماعات والقمم العربية نرى انها تسعى لمصادرة ما تبقى من القرار الفلسطيني المستقل، وضرب المقاومة المسلحة وغير المسلحة للاحتلال الصهيوني وهو الحق الطبيعي الذي تكفله كل المواثيق والأعراف الدولية، واسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في المخيمات داخل الوطن المحتل وخارجه، وفرض الرئيس القادم بعد تنحي الرئيس محمود عباس، وضرب الفصائل الفلسطينية ببعضها ببعض، واستخدام الساحة الفلسطينية كرافعة لتوقيع المعاهدات والتطبيع العلني الرسمي مع الكيان الصهيوني والعمل على تصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء عربي رسمي مهزوم ومأزوم خدمة للمصالح الاستراتيجية للإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة بالإضافة الى تأمين الامن والاستقرار لكيان غاصب مزروع بقوة السلاح في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. لسنا هنا بصدد مناقشة ما تسرب الى وسائل الاعلام بمجمله ولكننا نود الإشارة والتعليق على بعض النقاط الأساسية لكون هذه الخطة تمثل خطرا حقيقيا على القضية والوطن والمقاومة.
الرباعية تتباكى على الوضع الفلسطيني!! وخاصة بوضع حركة فتح ووجود عدد من الأعضاء خارج الحركة نتيجة فصلهم منها وهنا تؤكد الرباعية على ضرورة "العمل على توحيد حركة فتح وذلك لإعادة التوازن للساحة الفلسطينية وهي مسؤولية أبو مازن". وتدعو الرباعية الى "إعادة المفصولين وعودة محمد دحلان الى مركزه". ما نريد ان ننوه به هنا هو أن قضية فصل بعض أعضاء أي تنظيم كان بناء على أسس وأنظمة لوائحه الداخلية هو شأن التنظيم وهو شأن داخلي بامتياز. نستطيع ان نتفهم أن تكون هنالك وساطة "لفاعل خير" لتقريب وجهات نظر أو ما شابه ذلك لكن ان يفرض عودة أعضاء وتسمية أحدهم بالاسم ورجوعه لنفس المركز الذي كان يشغله في مركزية فتح فهذا شيء يفوق التصور وان دل على شيء فإنما يدل على أن الرباعية ماضية في مصادرة القرار الفلسطيني، وربما فرض تشكيلة "السلطة" الفلسطينية القادمة. هنالك الكثيرون من الفلسطينيين والمطلعين على الداخل الفلسطيني يرون ان الخلافات بين الرئيس أبو مازن ومحمد دحلان هي خلافات شخصية بالدرجة الأولى وليست خلافات عقائدية أو استراتيجية بهذا المفهوم. الخلافات كانت وما زالت قائمة على أسس شخصية وصراع على النفوذ والمكاسب والمراكز. ولا شك أن محاولة فرض رجوع محمد دحلان راجع الى المخططات الخليجية المستقبلية على وجه التحديد وتدخلها المباشر بالقضية الفلسطينية.
تسربت الكثير من الاخبار عن محاولات السعودية والامارات وقطر على وجه التحديد في رسم المعالم السياسية لمرحلة ما بعد أبو مازن والتخطيط مع بعض الدوائر الأمنية والسياسية للكيان الصهيوني. وبالتالي من غير المستبعد أن تكون عودة المفصولين ومحمد دحلان يأتي ضمن هذه الترتيبات.
خطة الرباعية تسعى الى "توحيد صفوف فتح وتعزيز قوتها" وكذلك الى " تحقيق المصالحة بين فتح وحماس وبقية الفصائل" و"التوصل الى اتفاق مصالحة وطنية يلزم الأطراف بكافة بنوده" و " هدف الاتفاق توحيد الضفة والقطاع تحت سلطة واحدة وسلاح شرعي واحد". بالطبع كل فلسطيني حريص على الوطن والقضية يريد ان يرى طي الصفحة على الانقسام في الساحة الفلسطينية السياسي والجغرافي، وهو ما عجزنا عن تحقيقه نظرا للتدخلات الإقليمية الى جانب تشبث كل طرف بمصالحه الضيقة والأنانية. الهدف الرئيس من كل هذه الديباجة هو " سلاح شرعي واحد". هنالك سلاحين على الساحة الفلسطينية الأول هو بيد القوى الأمنية الفلسطينية التي تعمل ليلا ونهارا على التنسيق مع العدو الصهيوني والعمل على حمايته من العمليات الاستشهادية على وجه التحديد، ومنع انتشار السلاح المقاوم في الضفة وان كانت السكاكين. ألم يتفاخر رئيس السلطة بمقابلاته الصحفية بأن عناصر من الامن الفلسطيني يعملون على تفتيش الطلاب والطالبات قبل دخولهم المدارس في الصباح. أما السلاح الاخر فهو سلاح المقاومة والتي تتصدى بعنفوان الى العدو الصهيوني وعدوانه المستمر على قطاع غزة. والمقصود بتواجد "سلاح شرعي واحد" دون التعريف بوظيفة هذا السلاح الشرعي وعدم ذكر الاحتلال يدلل على ان المقصود هو تسليم سلاح المقاومة وتخزينه حتى يصدأ أو تدميره ربما تحت اشراف سلطات الاحتلال الصهيوني. وما لم يستطيع الكيان الصهيوني بتحقيقه بكل جبروته العسكري واعتداءاته المستمرة على قطاع غزة تأتي خطة الرباعية لتحقق له هذا الهدف بالمجان. السلاح الشرعي هو السلاح الذي يدافع عن الوطن وهذا ما يكسبه الشرعية.
