2025-05-25 11:12 ص

هل يتحملون أعباء نتائج " الرد على الرد " ؟؟

2016-09-14
بقلم: محمد توتونجي
ما الذي تبقى من هيبة للجيش الإسرائيلي بعد حرب تموز ، فحرب تموز أسقطت هيبة قوات النخبة البرية ، ولواء المظليين ، ولواء غولاني ، وحطمت أسطورة الميركافا ، وأسقطت أوهام التفوق في حرب الأدمغة ، والتفوق النوعي والكمي الكبير لجيش كيان الاحتلال تسليحاً وتكنولوجياً ، كما تم تدمير أهم مكامن القوة لجيش الكيان عبر تلك الكلمات التي كرست معادلة سماحة السيد " أوهن من بيت العنكبوت " : " المفاجآت التي وعدتكم بها ، سوف تبدأ من الآن ، الآن في عرض البحر..في مقابل بيروت.. البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية ، وعلى بيوت الناس ، وعلى المدنيين ، انظروا إليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الإسرائيليين الصهاينة ، هذه البداية وحتى النهاية كلام طويل وموعد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”. وبعدها فشلت القبة الحديدية ، والعصا السحرية ، من منظومات الدفاع الجوي المشتركة الصهيو- أمريكية من طائرة أيوب إلى الطائرة مجهولة الهوية وأسقطت معها أوهام جبهة الأمن الداخلي ، ففي يوم الإثنين 18/07/2016 فشلت المنظومات الصاروخية والطائرات الإسرائيلية في إسقاط طائرة بدون طيار اخترقت الجزء التي تحتله " إسرائيل " من هضبة الجولان ، وجرت حينها 3 محاولات فاشلة لإسقاط الطائرة عبر صاروخين باتريوت وصاروخ جو جو وعادت الطائرة سالمة إلى حيث انطلقت. فما الذي حدث في ليلة تل الشحم وسعسع ؟؟ بالرغم من كل الخدمات الجليلة التي قدمتها تلك المجاميع للكيان الصهيوني ، من تدمير العديد من منظومات الدفاع الجوي ، وكتائب الحرب الإلكترونية التي فكك بعضها بالكامل وتم تسلميها للكيان الصهيوني ، وبعد الهزيمة الاستراتيجية المنكرة ، عبر فشل كل الحروب بالوكالة من 11 عاصفة جنوب ، ولملمة جرحى المجاميع الإرهابية بالعشرات عبر سيارات إسعاف كيان العدو إلى داخل الأراضي المحتلة ليتم علاجهم هناك وإعادة الزج بهم من جديد ، أيقن الصهيوني أنه لا بد له من الدخول بجسده ، لرفع معنويات عملائه هناك ولكن: فوجئ السوريون عندما عرضت القنوات السورية والقنوات المقاومة الحليفة هذا البيان: "قام طيران العدو الإسرائيلي عند الساعة الواحدة صباح يوم الإثنين 13/09/2016 بالاعتداء على أحد مواقعنا العسكرية بريف القنيطرة ، فتصدت وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت له طائرة حربية جنوب غرب القنيطرة ، وطائرة استطلاع غرب سعسع في ريف دمشق". وتخبط بعدها إعلام العدو ، ووصلت الفوضى الإعلامية الصهيونية أوجها ، وسارعت للنفي بكل الوسائل ، محاولة تهدئة وتطمين الجبهة الداخلية يائسة ، فآخر معاقل القوة في جيش الكيان تم القضاء على تفوقه تماماً وفؤجت القوات الجوية الإسرائيلية بما لم تتوقعه ، من صورايخ أرض أرض التي لا تخطئ أهدافها تنطلق من منظومات الدفاع الجوي للجيش العربي السوري وتصيب هدفها " طائرة أف 16 " فخر الصناعة الأمريكية ، وأصبح الطالب مطلوباً ، فلا هو أفلح في دعم عملائه ، ولم يستطع إلا الإنكار لكي لا تتم مطالبته بالرد ، لأن القيادة الإسرائيلية وصلتها الرسالة جيداً ، وأدركت يقيناً أنها ستكون عاجزة عن تحمل نتائج " الرد على الرد ". فكل ما تبقى من هيبة لأسطورة " الجيش الذي لا يقهر " أصبح كسرابٍ بقيعةٍ ، ولم يتم كسر التوازن فحسب ، بل ما جرى هو كسر لكل الأوهام من قواعد الاشتباك ، على كل الجبهات ، وباتت حكومة بين مطرقة حلف المقاومة من الخارج ، وانتفاضة السكاكين ومعارك الأمعاء الخاوية التي تكسر هيبة الكيان من الداخل ، وفشل الحرب على سورية من تحقيق أهدافها ميدانياً تحت نعال الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة ، ومن جهة أخرى عبر سقوط معاقل وكلاء الكيان الصهيوني في الداخل كأحجار الدومينو ، عبر المصالحات الوطنية وقوانين العفو التي تسترجع تدريجياً أبناء سورية إلى حضن الوطن. فهل يجن " المغامرون " من قيادات كيان العدو من جديد بردٍ غير محسوب تحت ضغوط الجبهة الداخلية ؟؟؟ والسؤال الأهم هل يتحملون أعباء نتائج " الرد على الرد " بمفاجآت أكبر من داريا وقد تكون أكبر من الجولان والجليل ؟؟؟ أيها السادة: " ولى زمن الهزائم ، وأتى زمن الانتصارات " ، من رايات النصر في الموصل إلى رايات النصر في حلب وما بعد ما بعد حلب ، والأيام القادمات ستحكي لنا كل قصص الانتصار والصمود.