خطة الرباعية ترى في أن توحيد الفلسطينيين " يمهد الطريق لإعادة طرح المبادرة العربية للسلام" بمعنى تحريك عملية السلام على أساس المبادرة العربية التي طرحت عام 2002 في القمة التي عقدت في بيروت ووضعت على الرف لأنها فاقدة لآليات التنفيذ ورفض الكيان الصهيوني لها وعدم متابعتها من قبل الإدارة الامريكية بالرغم من أنها كتبت وصيغت أمريكيا وترجمت وتم تقديمها على أنها مبادرة سعودية مبادرة الملك الراحل عبدالله. عندها على الأقل كان حال الدول العربية غير الحال الذي نعيشه الان من استقطاب سياسي حاد ومن دول عربية تغزو دول عربية أخرى لتدمير الدول العربية الوطنية بالغزو المباشر أو عن طريق الحرب بالوكالة أو باستدراج تدخل الناتو والدول الغربية. بمعنى أن كان هنالك في عام 2002 بعض أوراق القوة التي يمكن استخدامها فاننا نعيش الان في حقبة زمنية فقدت هذه الأوراق بالإضافة الى ان العديد من دول النظام الرسمي العربي يتأمر على الدول الوطنية العربية والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني جهارة وخفية مع الكيان الصهيوني. الكيان الصهيوني ليس في وارد تقبل فكرة السلام حتى ضمن "المبادرة العربية" التي قدمت العديد من التنازلات له على صينية من ذهب، فهذا الكيان قام على اغتصاب الأرض الفلسطينية وهو يريد ان يبتلع ما تبقى من الأرض وكل من يعتقد ان السلام قادم أو أن "حل الدولتين" يمكن تحقيقه انما يعيش على كوكب آخر وواهم ويجري وراء سراب سيء الصيت أوسلو وما تبعه من تنازلات مجانية واتفاقيات مذلة ومهينة للشعب الفلسطيني ودماء شهداء الثورة الفلسطينية والكفاح اليومي للشعب الفلسطيني والمعاناة المريرة للقابعين في المخيمات في الوطن والشتات.
"توحيد الفلسطينيين سيساهم في دعوة المجتمع للضغط على إسرائيل". المجتمع الدولي ليس معنيا بالضغط على إسرائيل هكذا بينت بوضوح تجارب عقودا من الزمن وحتى عندما يرتكب الكيان الصهيوني وجيشه أبشع المجازر واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا والصواريخ شديدة الانفجار ويدمر كل البنى التحتية في قطاع غزة على سبيل المثال ويقوم باستهداف الأطفال الذين يلعبون على شاطئ غزة ويقوم جيشه "الذي لا يقهر" بعمليات القتل الميداني للشباب والشابات والأطفال في الضفة الغربية. أكثر ما فعله "المجتمع الدولي" هو أن يصرح بأنه "قلق" على استخدام القوة المفرطة "للجيش الإسرائيلي" ويدعو الطرفين الى التزام الهدوء وعدم التصعيد ويضغط على الطرف الفلسطيني لاستخدام القوى الأمنية لقمع التظاهرات أو الانتفاضة لان ذلك يقلل من فرص "السلام" وحل "الدولتين" أو "العودة الى المفاوضات". دعوة "المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل" ان دل على شيء فإنما يدل على عجز النظام الرسمي العربي عن التحرك. كان من أضعف الايمان أن يطلب من الدول المتهالكة على التطبيع أن تقطع زياراتها للكيان الصهيوني أو تعمل على سحب السفراء أو تقاطعه اقتصاديا ولكن كل هذا طبعا محرم عليها.
خطة الرباعية تدعو الى اعتماد "إجراءات ضاغطة على الأطراف الفلسطينية المعطلة للاتفاق التي تريد أن تفرضه الرباعية أيا كانت وفي كافة المراحل". بمعنى أن على الأطراف الفلسطينية أن تقبل بالاتفاق التي سيملى عليها من قبل الرباعية والا فان "الدعم المالي" أو "السياسي" أو "حرية التنقل" والزيارات للدول العربية من الممكن أن يتوقف لأي فريق فلسطيني. حبذا لو تستخدمون إجراءات ضاغطة على الكيان الصهيوني ليقوم بتقديم "تنازلات" لصالح الفلسطينيين بدلا من اتخاذ إجراءات لتركيع وابتزاز الطرف الفلسطيني. ولكن هذا طبعا محرم عليكم وغير مسموح مجرد التفكير به. غزة ذبحت في العدوان الصهيوني الأخير والذي استمر 51 يوما من القصف المتواصل الذي أحدث تدميرا كاملا للبشر والحجر ولم نشهد أي تحرك ذو قيمة من طرفكم. لا بل فان البعض أراد ان يستمر العدوان عله يخلصكم من هذا الازعاج الذي اسمه "القضية الفلسطينية" و "الشعب الفلسطيني".
والخطة تنص " إذا لم يتوصل الفلسطينيون الى اتفاق فان الجامعة العربية ستتدخل لفرض مصلحة الشعب الفلسطيني أولا". لقد رأى وشهد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ماذا يعني تدخل الجامعة العربية "لمصلحة الشعوب العربية". والامثلة امامنا كثيرة من ليبيا الى سوريا الى اليمن. في كل هذه الحالات لعبت "الجامعة العربية" دور "الأم الحنون" الذي تخشى على أطفالها ولذلك شاركت في مجيء قوات الناتو لضرب ليبيا وتغير النظام وتدمير البلد وإشاعة الفوضى وانتشار المليشيات وجعلها بؤرة للإرهاب وتصديرهم الى دول عربية أخرى ومركزا مربحا للاتجار بالبشر وعمليات الهجرة الغير شرعية بقوارب الموت الى السواحل الأوروبية. أما في سوريا واليمن على سبيل المثال فحدث ولا حرج. فلم تخجل الجامعة العربية وامينها العام السابق نبيل العربي للذهاب بوفد الى مجلس الامن لاستجداء اتخاذ قرار تحت البند السابع لشن عدوانا امميا عسكريا على سوريا "لمصلحة " الشعب السوري، "فالأم الرؤوم" تبذل قصارى جهدها للحفاظ على ابناءها من الشعوب العربية ولذلك فهي تعمل ليلا ونهارا وبنشاط وتصبح الأسد المغوار على الدول العربية الوطنية أما عندما تأتي الأمور الى الكيان الصهيوني فإنها تصبح دجاجة تطلق الأصوات والتصريحات الفارغة وما يحدث على الأقل للأقصى المبارك في القدس شاهد على ذلك حتى لا نذهب بعيدا.
لا نريد ان نستطرد أكثر من هذا ولكن ما نريد أن نؤكد عليه هو أن جوهر هذه الخطة هو مصادرة القرار الفلسطيني المستقل أو ما تبقى منه، واسقاط حق العودة الذي كفلته قرارات الشرعية الدولية، ومصادرة السلاح الشرعي للمقاومة، وضرب الفصائل الفلسطينية ببعضها البعض، واستخدام البوابة الفلسطينية في عمليات التطبيع الرسمي والعلني مع الكيان الصهيوني وتعزيز حرف بوصلة الصراع في المنطقة تمهيدا للقضاء على القضية والوطن الفلسطيني لصالح الكيان الصهيوني. ونقولها بمرارة أن هنالك أطرافا فلسطينية منغمسة أو ستنغمس ضمن هذه الرؤيا والتوجه حفاظا على مصالحها والامتيازات التي توفرت لها نتيجة الأوضاع التي جعلتها تتأقلم وتتماهى مع الاحتلال الصهيوني ومواقف النظام العربي الرسمي. فأصحاب البدل والسيارات الفارهة والفيلات والمراكز والنفوذ الذي لم يحلموا بها يوما، هذه الفئة الطفيلية التي نمت وترعرعت في ظل الاحتلال والأموال القادمة من الخارج لم ولن تتخلى يوما من الأيام عن كل هذه المكاسب المادية والاجتماعية والمراكز السياسية والإدارية، وهي لهذه الأسباب مجتمعة تبدل من الوانها وولاءاتها بسهولة.
من يريد أن يقاوم هذا التوجه لا يصرخ باننا سنقطع اليد هنا وهناك ويتحدث عن الامتدادات الإقليمية والدولية لان كل هذه الصرخات والانفعالات والتهديدات ستذهب ادراج الرياح كما ذهب ما قبلها التي أطلقت في العديد من المناسبات. من يريد فعلا مقاومة فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره باستخدام الضغوطات وسياسة التجويع، عليه أن يلتجأ الى الوعاء الحاضن للقضية والذي لم يبخل في يوما من الايام لتقديم شهداء الحرية والتحرير والاستقلال. هذا الوعاء هو الشعب الفلسطيني الذي يحاول البعض تغيبه عن تقرير مصيره وذلك بالاستئثار والهيمنة بالقرار الفلسطيني كما تريد خطة الرباعية فعله. الشعب الفلسطيني واللجوء اليه والى مقاومته هو سلاحكم ان اردتم فعلا مقاومة ما هو أتى والخطر الذي يتهدد القضية والوطن.
خطة الرباعية العربية....هل جاء دور فلسطين؟
2016-09-11
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني